الهيدروجين الأخضر.. مسئول بالكهرباء: سيجعل من مصر مركزا إقليميا ودوليا للطاقة

في نوفمبر القادم تنتج مصر أول كمية من الهيدروجين الأخضر بمصنعها في العين السخنة ، تزامنا مع استضافتها مؤتمر قمة المناخ للامم المتحد cop 27 بشرم الشيخ،وذلك بعد توقيع صندوق مصر السيادي،اتفاقية مع شركتي فيرتجلوب وسكاتك النرويجية، لإنشاء مشروع انتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية التابعة لقناة السويس بطاقة إنتاجية تتراوح بين 50 إلى 100 ميجاوات، على أن يستخدم الهيدروجين الأخضر الذي سيتم انتاجه كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء، لتعتمد مصر بذلك علي الهيدروجين الأخضر كمصدر هام للطاقة النظيفة والملاذ الأمن لها .

 

بداية الهيدروجين الاخضر

كانت بداية الهيدروجين الاخضر في عام 2021، عندما أطلقت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تحذيرات بشأن الحاجة المُلحَّة إلى الانتقال من الاعتماد على استخدام الوقود الأحفوري الملوِّث للهواء مصدرًا للطاقة إلى مصادر طاقة أخرى خالية من الانبعاثات الملوثة للهواء، لتجنب أزمة مناخية قد يشهدها العالم في عصر ما بعد الصناعة.

ليكون الهيدروجين الأخضر أحد الحلول المحتملة الاستخدام في القطاعات الأكثر استهلاكًا للطاقة، مثل قطاعات الطيران والشحن البحري والصناعات الثقيلة، وحتى في تدفئة المنازل.

مميزات الهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأخضر هو أخف العناصر وأكثرها وفرةً في الكون، بالإضافة إلى كونه مصدرًا لطاقة نظيفة يمكن أن تكون بديلًا للوقود الأحفوري الذي يعتمد عليه العالم في توفير قرابة 80% من إمدادات الطاقة في العالم، ويُعد المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة المسبِّبة للاحتباس الحراري.

ورغم ندرة وجود الهيدروجين منفردًا على الأرض، إلا أنه يمكن إنتاجه باستخدام الطاقة النظيفة لتقسيم جزيئات الماء، بهدف تصفير الانبعاثات؛ لأن الهيدروجين ينبعث منه الماء فقط عند الاحتراق، ويمكن إنتاجه دون إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، وقد أطلق عليه "الهيدروجين الأخضر" ليس وصفا للون الغاز ولكن  لإنتاجه من الكهرباء الخضراء ولذلك لن يؤدي إلى تلويث البيئة بالانبعاثات الضارة (صديق للبيئة) وهو الهيدروجين الخالي تماما من ثاني أكسيد الكربون وبالتالي صفر كربون.

مصر مركزا إقليميا ودوليا للطاقة

من جانبه قال المهندس أحمد حسانين الصريدي مدير إدارة الشئون الفنية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء لـ " صوت الأمة"  أن الهيدروجين الأخضر يعتبر أحد محاور استراتيجية مصر لتكون مركزا إقليميا ودوليا للطاقة ، حيث سيتم إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، حيث تتمتع مصر بإمكانيات عالية من الطاقة المتجددة وبالتالي تمكنها من إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة ، وكذلك يتم أنتاجه من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقول الغاز الطبيعي المتقدمة. 

مشيرا الي انه بحلول ٢٠٥٠ سنكون على موعد مع انتهاء مصادر الطاقة الناتجة عن استخدامات النفط والغاز " الوقود الأحفوري" ، من أجل جعل الهيدروجين الأخضر ومصادر الطاقة المتجددة المصدر الرئيسي للطاقة.

مؤكدا أنه مع أهميه الهيدروجين الأخضر كان يجب علي مصرإلا تتأخر أكثر من ذلك في التعامل بالهيدروجين الأخضر فهو وقود يفوق الغاز الطبيعي بثلاثة أضعاف القيمة الحرارية وسوف يحل محل البترول وسيكون وقود المستقبل ، لتكون مصر دولة مصدرة له من خلال الاستفادة من الموقع المتميز الذى وهبه الله أياها ، فمصر غنية بكل ما يحتاج إليه هذا النوع من الوقود أهمها أنه يحتاج إلى مياه مالحة وطاقة شمسية وقد منح الله مصر 2500 كيلو متر سواحل بحرية من اول السلوم إلى الشلاتين بالإضافة إلى أشعة شمس غير موجود في أي دولة في العالم. 

وهذه الطبيعة الربانية تساعد في انتاج الطاقة الكهربائية المتجددة بشكل كبير وبالتالي انتاج حجم هائل من الهيدروجين، وهو ما يجعل فرصة مصر للتوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر كبيرة جدا نظرا بالإضافة إلى امتلاكها لقدرات كبيرة في مجال البترول والتي تؤهلها لتخزين الهيدروجين بكل سهولة ، وبالتالي قامت مصر باستغلال مصادر الطاقة المتجددة التي تحظى بها، لا سيما طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لإضافة طاقة الهيدروجين الأخضر للمنظومة المتكاملة للطاقة.

وعن الفرق  مابين الهيدروجين الأخضر عن الأزرق أشار المهندس أحمد حسانين أن الفرق يكمن في الجودة ، حيث يتمتع الهيدروجين الأخضر بدرجة أعلى من النقاء ويمكن استخدامه على الفور، مثل الاستخدام في شحن خلية وقود السيارة، بينما يحتوي الهيدروجين الأزرق على مستوى نقاء أقل، وهو ما يكفي للاستخدام الصناعي، أي لا يمكن استخدامه إلا في الصناعات فقط نظراً لكونه أقل في النقاء ، حيث يعتبر إنتاج الهيدروجين الأزرق وسيلة “لإزالة الكربون” من الصناعة، أي تقليل انبعاثات الكربون (ثاني أكسيد الكربون) حتي نسبة ٩٠ ٪.

ومن جانبه أكد المهندس أحمد حسانين أن استخدامات الهيدروجين الأخضر هي نفس استخدامات الغاز الطبيعي، وبذلك يصلح لجميع استخدامات الغاز الطبيعي سواء في المنازل  أو النقل حيث يستخدم كمصدر وقود لسيارات الركوب والحافلات والمكوكات الفضائية و السيارات والشاحنات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية  وسفن الحاويات التي تعمل بالأمونيا السائلة المصنوعة من الهيدروجين.

كما يستخدم في مصافي " الفولاذ الأخضر" التي تحرق الهيدروجين كمصدر للحرارة بدلاً من الفحم.

ويستخدم أيضا في التوربينات الكهربائية التي تعمل بالهيدروجين حيث يمكنها توليد الكهرباء في أوقات ذروة الطلب للمساعدة في تثبيت شبكة الكهرباء ، بالاضافه إلي أستخدامه في عمليات التصنيع حيث  يستخدم الهيدروجين في مجالات الصناعة المختلفة، وبشكل أساسي يتم إنتاج الأمونيا والأسمدة من الهيدروجين الأخضر في قطاع الصناعات الكيميائية.