في ذكرى وفاة نجيب محفوظ.. صراع بين ابنته وعبد الرحيم كمال علي كتابة قصة حياته

في البداية عاش بيننا وحتي النهاية، كتب عن«حرافيش» الحارة المصرية في «حديث الصباح والمساء»، وفي «خان الخليلي» كتب «ثرثرة فوق النيل» ليشهد بعبقريته كل «أولاد حارتنا» إنه الاديب العالمي نجيب محفوظ الذي تحل اليوم الذكري الـ26 لوفاة، حكاء الحارة المصرية، وصاحب «الثلاثية» التي استوحي اسمها من احياء القاهرة العتيق ، وصنفت كأفضل رواية عربية في تاريخ الأدب العربي، بحسب اتحاد كتاب العرب.

 

 وكتب عميد الادب العربي طه حسين سنة 1956 عن الثلاثية قائلا: «نجيب محفوظ اتاح للقصة أن تبلغ من الاتقان والروعة ومن العمق والدقة ومن التأثير الذي يشبه السحر ما لم يصل اليه كاتب مصري قبله.»

 

 

ومع حلول ذكري وفاة نجيب محفوظ، تجدد الخلاف بين ابنته هدي محفوظ والكاتب عبد الرحيم كمال حول تناول قصة حياته في مسلسل من تاليفه وبطولة الفنان احمد حلمي.

 

وذكرت هدي نجيب أن المؤلف عبد الرحيم كمال وأحمد حلمي، قاما بزيارتها منذ 5 سنوات، لكي يتحدثوا عن تحويل السيرة لعمل فني، وبعد ذلك اختفوا، لتفاجيء بعد ذلك بسنوات بإعلان عبد الرحيم كمال، بأن قصة حياة نجيب محفوظ ستتحول لعمل درامي، دون الرجوع إليها.

 

لذلك هددت أسرة نجيب محفوظ باللجوء الى القضاء للحيلولة دون تنفيذ أي عمل درامي عن قصة حياته  دون موافقتهم ، خاصة أنها تستعد لتقديم سيرته بخط يده.

 

وأرجعت هدى محفوظ، ابنة الأديب الراحل، ان أسباب رفضها  تناول سيرة والدها، لسبب يعتبر حدثا في حد ذاته، وهو كما قالت: "أعكف الآن على كتابة السيرة الذاتية لوالدي كما خطها بيده، تعرض لأول مرة سنين حياته منذ عام 1938 حتى قبل وفاته بسنوات قليلة جدا".

 

من جانبه، يستمر الكاتب عبد الرحيم كمال في كتابة مسلسل « النجيب » رافضا التعليق على حديث ابنة محفوظ، واكتفى بالقول لا تعليق لدي إلا بعد عرض المسلسل، والذي يجسد فيه الفنان أحمد حلمي شخصية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وحتى الآن لم يكتمل العمل من حيث الأبطال واختيار المخرج.

 

وُلد نجيب محفوظ في حي الجمالية، القاهرة، في 11 ديسمبر 1911، كان نجيب محفوظ أصغر إخوته، كان محفوظ عمره 7 أعوامٍ حين قامت ثورة 1919، والتي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته.

 

 

التحق محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.

 

 

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة. في 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية، ثم نشر كفاح طيبة، ورادوبيس منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة.

 وبدءاً من 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي، وزقاق المدق. جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع: بداية ونهاية، وثلاثية القاهرة. فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته: الشحاذ، وأولاد حارتنا، والتي سببت ردود فعلٍ قوية، وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله 1995.

 

 

في 1988 حصل على جائزة نوبل للآداب، إضافة لأرفع الجوائز المصرية، مثل جائزة الدولة التقديرية وقلادة النيل العظمى وتوفي في 30 أغسطس 2006 عن عمر (95 عاما).