قضية المناخ في فكر العالم..
تحركات مصرية لوضع رؤية دولية تدعم الدول الإفريقية في مواجهة التغيرات المناخية
السبت، 10 سبتمبر 2022 08:00 م
طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوضع قضية المناخ في فكر العالم، كونها أضحت على رأس أولويات أجندة التنمية البشرية، وقال "إن 20 دولة مسؤولة عن 80 % من آثار التغيرات المناخية لذلك فالعدالة تقتضي زيادة مساهمة تلك الدول في جهود التكيف مع تغيرات المناخ".
واستضافت القاهرة الأربعاء الماضى منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF2022، بحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى، وهو المنتدى الذى يعد أحد الأنشطة المتعددة الأطراف العالمية التي تمهد بشكل قوي وعميق لاستضافة مصر مؤتمر الأمم الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ COP 27، كما يهدف لحشد التمويل الأخضر للمشروعات صديقة البيئة والتي تساعد على التحول للوقود الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة.
وفى كلمته امام المنتدى، أكد الرئيس السيسي، ضرورة دعم جهود إفريقيا للتكيف مع التغيرات المناخية باعتبارها الأقل تسببا في تلك التغيرات رغم كونها الأكثر تأثرا، مضيفا "إننا نحتاج إلى رؤية شاملة لدعم الدول الإفريقية في مواجهة التغيرات المناخية"، وتابع الرئيس "إننا نحتاج إلى 800 مليار دولار حتى عام 2025 لمواجهة تداعيات تغير المناخ"، لافتاً إلى أن نسبة الاستثمارات الخضراء في مصر بلغت حوالي 40% من إجمالي الاستثمارات العامة، موضحاً أن مصر تعد من أكثر الدول تعرضا لآثار تغير المناخ، لافتا إلى أن مصر تنفذ برامج لتطوير مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن محطة بنبان في أسوان تعد من أكبر محطات توليد الكهرباء في العالم، وأشار إلى أن مصر يمكنها المساهمة في توفير الطاقة النظيفة في العالم سواء الطاقة البديلة أو الهيدروجين الأخضر، لافتا إلى أن مصر أطلقت استراتيجيتها الوطنية لمواجهة تغير المناخ 2050.
وأكد الرئيس السيسي، أن القطاع الخاص لديه القدرة على سد الفجوة التمويلية المطلوبة لمواجهة التغيرات المناخية، مشددا على أهمية الجهود الأممية لتقديم المنح للدول الإفريقية المتضررة من التغيرات المناخية، كما شدد على أهمية تطوير التكنولوجيا لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية.
من جانبه أكد المبعوث الأمريكي الخاص لشئون المناخ، جون كيرى، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه العالم إزاء مواجهة تغير المناخ، لافتا إلى أن 20 دولة فقط تساوي 80% من كل الانبعاثات، و48 دولة في الصحراء الأفريقية جميعها تساوي 0.5% من الانبعاثات، لذا فعلينا أن نبدأ بوضع حل لهذه المشاكل.
وقال كيري "عندما نلتقي فى شرم الشيخ بعد 60 يوما هنا في مصر والتي يطلق عليها "أم الدنيا"، فإن هذا المكان "شرم الشيخ" الذي نستطيع أن نستعيد فيه حواسنا، ونصل إلى هذا ونحققه، فبالنظر إلى مختلف أنحاء العالم، نستطيع أن نرى نهر الراين بألمانيا وكل الأنهار فى أوروبا، أصبحت جافة، ولكن هناك 18 دولة فى أفريقيا ستتأثر أيضا بشكل كبير جراء التغيرات المناخية"، مشيراً إلى المشاكل التي تواجه كل من الصين والولايات المتحدة والكثير من الدول بسبب التغيرات المناخية من نقص في المياه وبالتالي انخفاض مستوى الزراعة والآثار المترتبة على الأمن الغذائي جراء ذلك.
وأوضح كيري أن هناك حوالي 15 مليون شخص يواجهون خطر الموت بسبب الانبعاثات الضارة، مشددا على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لوضع حد لمشكلة التغيرات المناخية التي تهدد دول العالم، محذراً جميع الدول من عواقب عدم الاستجابة بشكل كافي للحلول الخاصة بالتغيرات المناخية، مؤكدا على أهمية هذا المنتدى وغيره من الاجتماعات لاتخاذ خطوات جادة وفعلية لمواجهة التغيرات المناخية والانبعاثات الضارة التي تواجه الكثير من دول العالم.
وأشار المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص من خلال الاستثمارت وإعطائه تسهيلات ضريبية، ليقوم بتمويل الكثير من هذه العمليات الانتقالية في السوق العالمي، وتابع كيري قائلا " إنه لا يوجد شك أن العالم سيصل إلى اقتصاد كربوني منخفض، ولكن علينا اتخاذ المزيد من القرارات الهامة لتلافي التداعيات السلبية لتغير المناخ "، مؤكدا ضرورة العمل سويا خلال الفترة المقبلة لإيجاد التمويل الكافي للتعامل مع مخاطر تغير المناخ.
وخلال المنتدى أعلنت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي انطلاق العمل لإعداد "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل"، الذي يهدف إلى تطوير إطار عملي لتحقيق التكامل بين جميع الأطراف ذات الصلة في مجال التمويل المناخي لتعزيز قدرة الدول النامية للوصول إلى التمويلات الدولية، وتحويلها إلى فرص استثمارية حقيقية ومتوازنة وعادلة في القطاعات الصديقة للبيئة، من خلال تحديد خطة عمل وإجراءات تطبيقية يمكن تنفيذها من قبل كل الأطراف، وذلك قبيل انعقاد COP 27.
وأشارت إلى أنه تم التنسيق والتشاور مع أكثر من 70 جهة دولية لبحث أطر التمويل المبتكر الذي يعمل على تحفيز مشاركة القطاع الخاص، ووضع أطر حوكمة دولية لضمان اتساق هذه التمويلات مع أجندة المناخ ومع حقوق الدول النامية في التنمية العادلة والشاملة والمستدامة.
من جهته أكد الدكتور بيندكت أوراما، رئيس البنك الافريقي للتصدير والاستيراد، أن الأفارقة هم ضحايا رئيسيون في الانبعاثات الكربونية التي نشهدها اليوم، على الرغم من أنهم أقل من يسهم في هذه الانبعاثات، لافتاً إلى أن مؤتمر المناخ بشرم الشيخ سيكون مهم "للنظر على الالتزامات التى أجريت على مدار السنوات الماضية، ومن أجل أن نضع التزامات جديدة على أنفسنا، ما يعني أن الموضوع الذي سنناقشه اليوم، والالتزامات غاية فى الأهمية، فلن يكون هناك دافع لأفريقيا، لأننا كقارة حاليا على مفترق طرق".
وقالت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رينو باسو، أن مصر تمر بفترة تحول؛ لذلك فهي دولة عالية التنافسية، والمنتدى اليوم يأمل في تعظيم هذه الفرص والعمل مع شركائنا في مصر، مشيرة إلى أن هناك ملاحظة في مصر وهي أننا رأينا الكثير من الاحتياجات الاقتصادية تتحدث عن أهمية الانتقال إلى الطاقة الخضراء وليس فقط لمكافحة التغير المناخي الذي نسعى له جميعا، ولكننا نحتاج إلى الأمن في الطاقة والغذاء والمياه.