الثانوية العامة.. إنها البداية
الثلاثاء، 16 أغسطس 2022 10:26 ص
النتيجة الأقل من المتوقع ليست نهاية المطاف.. نجوم ورموز أخفقوا في مرحلة الثانوية واستطاعوا اكتشاف أنفسهم بسرعة
مخطئون من أولياء الأمور من يصورون لأبنائهم أنهم أخفقوا إخفاقاً لن يعوض، بحصدهم نتائج أقل من المتوقع في مرحلة الثانوية العامة، التي ظهرت نتائجها بداية الأسبوع الماضي، واختلفت ردود الفعل ما بين سعيد وحزين.
في حقيقة الأمر أن أولياء الأمور يجب أن يهيئوا أبنائهم لأن هذه المرحلة مجرد بداية لمشوارهم العملي الحقيقي، ومنذ هذه اللحظة عليهم أن يختاروا حق اختيار لما يريدون أن يكونوا عليه، وأن يضعوا خطة محكمة لمستقبلهم.
توقف الأبناء عند هذه المرحلة خطير جداً عليهم وعلى مستقبلهم وعلى أسرهم وعلى بلدهم مصر، التي تنتظر من هؤلاء الشباب بناة للمستقبل، وقادة يعتمد عليهم في مختلف الهيئات والمؤسسات والمشروعات التي تشرع الدولة في تنفيذها.
على الأسر أن يحموا أولادهم وأن يحافظوا عليهم ويشاركونهم في التخطيط لمستقبلهم أيّا كانت النتيجة، وألا يكونوا ورقة ضغط قد تدفع البعض لتصرف تندم عليه الأسرة، وأن تكون بداية نهاية طالب اجتهد وحاول ولكن ظروف الامتحانات أو النتيجة لم تسعفه أو قدراته لم تمنحه النتيجة التي يأمل الأب أو الأم في تحقيقها.
يبقى تعريف صحيح للنجاح يجب أن يضعه الأهالي أمام الطلال، وهو أن النجاح الحقيقي يجب أن يقترن بالوصول لهدف معين واضح، أو تحقيق إنجاز معين فى وقت محدد بعوامل محددة. وأن من يصنع النجاح لابد وأن يتجرع ولو قليلا من مرارة الفشل، ولكى تصل عليك أولًا أن تتعثر ثم تدرس الخلل وتعالجه فيمكنك السير من جديد.
وبالرغم من أن النجاح ليس حكرًا على أحد ويمكن للجميع بلوغه، إلا أن ثمن بلوغه مرتفع وعليك أن تدفعه من وقتك وجهدك؛ فهو يشبه الزهرة التي يتوجب عليك أولًا أن تصارع أشواكها لتصل إليها وتهنئ بعبيرها.
كثير من الناجحين في كافة المجالات لم يكونوا متفوقين في مرحلة الثانوية، بل ومنهم من ذاع صيته في كل بلدان العالم ولم يكن قد أكمل تعليمه من الأساس.
النجم أحمد حلمي، وهو واحد من أشهر نجوم الكوميديا في الوطن العربي، حصل على مجموع 48% في الثانوية العامة وليست من المرة الأولى بل بعد أن أعادها للمرة الثانية، ولم يقف عند هذه المرحلة وتخطاها بسرعة وأصبح فناناً مشهوراً ومؤلفاً ويصنع نجاحاً كل يوم.
وكذلك اللاعب المصري الأشهر في تاريخ الكرة المصرية والملاعب الإنجليزية محمد صلاح، لم يحصل على مجموع عالي في الثانوية العامة، لكنه كان يعرف حلمه تمام المعرفة، فسار في طريق تحقيقه وحققه بالفعل وبات واحداً من أشهر لاعبي كرة القدم في العالم كله.
السيدة أم كلثوم كوكب الشرق وصاحبة أقوى وأشهر صوت في تاريخ الغناء العربي، لم تكن حاصلة على شهادة في الأساس، بل ولم تلتحق من البداية بالثانوية العامة، فلم تكمل تعليمها واكتفت بالدراسة في الكُتاب، والذي مكنها من القراءة والكتابة.
وعلى نفس النهج كان فريد الأطرش الذي يعد واحداً من علامات الغناء في الوطن العربي، وعاش حياة مادية صعبة منعته من تكملة تعليمه، لذلك ترك الدراسة واتجه للعمل بأحد محلات الموسكي، قبل أن يتجه لعالم الفن، من خلال التحاقه بمسرح الفنانة بديعة مصابني.
ولم تكمل الفنانة شيرين عبد الوهاب تعليمها، وفضلت أن تتجه للغناء لأنه كان هوايتها، وبدأت مشوارها الفني من خلال الغناء في الأفراح والمناسبات، وبعد ذلك بدأت أول خطواتها في الغناء.
والناقد والأديب الكبير عباس العقاد مشهور أنه لم يكمل تعليمه ووقف عند المرحلة الابتدائية لظروف أسرته التي كانت تقطن بلدة بعيدة في الصعيد، فعاش طفولة قاسية، ولكنه لم يقف عند هذا الأمر، وبدأ يثقف نفسه عن طريق قراءة الكتب، حتى أصبح من أهم الكتاب في الأدب والشعر والصحافة.