الذكرى الـ 53 لوفاة «الصوت الباكي».. محمد صديق المنشاوي المبحر في بحر القرآن
الإثنين، 20 يونيو 2022 02:30 مإيمان محجوب
تمراليوم الذكري 53 لوفاة الشيخ محمد صديق المنشاوي، أو "الصوت الباكي"، الذي توفي في مثل هذا اليوم 20 يونيوعام 1969، وهو يُعد أحد أعلام قراء القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي.
وقال الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، عن محمد صديق المنشاوى: «هو ورفاقه الأربعة، الحصري، وعبد الباسط، ومحمود البنا، ومصطفي إسماعيل، يركبون مركبًا ويبحرون به في بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله، الأرض ومن عليها».
ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي في 20 يناير عام 1920، بمدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في عمر الـ 8 سنوات، حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي، وجده تايب المنشاوي، وجد والده كلهم قرّاء للقرآن، وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته، منهم شقيقه محمود صديق المنشاوي.
تأثر الشيخ محمد صديق المنشاوى، مبكرا، بوالده الذي تعلم منه فن قراءة القرآن الكريم، فأصبحت هذه العائلة رائدة لمدرسة جميلة منفردة بذاتها في تلاوة القرآن.
سافر المنشاوى، إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد المنشاوي، فحفظ هناك ربع القرآن عام 1927، ثم عاد إلى بلدته المنشاة، وأتم حفظ ودراسة القرآن على يد مشايخ مثل محمد النمكي، ومحمد أبو العلا، ورشوان أبو مسلم، الذي كان لا يتقاضى أجرًا على التعليم.
كان للشيخ محمد صديق المنشاوي، بصمة خاصة في التلاوة، ويتميز بصوت خاشع ذي مسحة من الحزن، فاستحق أن يلقب بـ«الصوت الباكي»، حيث بدأ رحلته مع التلاوة بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، حتى سنحت الفرصة له كي يقرأ منفردًا في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار أسمه مترددًا في أنحاء المملكة المصرية وقتها.
وتلى الشيخ محمد صديق المنشاوي، القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي، كالمسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس، وذاع صيته لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية، وكان أحد روّاد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة، وسجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، وكان أحد القراء في الإذاعة المصرية.
كان يطلق علي الشيخ المنشاوى، "قاريء الجمهورية العربية المتحدة"، وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، يحب سماع القرآن منه، ووصفه بصاحب "الصوت العذب"، كما طلبه للقراءة في عزاء والده بالإسكندرية، واستضافه بعدها في منزله، كما طلب من الإذاعة المصرية حينها، تسجيل القرآن الكريم كاملًا بصوت المنشاوي.
وحصل الشيخ محمد صديق المنشاوي، على العديد من الأوسمة من دولة إندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان، وكان على رأس قراء مصر، في حقبة الخمسينات من القرن العشرين، مع القراء أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومحمود البنا، اللذان ما يزالا إلى يومنا هذا على رأس قراء القرآن الكريم في مصر، والعالم العربي.
توفي الشيخ محمد صديق المنشاوي، مبكرا وهو لم يتم 49 عاما، علي آثر إصابته بمرض دوالي المريء، ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا، يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ، الموافق 20 يونيو 1969.