«واحة سيوة» من السياحة العلاجية للأماكن التراثية.. استمتع بالبحيرات والعيون الكبريتية

الخميس، 22 سبتمبر 2022 12:00 ص
«واحة سيوة» من السياحة العلاجية للأماكن التراثية.. استمتع بالبحيرات والعيون الكبريتية

سها الدافئة ورمالها الذهبية ونقاء هوائها وطبيعتها البكر، بعض الأسباب التي جذبت جموع البشر من أنحاء العالم لزيارتها، بالإضافة إلى كنوزها الأثرية وتاريخها القديم، إنها "واحة سيوة" درة واحات العالم، والتي تبعد عن العاصمة ما يقرب من 700 كليو متر، وتعد الواحة الصغيرة واحدة من أهم أماكن السياحة العلاجية، حيث حباها الله بالعيون الكبريتية والبحيرات المالحة والدفن في الملح ورمل، وفي ملفنا هذا، سنصحبكم في رحلة سياحية وعلاجية استشفائية داخل واحة سيوة.

"تشعر التعب؟ عظمك وجعك؟ بتعانى من الروماتويد أو الغضروف؟ روح سيوة ترابها علاج وشفاء" على الرغم من شدة ارتفاع درجة حراراتها إلا أن الكثير من جميع أنحاء العالم يتوافدون إليها في ثلاثة أشهر من موسم الصيف "يوليو، أغسطس، سبتمبر" ليمارسون علاج الدفن في الرمل.


صاحبنا في رحلة علاج الدفن في الرمل، الحاج "شريف السانوسي" من أهالى الواحة وشرح لنا ما يحدث في بالتفصيل فقال: "منطقة الدكرور تختلف عن أي مكان تاني داخل الواحة بسبب ارتفاع الجبل فيها، هذا الارتفاع يسبب تعامدا للشمس داخل سيوة عن أي مكان تانى، غير الرملة هنا فيها حبيبات خشنة تساعد أكثر على نجاح الدفن في الرمل". ويبدأ موسم الدفن من منتصف شهر يوينو إلى منتصف شهر سبتمر.

وأكمل "شريف " حديثه قائلًا: "لنا موسم معين يبدأ من منتصف شهر يونيو إلى منتصف شهر سبتمبر، حيث نبدأ يومنا من الساعة السادسة صباحًا، فنقوم بحفر الرمال وعمل حفر كبيرة تسع حجم الإنسان، وفي حدود الساعة الواحدة حين تتعامد الشمس وتشتد حرارتها، نبدأ في تنزيل الأشخاص بدون ملابس ونردمهم بالرمل حتى الرقبة، ونضع شمسية صغيرة على الرأس حتى نتفادى أصابته بضربة شمس".

وللدفن في الرمل فائدتان الأولى مد الجسم بدرجة حرارة عالية جدًا، ثانيًا تقوم الرملة بتفتح مسام الجسم، وتابع السنوسي: "يظل الشخص في الرمل من ربع إلى ثلث الساعة، ثم يدخل بعدها في خيمة بنفس درجة حرارة الرمل ويرتدى ملابسه، ونقدم له مشروبان هما الحلبة لدر العرق والينسون للتهدئة. ثم يرتدى ملابسه وعليها بالطو ثقيل كى يقوم بعملية (كمر) للجسم، ثم يخرج ويتجه لمكان سكنه بعد أن يشرب عصير ليمون لمنع الصداع وارتفاع درجة حرارة الجسم".

وبعد أن يتجه الشخص إلى مكان سكنه يقول شريف: "ينام الشخص مرتديًا البالطو ما يقرب من ساعة ونصف الساعة كاملة، ليخرج كمية مهولة من العرق المحملة بالسموم من الجسم، وهذا هو المطلوب والهدف من الدفن، بعد ذلك يتم عمل غلق لمسام الجسم بزيت الزيتون والخل كى لا يتعرض لأى تيار هواء ممكن أن يؤذيه، الدفن في الرمل يعالج الروماتزم، الروماتويد، الخشونة، آلام المفاصل، الغضروف، وكل عام نستنتج أنها عالجت مرض معين". وعن الوافدين للعلاج قال: "الوافدون بييجوا من كل مكان في مصر، غير الدول العربية والدول الأجنبية منها فرنسا وإيطاليا، أوروبا وغيرها من الدول".

والدفن في الرمل متاح للجميع إلا من يعانى من ضعف عضلة القلب، أو الكسر الحديث، أو من يعانى من ارتفاع درجة الحرارة المستمرة، ومن يعانى من مرض السرطان. أيضًا الدفن متاح للسيدات مثل الرجل فهناك معسكرات خاصة للسيدات يقوم بخدمتهم سيدات فقط، ولا يوجد سن معين للدفن في الرمل حتى الأطفال وكبار السن متاح لهم التجربة، وبنفس الطريقة الدفن في الرمل. وأنهى شريف السانوسي حديثه قائلًا " كل ما نتمناه هو موصلات سريعة عشان الناس تقدر تيجى بسهولة ويسر، الواحة بعيدة وفي مشاقة على الوافدين وخاصة من كبار السن".

كهف الملح بسيوة.. الاستشفاء والتخلص من الطاقة السلبية بأحضان الطبيعة
مكان مغلق صُمم بالكامل من الملح الأبيض، ألوانه هادئة رقيقة، حين تدخل هذا المكان تشعر وكأن قد سُحبت منك طاقتك السلبية تشعر بالسكينة والهدوء، تعود إلى سلامك النفسي وطبيعتك الطيبة ولا يغادر وجهك ابتسامته السمحة الجذابة، يسمى هذا المكان كهف الملح.

الملح للاسترخاء والراحة النفسية


تعددت كهوف الملح داخل الواحة، وكان لنا جوله ممتعة داخل أحد كهوفها اصطحبنا فيها يوسف السانوسي مدير كهف ملح في سيوة، في البداية قال: "يأتي الجميع إلى هنا في جلسة استرخاء من ضغوط الحياة، لأن سيوة تتميز بالجو الجاف وفيها الكثير من العلاجات الطبيعية منها الدفن في الرمل، العيون الكبريتية، وكهوف الملح، يعمل الكهف هنا على نظامين أولًا الـ(شازلونج) يقعد الشخص على كرسي من الملح القوالب ويضع رجليه في الملح، وهنا يأخذ كافة العناصر الموجودة في الملح والمفيدة لجسم الإنسان، وهى الحديد والمنجانير وبوتاسيوم وكلوريد الصوديوم".

أما النظام الثانى فيستلقي الشخص على ظهره ويكشف يديه للكوع ورجلية للركبة، ويتم دفنهم في الملح، مدة الجلسة لا نزيد عن 45 دقيقة ولا تقل عن 30 دقيقة، في هذه المدة يسحب الملح كافة الطاقة السلبية من جسم الانسان، والتي يكتسبها من التليفون المحمول أو الملابس غير القطنية.

"الملح يعالج الجيوب الأنفية غير المزمنة وحساسية الصدر، وعنصر اليود يعطى أكتر نسبة من الراحة النفسية، وينشط الدورة الدموية، وهناك حالات ممنوعة من الدخول في الملح مثل المرأة الحامل ومريض الكُلى لأن الملح ينشف المياه في الجسم ومرضي الجلطة الدماغية والشلل، كما أننا نغير الملح تقريبًا كل 3 أشهر لتجديد اليود في الكهف".. هذا ما قاله مدير كهف الملح.

وأوضح "السانوسي" أن الملح أنواع منه المجروش الخشن والناعم ويستخدمان في كهوف الملح، أما الناعم فالطعام، ونأتي بالملح الرملي والخشن من البحيرة الشرقية أما الغربية فنأتي منها بالملح القوالب.

ميز الله سبحانه وتعالى العيون الكبريتية في سيوة عن غيرها، حيث تختلف كل عين عن الأخرى من حيت الشكل والمكان وتركيب العناصر العلاجية فيها، والمعروف أن المياه الكبريتية تعالج الكثير من الأمراض التي قد تمس جسم الإنسان، وتضم سيوة ما يقرب من 200 عين كبريتية طبيعية، وأشهرها عين" كيلوباترا، قوريشت، الدكرور، تجزرت، فطناس، الحمام، خميسة، وعين العرائس" وغيرها من العيون الكبريتية.

وعين كليوباترا: هي عبارة عن بئر يجدد مياه من الينابيع الساخنة الطبيعية. سميت بهذا الاسم لأن هناك مقولة تؤكد أن ملكة مصر سبحت في مياهها في العهد القديم. أما عين فطناس: فتقع داخل جزيرة فطناس التي يحيط بها مجموعة من أشجار النخيل والمناظر الطبيعية الصحراوية، كما أن رؤية الغروب من تلك الجزيرة ساحر وخلاب. أما عين العرائس فتذهب إليها العروس وتستحم فيها هي وأخواتها صباحًا، ويذهب إليها العريس للاستحمام مع أصدقائه ليلًا.

حين تلامس قمم الجبال البيض التي تشبه الثلج صغار السحاب الهارب من قلب أمه تلك السماء الزراقاء الصافية، والحاضنة لقرص السمش الدافيء الذى تداعب أشعته الذهبية مياه البحيرات المالحة ذات الألوان المبهجة، تتأكد أنك داخل احدى جنان الله في الأرض، إنها بحيرات الملح في دورة واحات العالم "سيوة" التى يأتي إليها القاصى والدانى ليستمتع ويستشفى بمياهها.

بحيرات علاجية مالحة تسلب طاقتك السلبية وتخزين بداخلك طاقة حب وسلام داخلي يكفي ما يبقى من العمر، حين تزل مياهها ترفعك للأعلى بسبب كثرة ملوحتها التي تنزيل الخلايا الميتة من الجسم وتحافظ على نعومتها وتحارب التجاعيد وعلامات الشيخوخة المبكرة، وتقلل الشحنات الكهربائية وتزيل حب الشباب، كما أنها تقضي علي الفطريات وجميع الميكروبات وتعالج الهرش والحساسية الجلدية.

قلعة شالي أو حصن شالى، يعود تاريخها إلى 800 عام مضى، فيعود تأسيسها إلى القرن السادس الهجرى، بُنيت "شالي" في أعلى نقطة مرتفعة في سيوة لتتيح لأهلها رؤية الغزاة من على مسافات بعيدة، ولترد الهجوم الذى قد يأتي من قبائل الصحراء التي تتنقل من مكان لأخر، لذلك فإنها من أهم معالم واحة سيوة، وأصل كلمة شالى يعود للغة الأمازيغى ويعنى "مدينة"، وتتميز قلعة شالى ببنائها بمادة "الكرشيف" وهى عبارة عن خليط الطين بالملح حيث تشبه صلابته الأسمنت حين يجف.

يوجد بالمدينة 3 أبواب "الباب إنشال" و"أثراب" وتعنى الجديد، وباب" قدوحة" مخصص للنساء، كما يوجد ايضًا في مسجد عتيق واحد داخل "شالى".

جزيرة فطناس يأخذك جمالها: شجر النخيل الأخضر مع مياه الجزيرة الزرقاء الذى يمل للاسمرار حين تلمس الشمس مياهها وقت الغروب، وتعود كلمة فطناس إلى اللغة الأمازيغية وتعنى"واحة الغروب" كما يوجد في الجزيرة عين من أجمل العيون الكبريتية في سيوة والتي تتميز بعمقها الذى يصل إلى 7 أمتار، كما أن درجة حرارتها متوسطة على مدار العام.

أنشئ متحف البيت السيوي على يد دبلوماسي كندي خشية أن تختفي ثقافة سيوة القديمة، وذلك بمنحة من الحكومة الكندية في ثمانينيات القرن الماضى، ويعد المتحف من أهم المزارات السياحية في مصر.

وبنيت الجدرات بمادة الكرشيف ليحافظ على درجات الحرارة داخله، أما سقوفه مصنوعة من جريد النخل، وضم المتحف قطع من المشغولات اليدوية مثل السجاد و المجوهرات والفضيات الأوانى الفخارية وألآلات الموسيقى والملابس السيوية المطرزة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة