بين" أم النور وأم العواجز" المدد موصول للسماء بأصوات دعاء المصريين
الإثنين، 22 أغسطس 2022 02:46 م
قضي ألاف المصريين، أسبوع كامل بين مولد العذراء مريم "أم النور"، بدير الدرنكة بأسيوط، ومولد السيدة زينب "أم العواجز".
وبين "أم النور" و"أم العواجز"، كان الممد موصول من أهل مصر، بالدعوات والأمنيات والنذور، حيث يعتبر إقامة الموالد لأولياء الله الصالحين والقديسين، عادة مصرية أصيلة، لم يعيشها أى شعب فى العالم، فالمولد جزء رئيسى من ثقافة المصريين على اختلاف الديانات.
ولأن نيلنا واحد، يسقي كل الشعب، فجميع المصريين يطلبون المدد بمدح صاحب المولد، بنفس الكلمات، فيقول المداحون في وصف السيدة مريم: "عبيت في مدحك.. وحسن وصفك.. جودي بفضلك.. حني عليا... قلبي رماني في بحر المعاني.. عجز لساني في المصطفية".
كما يقول المداحون فى مدح السيدة زينب: "يا أم العواجز يا طهره...يا سيدة نظرة لله.. ياست جينا في الحضرة.. ياحامية مصر بأمر الله "، وهذه العبارات جزء من مدائح كثيرة يرددها الناس في وصف العذراء مريم والسيدة زينب، وهي ظاهرة تميز الموالد في مصر بشكل عام، إذ يكثر مديح صاحب المولد وذكر صفاته وكراماته، ويتبارى المداحون في الإنشاد.
وجاء السيد المسيح إلى مصر، وهو طفل رضيع فى المهد، بصحبة أمه السيدة مريم العذراء والقديس يوسف النجار، بعدما تركت العائلة المقدسة، فلسطين وطنها، وأتجهت نحو مصر، قاطعه صحراء سيناء حتى وصلت شرقي الدلتا، مجتازه بعض بلاد الوجه البحرى ثم القاهرة، ومنها إلى صعيد مصر، حتى مدينة أسيوط، ومنها إلى جبلها الغربي حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة، فأقاموا به، ليصبح فيما بعد دير العذراء، الذي يرتبع فوق صدر هذا الجبل، مطلا على الوادى الأخضر الممتد شرقا حتى مجرى نهر النيل.
وكان مجئ العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط، في شهر أغسطس، وهو الذي يحل فيه صوم العذراء، ولهذا يقيم الدير احتفالاته الدينية سنويا أبتداء من يوم 7 أغسطس حتى 21 منه كل عام.
ويوجد بدير السيدة العذراء بدرنكة، مجموعه من الكنائس أقدمها المغارة، وطول واجهتها 160مترا، وعمقها 60 مترا.
وترجع نشأة كنيسة المغارة، منذ نهاية القرن الأول المسيحي، بينما المغارة ذاتها عمرها 2500 سنة قيل الميلاد.
ويوجد بالدير الكثير من الأبنية، يصل بعضها إلى 5 أدوار، وبها قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية، وحجرات للضيافة والإقامة.
وكما يحدث في مولد السيدة زينب، من استضافة القادمين للمولد بإقامة الخيام لأحباب السيدة وإمدادهم بالطعام، يقوم أهالي قرية درنكة بأسيوط، باستضافة أحباب العذراء مريم، في منازلهم، مع توفيرالطعام والمشروبات لهم بأسعار مخفضة، وبالرغم من إقامة فنادق فاخرة للميسورين والسائحين، لكنها بالتأكيد لا تستوعب كل الزوار، لأن معظم رواد مولد السيدة العذراء، من البسطاء الذين يأتون طالبين البركة للستر وزيادة الرزق والإنجاب وتحقيق الأمنيات.