"لاموهم" على أمانتهم وكرمتهم وزيرة الثقافة.. عائلة الهواري سلمت الدولة 3 لوحات نادرة

أثارت واقعة تسليم مجموعة أشقاء شباب، للوحة نادرة من أعمال الفنان عبد الهادى الجزار، إلى وزيرة الثقافة، ردود أفعال متباينة بين مؤيد لنزاهتهم ويشجعهم على الاستمرار فى تحرى الحلال والحرام، والمضى فى طريق النزاهة والأمانة، وبين معارض لفعلهم ومنقدا لأمانتهم، واعتبروهم "سفهاء"، وكان حرى بهم بيعها بملايين الجنيهات، والاستفادة من هذه الفرصة.

وتعود القصة إلى عثور هشام الهواري، صاحب شركة مقاولات، على لوحة من "وحي فنارات البحر الأحمر"، للفنان عبد الهادي الجزار، بعد أكثر من نصف قرن من فقدانها، داخل مخزن للخردة تابع لشركة يمتلكها والده، التي كانت تعمل في مجال هدم المنشأت الحكومية، وكانت هذه اللوحة ضمن الأنقاض والخردة التي تم وضعها داخل المخزن منذ 20 عامًا، ومنذ فترة قرر افتتاح كافيه، وأخرج بعض الأشياء واللوحات التي قد تصلح لتكون ديكورا بالمقهى، وكان شكل اللوحة رائعا.

بعد أن استعان الهوارى، باللوحة، وتم عرضها بالكافيه لمدة 8 شهور، أعجب أحد رواد الكافيه بها وصورها، وبعد فترة تواصل معه وعرض عليه شراءها مبلغ 2 مليون جنيه، إلا أن هشام الهوارى، تشكك فى الأمر، خاصة أن المبلغ المعروض عليه مرتفع كثيرا، فقرر البحث عن أصل اللوحة، وهنا توصل إلى أنها نادرة، وملك لوزارة الثقافة المصرية، وغير مسموح بتداولها، لأنها لا تقدر بثمن، فأبلغ المحامي الخاص به، والذي تواصل بدوره مع إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، التى بدورها استقبلتهم لتسليم اللوحة، وقدمت إليهم الشكر على أمانتهم، ووعدوها بالبحث عن أي مقتنيات أخرى، داخل مخازن شركة والدهم.

وأكد هشام الهوارى وشقيقيه محمود وإبراهيم، تعرضهم لحملة تشويه وتهكم من الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب إعادتهم اللوحات إلى الدولة، لكنه يشعر بالفخر والرضا، هو وأسرته بنزاهتم وحرصهم على إعادة أموال ومقنيات وكنوز الدولة.

لم يمض أكثر من 5 أيام فقط، عثر هشام الهوارى وأخوته، على لوحتين أخرتين كانتا فى مخازن شركة المقاولات الخاصة بوالدهم، وكان يستخدمها العمال للأكل عليها، وبعد أن تششكوا في أمر اللوحتين، أبلغا الوزيرة بالأمر، لتعلن وزارة الثقافة استعادتها للوحتين نادرتين مفقودتين من مقتنيات الدولة، من أهم أعمال أثنين من رواد النهضة الفنية المصرية، هما لوحتا "الريف" للفنان صلاح طاهر، ولوحة "دائرة وجذع" للفنان صالح رضا، كانتا من مقتنيات متحف الفن المصري الحديث، وتمت إعارتهما خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، قبل فقدهما طوال نصف قرن، وتم وتسليمهما إلى قطاع الفنون التشكيلية، التابع لوزارة الثقافة، وبفحصهما، تم التأكد من أنهما أصليتان، حيث يبلغ مقاس لوحة "الريف"، للفنان صلاح طاهر 100سم في 80 سم، ولوحة "دائرة وجذع" للفنان صالح رضا، مقاس 150 في 82 سم، وهما منفذتان بخامات الزيت على الخشب وبحالة جيدة، ووجهت الوزيرة التحية لعائلة الهوارى، لحرصهم على إعادة اللوحتين إلى الدولة، وأحد  كنوز التراث الوطني، وقررت عرضها فى متحف الفن الحديث، كونهما إضافة جديدة لمقتنياته.