خلال مؤتمر الأعلى للشؤون الإسلامية.. مختار جمعة: الأوقاف تشهد نجاح كبيرا بفضل الله وإرادة دولة بقيادة قائد حكيم يؤمن بالوسطية والفكر الرشيد

السبت، 03 سبتمبر 2022 03:51 م
خلال مؤتمر الأعلى للشؤون الإسلامية.. مختار جمعة: الأوقاف تشهد نجاح كبيرا بفضل الله وإرادة دولة بقيادة قائد حكيم يؤمن بالوسطية والفكر الرشيد
منال القاضي

عقد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مؤتمرا تحضيريا للمؤتمر الدولي الـ 33 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم السبت، بحضور أعضاء لجنة الإعلام بالمجلس، وعدد من قيادات الوزارة، وكبار الصحفيين والإعلاميين والمثقفين.
 
وفي كلمته، قدم وزير الأوقاف، الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، على رعايته لمؤتمر"الاجتهاد ضرورة العصر"، مؤكدا أن دعم رئيس الجمهورية، للفكر الوسطي والاجتهاد العصري، كبيرا.
 
كما رحب وزير الأوقاف، بالحضور وشكرهم على دعمهم للمؤتمر، ونشر الدين الوسطي المستنير كمهمة نعمل جميعًا على نشرها، مبينًا أن المؤتمر جاء تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالحفاظ على الثوابت ومراعاة المستجدات، موضحًا أن سيادته وجه في أكثر من لقاء ببناء جيل من الأئمة واع مستنير، مشيرًا إلى أن ما شهدناه اليوم في مقرأة كبار القراء ما كان ليظهر بهذه الكفاءة لولا فضل الله أولًا ودعم الرئيس، ولما كانت دولة التلاوة عادت بهذه القوة، لكن الدعم الكامل من الدولة أثمر هذا العمل، كما كثفت وزارة الأوقاف من أنشطتها بعمل مقارئ للأئمة والأعضاء، ثم مقارئ للجمهور، فضلا عن النشاط الصيفي للطفل، ومجالس الإفتاء، ومجالس الإقراء، وكما فتحنا الطريق لحملة المؤهلات المتوسطة بمراكز الثقافة الإسلامية ومن يتجاوز المرحلة التمهيدية فقد استفاد وحظي بعلم عظيم.
 
وفيما يخص المسابقات أكد وزير الأوقاف، أن الوزارة أطلقت العديد من المسابقات التثقيفية بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، وقد حظيت هذه المسابقات بإقبال كثيف وشعبية كبيرة، مؤكدًا أن هذه المسابقات تتم بغاية الشفافية والنزاهة والدقة في كل مراحلها، كما أشار إلى أن سلسلة "رؤية" للنشء يتم الإعداد والتأليف فيها من متخصصين، وفريق عمل كامل من الباحثين والفقهاء لإخراج العمل غاية في الاتقان، مبينًا أنه على قدر ما تجتهد على قدر توفيق الله لك، فنحن أمة أتقن، ونحتاج للدأب والصبر، وقد وصلنا في سلسلة "رؤية" للنشء إلى الكتاب العشرين "قصص الحيوان في القرآن"، في أسلوب يجمع بين العلم وبين البساطة في المعلومة الصحيحة لتعليم النشء، في أسلوب مدقق علميًّا وبلغة تراعي الطفل.
 
وفيما يخص موضوع المؤتمر، أكد وزير الأوقاف أنه قد تم تحديد واختيار هذا الموضوع نظرًا لما يمثله فتح باب الاجتهاد واسعًا في العصر الحاضر من ضرورة ملحة من جهة، وبيان أن لهذا الاجتهاد أصوله وضوابطه ورجاله المتخصصين من جهة أخرى، مع ما تفرضه ضرورة العصر من الحاجة إلى الاجتهاد الجماعي أو المؤسسي، وبيان مفهوم الإجماع السكوتي في العصر الحاضر، و بناء وتكوين وإعداد وتأهيل العلماء المؤهلين للاجتهاد، و النظر بعين الاعتبار البالغ لمعطيات العلم التطبيقي عند الاجتهاد أو الإفتاء أو إطلاق الأحكام المتعلقة به، وكذلك المعطيات الطبية والبيطرية والاقتصادية والقوانين الدولية وعلاقتها بالإفتاء الشرعي، ومستجدات القضايا الحياتية كالتعامل بالعملات الافتراضية، والمسئولية الفردية والجماعية تجاه قضية المناخ وموقع الإضرار بالبيئة من الأحكام الشرعية.
 
وأكد أن الاجتهاد يعني التخصص في كل شيء وليس الأمر كلأ مباحاً، فلابد لكل فن أن يكون له أهله وضوابطه، والاجتهاد له ضوابط صارمه، وقد عرف تاريخنا العظيم رجالاً، منهم الواعظ والعالم والمفكر، ونحن في حاجة إلى جهود الجميع، وقد لا يغني أحدهم عن الآخر، لكن مكمن الخطر في تجاوز الحدود، وتقمص بعض الناس دورًا ليسوا له بأهل، أو محاولتهم فرض هذا الدور على الآخرين، لما يترتب على ذلك من خللٍ في عملية البناء الفكري للمجتمع، أو في هندسة هذا البناء على أقل تقدير، مبيناً أننا في أمسّ الحاجة إلى تحديد الدور المنوط بكلٍ من الواعظ والعالم والمفكر، وتوظيف كل في مجاله وميدانه، حتى لا تختلط الأمور، ويرتبك المشهد، ولا سيما في مجال الفكر الديني المعروف بدقّته وحساسيته، وحاجة المجدد فيه لأدوات لا تكاد تتوفر إلا في من أفنى حياته فيه علمًا وفكرًا ومدارسة، إضافة إلى ما يمنّ الله به عليه من مقومات وملكات خاصة، وما يحصله من خلال الخبرة والدربة والممارسة وخوض غمار الحياة العامة، مع القدرة على فك شفراتها وتحدياتها، والقدرة على قراءة الواقع بكل أبعاده وتحدياته وتعقيداته وتجلياته برؤية ثاقبة وفكر مستنير، مؤكداً أن الأمم في أمس الحاجة إلى جهود علمائها ومفكريها وجهود سائر أبنائها، لكن يظل نبوغ المفكرين في كل الأمم هو العملة النادرة والثروة الأعلى والأغلى، والتي بقدر ما تمتلك منها الأمم من الطاقات والخبرات بقدر ما يكون تقدمها وازدهارها، وتبوء مكانتها في مصاف الأمم المتقدمة.
 
وأوضح جمعة، أن المؤتمر يتناول عدة محاور، الأول، الاجتهاد ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر، الثاني، صور الاجتهاد وضوابطه، الثالث، المجتهدون وإعدادهم، الرابع، نماذج عصرية ملحة في المجالات الاقتصادية والطبية والبيطرية والبيئية وغيرها، مثل "التعامل بالعملات الافتراضية، تدويخ الحيوان قبل ذبحه، موقع الإضرار بالبيئة من الأحكام الشرعية"، وأخيرا المحور الخامس، نماذج مختارة للاجتهاد المؤسسي.
 
وتقدم لهذا المؤتمر أكثر من 25 بحثًا، حتى الآن، كتبها علماء متخصصون بخبرات شرعية وخبرات اقتصادية، مضيفًا أن المحور الرابع من محاور المؤتمر يتضمن الحديث عن البيئة، وأن الأبحاث المقدمة في قضية التعامل مع البيئة من ناحية الأحكام الشرعية، ومنها بحث قدمه الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية بعنوان: " المدخل الفقهي المعاصر لمواجهة مستجدات التعدي على البيئة في التشريع الإسلامي"، وهو بحث متميز في مجاله حيث اجتهد بخبرته وجمع بين الجانبين الجانب القانوني والجانب الشرعي ووظف فيه خبرته توظيفًا جيدًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق