طلال رسلان يكتب: الحوار الوطني يعبر الحدود ويستقطب المصريين بالخارج

السبت، 20 أغسطس 2022 07:00 م
طلال رسلان يكتب: الحوار الوطني يعبر الحدود ويستقطب المصريين بالخارج

- مجلس الأمناء يدعو أطياف الشعب للمشاركة في تكوين رؤية حقيقية للمحاور السياسية والاجتماعية والاقتصادية
 
منذ انطلاق الحوار الوطني بتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يختلف أحد على أنها خطوة مهمة ذات نتائج إيجابية لتحريك المياه الراكدة في الحياة الحزبية المصرية، ورسم خريطة جديدة للممارسة السياسية في مصر، بل وضع أحد الأعمدة الرئيسية في بناء الجمهورية الجديدة.
 
منذ البداية استقطب الحوار الوطني سياسيون ونواب وقوى سياسية، فسار مجلس أمناء الحوار الوطني بخطى ثابتة جلسة تلو أخرى نحو نجاح الحوار، ومن ثم اكتسبت الجلسات أهمية كبرى، وظهرت مقترحات تضمنها الحوار الوطني بما يعد أدوات مساعدة للحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، لذلك اكتسب الحوار الوطني بعدا أكثر أهمية مع ظهور التعديل الوزاري الجديد، بما يقدمه من مقترحات في جلسات الأعمال ترسم مع الحكومة خريطة التنمية وليس العمل السياسي فقط، لذلك برزت أهمية فعاليات الحوار الوطني وما تم التوصل إليه من مناقشات المحاور الرئيسية (سياسية، واجتماعية، واقتصادية) وكلها تم التوافق عليها بين القوى السياسية المشاركة، فمثلا برز أهمية المحور الاقتصادي، في ظل أزمات يعانيها العالم جراء تداعيات الحرب، ومن ثم مناقشة محاور الدين العام وعجز الموازنة والإصلاح المالي، والاستثمار، وملف الأسعار.
 
وقبل التداخل مباشرة في المحور الاقتصادي، فإن المناقشات الجادة خلال جلسات الحوار الوطني دليل قاطع على ديمقراطية النظام في مصر، وحرصه على مشاركة كل الأطياف دون تمييز أو استثناء لأحد إلا لمن تلوثت أياديهم بالدماء، لذلك يضع الحوار الوطني جميع القوى السياسية كل أمام مسؤولياته، في توقيت حاسم، وخاصة في ظل تداعيات فيروس كورونا، إضافة للحرب الروسية الأوكرانية والتي كانت لها تداعيات عنيفة على العالم أجمع وليس مصر فقط، والحوار الوطني فرصة مهمة ليضع الجميع أمام مسؤولياته وواجباته أيضا تجاه الوطن.
 
«تغليب المصلحة العامة للوطن فوق المصالح الشخصية».. كانت هذه هي الرسالة الحقيقية من جلسات الحوار الوطني، بعدما اتفق الجميع بشكل أكثر وضوحا على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، بما يحقق التوافق بين كل الأطياف والوصول لرؤية موحدة لصالح الوطن والمواطن، وبما يخدم وجود مقترحات قابلة للتنفيذ وليس مجرد أطروحات للاستهلاك الإعلامي.
 
قطار الحوار الوطني يستقطب المصريين بالخارج
 
بالتأكيد لم يقتصر الحوار الوطني على المشاركة الداخلية بل إنه مثل حالة استقطاب كبرى للمصريين بالخارج، كمحور مهم لا يمكن الاستغناء عنه في المشاركة بالبناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
 
وعلق رأفت صليب رئيس اتحاد المصريين بأمريكا على مشاركته فى الحوار الوطنى: "أتيت لمصر حبا فى بلدى عاوز أقدم حاجة لبلدى حبا فيها وبقلوب مفتوحة، معقبا : "بشكر السفير أحمد شاهين سفير مصر بلوس أنجلوس فى دعم فكرة اتحاد المصريين بأمريكا وقدم المساعدات لنا وتوصلنا مع بعضنا البعض عشان نعمل حاجة كبيرة ونحقق حلم الترابط المصرى".
 
وأضاف في تصريحات صحفية: "دخلت فى العمل العام بأمريكا لأن الجالية طول عمرها كمصريين نتكلم على بعض ولكن الفرصة حاليا نعمل تبادل تجارى وثقافى بين المصريين"، لافتا إلى أن هناك ولاية بأمريكا بها 70 ألف مواطن لا أحد يعرف الأخر، وتابع: "بنحاول نضم للمصريين اللى فى الولايات مع بعض وضمينا 9 ولايات مع بعض للانتشار تفيد الجاليات المصرية لدعم السياحة والاقتصاد المصري".
 
وفى نفس السياق قالت الدكتور شرين النجار خبيرة المناهج التعليمية بأمريكا: "عمرنا ما سبنا مصر طلعنا بسبب دراسة وتعليم وكنا ديما على اتصال بالسفارة وبنشاركهم فى الرؤية وربينا أولادنا على حب مصر وينشروا الرسالة لأصحابهم عن مصر، والتعليم اللى اتعلمناه برة لتطوير التعليم بمصر، ونطرح الأفكار على المسئولين بمصر.. وهنرجع وديما هتبقى مصر جوانا".
 
الشعب يشارك في الحوار الوطني
 
ودعا مجلس أمناء الحوار الوطني في جلساته الأربعة الماضية إلى ضرورة مشاركة أطياف الشعب المصري في تكوين رؤية حقيقية للمحاور الحوار الوطني السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولذلك فتح المجلس باب المشاركة أمام أطياف الشعب لتقديم مقترحات تشير إلى الأهمية الكبرى التي اكتسبها الحوار الوطني اجتماعيا.
 
وعن المشاركة الشعبية في الحوار الوطني، قال الدكتور سمير مرقص، المفكر وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إن الحوار الوطني محطة مهمة في تاريخ مصر، حيث يعبر عن طلب حقيقي لدى الناس في الشارع والمواطن البسيط، وأوضح أن مواطنين كثر أرسلوا باقتراحاتهم للأمانة الفنية من الإسكندرية وأسوان.. الناس واخدة الموضوع جد وعاوزة تشارك وتعبر لأن في طلب على الحوار".
 
وأضاف مرقص، في تصريحات صحفية أن هناك احتياجا موضوعيا وأظن أن الحوار الوطني جاء في توقيت مهم ومناسب جدا، فمصر أنجزت 3 أمور في فترة زمنية، وهي تأمين مصر من الإرهاب والحفاظ على تماسك الدولة الحديثة التي ترهلت على مدى عقود وتطوير البنية التحتية حيث حصلت على مساحة كبيرة من الاهتمام".
 
وتابع عضو مجلس أمناء الحوار الوطني: "عندما قمنا بهذه الأمور، آن أوان الإصلاح السياسي، وبرنامج العمل الوطني المستقبلي يحتاج إلى مشاركة كل الناس وإلى وجهات نظر مختلفة"، مشددًا على أن الحوار ليس بديلا للبرلمان والدستور، لكنه يشهد الكثير من وجهات النظر، حتى تترجم الخلاصة إلى أمرين، وهما تشريعات تسلم إلى رئيس الدولة أو إجراءات تنفيذية تسلم لرئيس الدولة للتنفيذ مباشرة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق