تطوير حديقة الأزبكية التراثية.. القاهرة التاريخية تستعيد بريقها و71 مشروعا لتطوير أكشاك السور
الإثنين، 29 أغسطس 2022 03:30 مريهام عاطف
71 مشروعا من بين 187 مشروعا تم اختيارهم للمشاركة في معرض مسابقة التصميم المعماري لأكشاك سور حديقة الأزبكية التراثية، والتى تم إطلاقها فى شهر يونيو الماضي لطلاب الجامعات المصرية الحكومية أو المعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات المصرية، من كليات ( الهندسة – الفنون الجميلة – الفنون التطبيقية)، للوصول إلى أفضل تصميم، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة.
وذلك فى إطار مجهودات الدولة في تطوير منطقة القاهرة الخديوية، لإحياء وترميم المباني، والمناطق ذات الطابع المميز، والتي من ضمنها تطوير حديقة الأزبكية، والتي تحتل موقعاً مميزاً بميدان الأوبرا بوسط مدينة القاهرة، يربط ما بين جميع المناطق والميادين الرئيسية بمنطقة وسط البلد، كما تمثل منطقة سور الأزبكية إرثاً ثقافياً وحضارياً لجميع المهتمين بالقراءة، واقتناء الكتب والمجلات النادرة.
الحديقة
وقد جاءت فكرة المسابقة وفقا لما أعلنه الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية لتطوير منطقة القاهرة الخديوية، وتشجيع أعمال الحفاظ العمراني على المباني ذات الطابع المميز، وترميم جميع العقارات بالمنطقة، ودعم حركة المشاة والدراجات ووسائل النقل الجماعي التي تخدم جميع فئات المجتمع.
تطوير حديقة الازبكية
تطوير حديقة الأزبكية التاريخية
يأتي تطوير حديقة الأزبكية التاريخية وما يحيط بها تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالبدء في تطويرها لإعاده الوجه الحضاري لحديقة الأزبكية والمحيط الموجود حولها ونادي السلاح الملاصق لها وميدان الأوبرا".
رئة القاهرة
تاريخ حديقة الأزبكية
تعتبر حديقة الأزبكية واحدة من أشهر الحدائق التاريخية فى مصر، فى عام 1860 وقد إستعان الخديو إسماعيل بالمهندس الفرنسى بارييل لتصميم حديقة الأزبكية لتضاهى غابة بولونيا، وهى أحد المنتزهات الواقعة غربى باريس، وبالفعل تم تخصيص 18 فداناً لإقامة الحديقة على النسق ذاته، فكانت تحتوى على أربعة أبواب ضخمة، وخُصِّص جزء منها لإنشاء نادٍ للسلاح ومطعم مصمم على الطراز الشرقى وآخر على الطراز الأوروبي، كما تم إقامة ركن مخصص للموسيقى، وافتُتِحت الحديقة عام 1870 فى حضور الخديوي.
حديقة الازبكية
وضمت "الأزبكية" مجموعات نباتية نادرة ومتنوعة مثل النخيل الملوكى، وهى من الأشجار المعمرة التى يتراوح ارتفاعها بين 15 و30 متراً، وتتميز بلون سيقانها البيضاء ذات الشكل المستقيم، إلى جانب شجر التين البنغالى النادر الذى يُعدّ من أضخم الأشجار فى العالم، حيث تمتد جذوره الهوائية مسافة مائة متر من مركز النبات ذاته.
وبجانب ما سبق هناك نبات الهجليج أو بلح الصحراء والسنط الأبيض، والأروكاريا الشوكية، وشجر السنديان، والمورينجا، وشجر الحور، والأشوكا، والنبق، والجميز، وشجر الباوباب الذى يعطى ثماراً كبيرة الحجم، وهذا النبات أخذ منه عود تم زراعته فى حديقة الأميرة فريال بأسوان التى أنشأها الملك فاروق كهدية للأميرة فى عيد ميلادها ما يبرز مدى اهتمام مصر بالحدائق فى تلك الفترة.
وقد اقترن اسم حديقة الأزبكية بالعديد من المسارح القريبة منها فى منطقة وسط البلد بالقاهرة، كما أصبحت رمزاً ثقافياً مهماً لارتباطها ببيع الكتب والمجلدات الثقافية والروايات، فكانت مركزاً حضارياً ينهل منه القاصى والدانى، وتخطط الدولة حالياً لتطوير هذه الحديقة من خلال خطة شاملة تهدف إلى استعادة ملامحها التاريخية ورفع كفاءتها لتستعيد دورها الثقافى مرة أخرى كما كانت الحال فى أوج ازدهارها.
كان من ضمن المنشآت المعمارية بالحديقة نافورة ضخمة يصل طولها إلى 10 أمتار وعرضها ثلاثة أمتار مصنَّعة من الرخام الأبيض وهى تحفة فنية بديعة مزيَّنة بالنقوش النباتية، وتم تصنيفها ضمن المنشآت الأثرية عام 2003.
حديقة الأزبكية في السيتينات
ومن جانبه قال رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى المهندس محمد أبوسعدة في تصريحات سابقة أن مخطط تطوير حديقة الازبكية التاريخية سيعود بها الي ما كانت عليه وفقاً للأرشيف الموجود والذي من خلاله سيتم استعادة كافة المعلومات التى تحدد شكل الحديقة فى السابق مثل تصميم البوابات وشكل الممرات، كما سيتم الإشراف على ترميم النافورة الأثرية داخل الحديقة بواسطة وزارة الآثار والجهاز القومى للتنسيق الحضارى.
كما يعتبر نادى السلاح داخل الحديقة من الأندية التاريخية، وسيكون ضمن المرحلة الثانية من مخطط تطوير حديقة الأزبكية القائم بالأساس على ربطها بالمسارح مثل المسرح القومى ومسرح الطليعة، فضلاً عن عودة "كُشك الموسيقى" بها مرة أخرى لتستعيد بريقها كمنارة ثقافية.