100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.. لعنة الفراعنة تعود للسطح من جديد فى الغرب
الخميس، 23 يونيو 2022 08:00 م
بحلول الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون تعتبر الحدث الأبرز في عالم الاكتشافات الأثرية خلال القرن العشرين عادت قصة لعنة الفراعنة إلى السطح مرة أخرى حيث أكدت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير حديث لها أن حكاية لعنة الفراعنة مفبركة من الأساس وهو ما أثار الكثير من الجدل بعد 100 عام من الكشف الأثرى المهم.
حكاية فبركة لعنة الفراعنة
استحوذت صحيفة التايمز البريطانية على أخبار عمليات التنقيب في قبر توت عنخ آمون حصريًا قبل مائة عام ما أثار استياء أحد المنافسين، بالشكل الذى جعله يخترع قصة لعنة الفراعنة، وفقا لما ورد في صحيفة التايمز البريطانية.
وقد كان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عام 1922 أحد أهم اكتشافات القرن العشرين ولكن كانت الغيرة من الاكتشاف ونشر أخباره حصريا في التايمز ساعدت في ترسيخ فكرة لعنة الفراعنة في الفلكلور الأثري.
ويعرض فيلم وثائقي جديد تبثه القناة الرابعة الإنجليزية القصة الكاملة بمناسبة الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون مبرزة تفاصيل جديدة منها أن صحفي جريدة الديلي ميل "آرثر ويجال" كان غاضبًا جدًا لفقدان القصة التي ذهبت حصريا للتايمز حتى أنه بدأ في نشر أخبار كاذبة حول لعنة أصابت أولئك الذين دخلوا القبر.
ومنح هوارد كارتر عالم الآثار البريطاني واللورد كارنارفون لصحيفة The Times وصولاً حصريًا إلى اكتشافهم، ما أثار حفيظة آرثر ويجال، عالم المصريات الذي وجه طاقة عمله إلى الصحافة، وأعرب عن استيائه من دفعه بعيدا عن أخبار الاكتشاف في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتتعمق آلاء الشماحى الباحثة الأثرية والمستكشفة في قصة لعنة قبر الفرعون المصري وتبحث في الحقيقة العلمية غير العادية وراء الأسطورة بالإضافة إلى ضجة الصحافة التي أحاطت بها لعقود، كما تشرح قصة لعنة الفراعنة من خلال فيلم القناة الرابعة حيث تقول: "الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون كانت على الأبواب وقد طلبت شركة أفلام وسألت عما إذا كنت أرغب في عمل فيلم وثائقي ينظر إلى اللعنة من منظور علمي - وبالطبع قلت نعم!"
مصير مكتشفى المقبرة
تعتبر حكاية لعنة الفراعنة من الحكايات الرائجة جدًا في الفلكلور الأثرى وقد أوردت صحيفة التليجراف البريطانية في هذا الصدد بيانا بذكر ما جرى لمن نقبوا عن الآثار المصرية وتوصلوا لاكتشاف مبرة توت عنخ آمون بدءًا من الممولين إلى المنقبين وباحثى الموقع.
في صباح يوم 5 أبريل 1923 توفي اللورد كارنارفون ممول الأكتشاف الرئيسى في فندق كونتيننتال سافوي في القاهرة بسبب الالتهاب الرئوي وتسمم الدم الناجم عن لدغة بعوضة.
في غضون ستة أسابيع من الوفاة توفي زائر آخر للمقبرة وهو الممول جورج جاي جولد، بسبب التهاب رئوي مماثل، بعد ذلك بعام انتحر هيو إيفلين وايت عالم المصريات الذي حضر افتتاح المقبرة وترك ملاحظة تقول إنه "استسلم للعنة"
على مدى العقد التالي اعتبر الصحفيون أي حالة وفاة مرتبطة بالمقبرة دليلا على اللعنة، وفي عام 1924 مرض السير أرشيبالد دوجلاس ريد في اليوم التالي لتصوير مومياء توت عنخ آمون بالأشعة السينية وتوفي بعد ثلاثة أيام.
بعد ذلك بعامين توفي آرون إمبر عالم المصريات الأمريكي الذي كان حاضرًا عند فتح القبر في حريق منزل، كما توفي AC Mace عضو فريق التنقيب كارتر في أبريل 1928 ، بعد أن عانى من ذات الجنب والالتهاب الرئوي في سنواته الأخيرة، كما رحل عن دنيانا ريتشارد بيثيل سكرتير اللورد كارنارفون وأول شخص يدخل القبر خلف كارتر في ظروف مريبة عام 1929.
اللعنة من منظور علمى
فى حين أن فكرة "اللعنة" قد تبدو سخيفة، فقد تمت دراستها بجدية من قبل العلماء، مع نشر العديد من الأوراق البحثية حول هذا الموضوع، وفي محاولة لتحديد ما إذا كان العامل الممرض طويل العمر قد تسبب في "اللعنة" ، استخدم العلماء النمذجة الرياضية لتحديد المدة التي يمكن أن يبقى فيها العامل الممرض داخل القبر، وفقًا للأوراق المنشورة حول هذا الموضوع في عامي 1996 و 1998 في مجلة Proceedings من الجمعية الملكية.
وكتب سيلفان جاندون في مقال صحفي عام 1998: "في الواقع ، الموت الغامض للورد كارنارفون بعد دخوله قبر الفرعون المصري توت عنخ آمون يمكن تفسيره على الأرجح بإصابة أحد مسببات الأمراض شديدة الضراوة".
ومع ذلك ، يبدو أن المزيد من المنشورات الحديثة تدحض هذا الاحتمال فقد وجد تحليل للبقع البنية على مقبرة توت عنخ آمون أن "الكائن الحى الذى خلق البقع غير نشط"، كما كتب فريق من الباحثين في بحث نُشر عام 2013 فى مجلة International Biodeteration & Biodegradation
بالإضافة إلى ذلك، لم تجد دراسة نشرها مارك نيلسون، أستاذ علم الأوبئة والطب الوقائى بجامعة موناش فى أستراليا، أى دليل على أن أولئك الذين دخلوا المقبرة ماتوا في سن مبكرة بشكل غير عادي، و فحصت دراسته سجلات 25 شخصًا عملوا أو ذهبوا إلى القبر بعد وقت قصير من اكتشافه، وقد عاش الأشخاص الذين دخلوا المقبرة 70 عامًا وفقا للدراسة، وهو عمر لم يكن منخفضًا بشكل خاص فى أوائل القرن العشرين وحتى منتصفه، وكتب نيلسون فى ورقة بحثية نُشرت عام 2002 في المجلة الطبية البريطانية ، أن الدراسة لم تجد "أى دليل يدعم وجود لعنة الفراعنة".
وفى الواقع كانت فكرة ربط اكتشاف مومياء باللعنة سابقة لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون "اللعنة هى أسطورة تطورت تدريجياً، منذ منتصف القرن التاسع عشر، ونمت بشكل تدريجي مع المساهمات التراكمية من الأدب الخيالى وأفلام الرعب ووسائل الإعلام الإخبارية ومؤخراً الإنترنت"، هكذا قالت ياسمين داي، عالمة المصريات، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الثقافية وصاحبة كتاب "لعنة المومياء: مومياء في العالم الناطق بالإنجليزية".