مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية اليوم الأحد 24 يناير
الأحد، 24 يناير 2016 08:38 ص
تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأحد العديد من الموضوعات والقضايا المتنوعة ، التى تهم القارئ المصري والعربي .
ففي صحيفة "الأهرام" قال مكرم محمد أحمد بمقاله - نقطة نور- ، تحت عنوان " طموح إيران المتزايد" "رغم التنازلات الضخمة التي قدمتها طهران وأفرغت برنامجها النووي من أي قوة ردع وأغلقت الباب أمام فرص تطويره، يعتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تطبيق اتفاق التسوية السلمية للملف النووي فتح الباب لصفحة ذهبية جديدة من تاريخ إيران! ، لأن إيران سوف تستعيد في غضون أيام 50 مليار دولار تشكل نصف أرصدتها المجمدة في بنوك الخارج، وسوف تضاعف كميات تصديرها من الغاز والبترول لتصل إلى حدود تتجاوز 2 مليون ونصف مليون برميل في اليوم الواحد بدلا من مليون برميل.
وأضاف " كما أن بنوكها ستستعيد شبكة علاقاتها الدولية مع المصارف والمؤسسات المالية العالمية ، وربما يؤدى جميع ذلك إلى مضاعفة حجم الاستثمارات الخارجية التي تتدفق على البلاد ، وتمكن طهران من تعزيز قدراتها الصناعية والتكنولوجية بعد انتهاء العقوبات الدولية التي كانت تفرض عليها حظر تصدير البترول وحظر استيراد التكنولوجيا المتقدمة ، بما يعزز مكانتها ودورها في الشرق الأوسط ويمكنها من تحقيق تقدم كبير على مختلف الأصعدة ويشكل تحديا خطيرا أمام العالم العربي ، وربما يكون من نتائج ذلك أيضا تعزيز تيار الاصلاح داخل الحوزة الدينية التي ينتمى إليه حسن روحاني على حساب تيار المحافظين المتشدد الذي لا يزال يعتقد أن الغرب والولايات المتحدة الشيطان الأكبر.
وأوضح الكاتب "أنه بالطبع ثمة شكوك عربية قوية في أن يؤدى هذا التطور إلى مزيد من عدوان إيران على الأمن العربي ، بحيث تدس أنفها أكثر من ذلك في الشأن العربي خاصة قضايا اليمن ولبنان وسوريا، تدعم الحوثيين وتحرضهم على العدوان على السعودية، وتحرض حزب الله على إفساد الوفاق الوطني اللبناني، وتفسد أي تسوية سياسية للأزمة السورية لا تبقى على بشار الأسد في الحكم.
وأردف قائلا " لكن الأخطر من جميع ذلك استعداد إيران المتزايد وقد أنهت معظم مشكلاتها مع الولايات المتحدة أن تلعب دور شرطي الخليج ، تمارس الدور القديم الذي كان يلعبه شاه إيران في حراسة مصالح الغرب على حساب الأمن العربي، وإذا صح أن كلا الطرفين إيران والعرب يرفضان أن يتحول خلافهما إلى حرب وصدام مسلح، يصبح من الضروري الإبقاء على أبواب الحوار بين الجانبين مفتوحة على مصارعيها، لعل الجانبين يستطيعان الوصول إلى تفاهم يوافق بين مصالحهما المختلفة، ويمد جسور الثقة المتبادلة بدلا من صراع مسلح يشعل فتنة كبرى بين السنة والشيعة المستفيد الوحيد منها أعداء الإسلام.
كما قال مرسى عطا الله بصحيفة "الأهرام" بمقاله - كل يوم - ، وتحت عنوان "عش المجانين" "لا شيء يزيد من مشاعر اليأس والإحباط لدى الفلول الهاربة في فضائيات الدوحة واسطنبول، التي أصبحت مثل عش المجانين، سوى ورشة العمل التي تمتد على طول مصر وعرضها، من أجل إعادة البناء وتجديد البنية وشق الطرق وحفر الترع واستصلاح الأراضي وتدوير عجلة المصانع المتوقفة منذ 25 يناير 2011 في إشارة لا تخطئها العين بأن المصريين قرروا أن يحققوا المعادلة الصعبة "يد تبنى للتعمير والتنمية والاستثمار ويد تحمل السلاح لمواجهة الإرهاب".
وأضاف " لقد أخذ المصريون العبرة واستوعبوا الدرس مما جرى لعديد من جيراننا وأشقائنا العرب، ولم ينزلقوا لإعطاء الأولوية لمعركة على حساب المعركة الأخرى، وسوف يذكر التاريخ للمصريين أنهم أدركوا مبكرا أن النجاح في معركتي البناء وسحق الإرهاب يتطلب إحباط وإجهاض المخطط الدنيء لإسقاط الدولة، والذي لم تتنبه إليه دول عديدة ابتلعت الطعم برفع الشعار المضلل "الشعب يريد إسقاط النظام" كهتاف يبعث على النشوة مثل مخدر الحشيش.
وأردف الكاتب قائلا "ليس سرا أن البعض في مصر كان يلح على وضع مهمة مكافحة الإرهاب كأولوية واحدة على صدر أجندة العمل الوطني ، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان له رأى آخر بأن تكون أولوية مكافحة الإرهاب بالتوازي والتزامن مع أولوية مماثلة في عملية البناء والإصلاح الشامل ، حتى تخرج من مصر رسالة للعالم كله بأن الحياة تمضى في مصر بشكل طبيعي رغم محاولات الإزعاج اليائسة التي تنفذها بقايا عصابات الإرهاب المختبئة في جحور جبال سيناء.
ولعل أكثر ما أحبط الفلول الهاربة في فضائيات الدوحة وإسطنبول ولندن أن نسبة لا يستهان بها من قيادات الجماعة الفارين خارج الحدود باتوا يدركون أنهم يخوضون معركة خاسرة مع الشعب المصري، بل إن بعضهم بدأ يتحدث علانية عن تورطهم - بوعى أو بدون وعى ــ في الرضوخ لأشكال متعددة من الضغط والابتزاز من جانب الدول المضيفة لهم، وزيادة حدة المخاوف من أن يكونوا في الغد القريب ضحية تسويات ومصالحات إقليمية تفرضها ضرورات الحساب السياسي والاستراتيجي دون أدنى اعتبار لمصير العملاء من أمثالهم.
وفي صحيفة "الأخبار" قال محمد بركات بمقاله - بدون تردد - وتحت عنوان "تحية للشرطة.. وشهدائها" "طوفان من المشاعر الإنسانية والوطنية الفياضة في حب الوطن، انطلقت بالأمس لتغمر الجميع في الاحتفال بعيد الشرطة، الذي شهد تكريم مصر "الدولة والشعب" لشهدائها الأبرار من رجال الشرطة البواسل، الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لمصر وحماية لأمنها وأمانها، فاستحقوا التكريم من شعب مصر ورئيسها باسم كل مواطن يعيش علي أرض مصر وينبض قلبه بحبها ويقدس ترابها.
وأضاف " لوحة رائعة بالغة التأثير اهتزت لها نفوسنا جميعا بالأمس، رسمتها موجات كاسحة من المشاعر المتدفقة والمنسابة بتلقائية وبساطة من قلوب ومهج أبناء الشهداء من الأطفال الصغار، ومن أمهاتهم أرامل الشهداء وكذلك من آباء وأمهات الشهداء، الذين حضروا الاحتفال ليتسلموا أوسمة التقدير والعرفان من الأب والرئيس السيسي.
وأردف الكاتب قائلا "لقد لمسنا عن قرب بالأمس خلال الاحتفال بعيد الشرطة، ما عبرت عنه نبضات قلوب الأطفال أبناء الشهداء بكل البراءة، وما نقلته مشاعر وأحاسيس أمهاتهم، عبر الكلمات البسيطة والتلقائية التي تقطر صدقا وألما، تنساب في لحظة التكريم حزنا ووحشة علي فقدان الأب والزوج.
ورأى أنه "بقدر ما أوجعت تلك المشاعر وهذه الكلمات قلوب كل المصريين، بقدر ما زادتهم تصميما علي الثأر واصرار علي المواجهة الشاملة، ضد عصابات الإفك وجماعة الإرهاب الأسود، حتي القضاء عليهم واقتلاع جذورهم من أرض مصر الطاهرة.
ووجه الكاتب تحية مستحقة لرجال الشرطة في عيدهم من كل مصري محب لوطنه لما يقومون به من جهد مخلص لحماية الوطن وتوفير الأمن والأمان للمواطنين.. وتقديرًا وعرفانا واجبين لشهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأوفياء، الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم فداء لمصر وشعبها.. وعهد علينا لهم بأننا لن ننساهم أبدا ولن نتخلى عن أبنائهم وأهلهم.. ولن نترك ثأرهم.
وفي صحيفة "الجمهورية" قال فهمى عنبه بمقاله - على بركة الله - وتحت عنوان "أطفال الشهداء .. في عيون مصر" قلنا في يوم الشباب إنه لا خوف علي مصر.. طالما لديها مثل هذه النماذج التي تم تقديمها من أصحاب الفكر والرؤية والموهبة والابتكار والاجتهاد في العمل والمثابرة حتي تحقيق الحلم.
وأضاف "في عيد الشرطة أصبحنا علي ثقة من أن المستقبل سيكون مشرقا بإذن الله.. طالما هناك أطفال مثل أبناء الشهداء الذين رأيناهم أمس وهم مصممون علي الثأر والقصاص وعدم الخوف ممن قتلوا آباءهم من الإرهابيين الذين يعيثون في الأرض فسادا ويروعون الآمنين ويقتلون الأبرياء.
وأردف الكاتب قائلا " وقف ابن العميد علي أحمد عبد الرحيم الذي استشهد في شبرامنت يوم 9 يناير الجاري ليعلن للمصريين وللعالم كله "مش حسيب حق أبي".. وقالت أرملة العقيد محمد عبد الرؤوف نجيب سويلم "هنقضى عليهم وناكلهم علشان ولادنا.. مش هيقدروا علينا".. أما والد النقيب عبد الرحمن علي الذي استشهد في العريش يوم 24/ 10/ 2015 فقد أبكي كل من حضر وشاهد احتفال عيد الشرطة بالتليفزيون حينما قال "إنه ثالث شهيد من الأسرة يسقط علي أرض سيناء.. ترك الطب ليلتحق بالشرطة.. الآخران كانا بالقوات المسلحة واستشهدا في محاربة عدو.. أما هو فاستشهد في محاربة من هم أصعب من العدو.. وسوف نمحوهم من الأرض".
حضرت أرامل الشهداء منهن من تحمل رضيعها علي يديها.. أو مازال جنينا في الأحشاء.. أو طفلا بريئا.. وبنتا جميلة.. صمموا جميعا علي القصاص والأخذ بالثأر.
جاءت أم ثكلي لتشجعنا علي مواصلة المشوار.. وتواسينا في مصاب الوطن.. وكأنها تقول :"لجل خاطرك يا غالية قدمنا الأحباب.. وفداكي يا مصر أغلي الولاد" ، أب أتي علي كرسي متحرك ليثبت أن ابنه العقيد وليد محمود محمد الصادق كان يدافع عن 90 مليون مصري عندما استشهد فكان من الطبيعي أن ينزل من فوق المنصة ويتوجه إليه ليشكره رئيس مصر التي لا تنسي من قدم روحه فداء لها ولشعبها.
تسمع بكاء الأطفال في قاعة الاحتفال بأكاديمية الشرطة وكأنهم يصرخون :"حافظوا علي البلد.. لا تتركوا الإرهاب الذي قضي علي آبائنا يدمر الأخضر واليابس.. حاربوا طيور الظلام حتي تقضوا عليهم.. ولا تنسونا في زحمة الحياة".
أسر وأبناء وأرامل لواءات وعمداء وضباط من مختلف الرتب.. بجوارهم أهالي وآباء وأمهات أمناء شرطة ومساعدون ورقباء وخفراء ومجندون.. جميعهم يستحقون أن نضعهم فوق رؤوسنا.. فقد فقدوا أعز الناس الابن والأخ والزوج والأب الذين ضحوا بأرواحهم ليحيا 90 مليون مصري.. ومن حقهم علينا هم ومن أصيبوا في أحداث إرهابية أن نقف بجوارهم ولا نجعلهم يحتاجون إلي شيء.. وكما قال الرئيس السيسي في رده علي رسالة والد أحد المصابين يطالب بعلاجه :"لن نتخلى عن أبنائنا من الشهداء والمصابين.. وسنوفر له العلاج هنا أو في أي مكان .. وإذا لم نفعل نكون ناكرين للجميل.. لن ننساهم أبداً حتي لو مش هناكل".
نعلم أن أسر شهداء ومصابي الشرطة والقوات المسلحة يجدون كل رعاية.. ولكن ماذا عن الشهداء والمصابين والضحايا الآخرين من المدنيين الذين يسقطون في حوادث إرهابية وتعاني أسرهم.
لماذا لا نقوم بإنشاء صندوق أهلي لرعاية أسر الشهداء والمصابين الذين يضحون في سبيل الوطن ويكون بعيدا عن الدولة وأجهزتها وله مجلس إدارة يتلقى التبرعات من المواطنين حتي لو دفع كل مصري جنيها واحدا ويخصص الدخل لتعليم أبناء الشهداء والصرف علي أسرهم وسد احتياجاتهم وكذلك علاج المصابين منهم ورعايتهم.. فهذا أقل شيء نقدمه لمن دفع دمه ثمنا من أجل أن يعيش هذا البلد في أمان وسلام.. فليس من المعقول أن نترك أطفاله أو أسرته في شقاء ومعاناة.
"لن ننساهم أبداً.. ولن نتخلى عن ذويهم أبداً.. ولن نترك ثأرهم أبداً".. هذه رسالة السيسي لأسر شهداء الشرطة في عيدهم.. بل ولكل الشهداء الذين سيظل أبناؤهم وأسرهم في عيون مصر التي ضحوا من أجلها.