أرضية مشتركة تجمعنا.. أسبوعان وتنطلق أولى جلسات الحوار الوطنى الشامل

الأحزاب تسلم رؤاها ومقترحاتها إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب.. وتنشيط الحياة الحزبية وقانون المحليات والاقتصاد الأخضر أبرز المقترحات

المنسق العام يبدأ التشاور مع القوى السياسية والنقابية لتشكيل مجلس أمناء يضم 15 عضواً من الشخصيات العامة والخبراء

"أطلقنا الحوار الوطني.. وأكدنا أننا لن نسيطر عليه حتى لا يتحدث أحد بأننا نوجهه، وحتى يأخذ فرصته، ونرى جميعا ونستعد بأن يستمع كل منا للآخر وأن يكون هناك أرضية مشتركة تجمعنا.. نتحدث وتنتقد وتقول ما تريد.. وأنا أرد عليك، حتى لو كان ردي موضوعي ومقنع وأنت لا تقبله.. أنا موافق أنك لا تقبله.. لأنه لا يمكن أبدا أن نجتمع جميعا على رأي واحد.. ولكن نجتمع على شيء واحد وهو أن نحافظ على مصر".. رسالة جديدة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى، الاثنين الماضى، لكل المصريين، عبر الإعلاميين والصحفيين الذين التقاهم الرئيس بمدينة السادات، خلال افتتاح مشروعات الإنتاج الحيواني والألبان والمجازر الآلية بمدينة السادات.

ما قاله الرئيس السيسى، يحدد الأسس الذى سيسير عليها الحوار الوطنى الشامل، الذى ستنطلق أولى جلساته رسمياً بعد أسبوعين، وتحديداً في الأسبوع الأول من يوليو المقبل، وفقاً لما أكدته إدارة الحوار الوطنى، التي سبق وأعلنت اختيار ضياء رشوان نقيب الصحفيين، منسقًا عامًا للحوار الوطني، بالإضافة إلى اختيار المستشار محمود فوزي الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رئيسًا للأمانة الفنية للحوار، وهو الإعلان الذى تزامن مع توافد الأحزاب المصرية على مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب على مدار الأيام الماضية لتسليم تصوراتها حول الحوار الوطني.

وأطلق الرئيس السيسى الحوار الوطنى الشامل، خلال إفطار الأسرة المصرية يوم 26 إبريل الماضى، في إطار المشاركة الوطنية الفعالة تحت مظلة الجمهورية الجديدة بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وحددت إدارة الحوار الوطنى أولى مهام المنسق العام، حيث تتمثل مهامه في بدء التشاور مع القوى السياسية والنقابية وكافة الأطراف المشاركة في الحوار لتشكيل مجلس أمناء الحوار الوطني من ممثلي كافة الأطراف والشخصيات العامة والخبراء، من 15 عضوًا، بما يضمن المشاركة الفعالة والتوصل إلى مخرجات وفقًا للرؤى الوطنية المختلفة وبما يخدم صالح المواطن المصري.

وبجانب المنسق العام، تم تشكيل أمانة فنية من الأكاديمية الوطنية للتدريب برئاسة المستشار محمود فوزي لمعاونة مجلس أمناء الحوار الوطني في العملية اللوجيستية والتنظيمية للحوار الوطني، وتوفير كافة المعلومات اللازمة لإدارة الحوار، وقامت الأمانة الفنية بتسليم كافة طلبات المشاركة والمقترحات المقدمة من فئات الشعب المختلفة إلى ضياء رشوان؛ تمهيدًا لمناقشتها وبدء جلسات الحوار الوطني.

وشهدت الأيام الماضية حراكا متسارعاً على مستوى الحياة السياسية، حيث تنظر كافة القوى السياسية والحزبية إلى الحوار بأنه خطوة شديدة الأهمية لكلاً من الدولة والقوى السياسية، فالدولة تسعى لبلورة الأسلوب الأمثل لتفعيل دور القوى السياسية في إطار منظومة الجمهورية الجديدة، كما أن هذه القوى من جهتها تبحث عن كيفية وضع مبدأ المشاركة السياسية الذي تطالب به مرارًا موضع التنفيذ، ومن هنا حدث التلاقى من خلال الحوار الوطنى الذى سيسمح بانخراط كافة مكونات المجتمع المصرى في عملية بناء مصر الحديثة التي تسير بخطوات واثقة رغم كل المشكلات الإقليمية والدولية التي تواجهها.

واستقبلت الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية، والمستشار محمود فوزى رئيس الإدارة الفنية، على مدار الأيام الماضية عدداً من وفود الأحزاب المصرية لتسليم رؤاها، حيث قدم وفد من حزب الجيل الديمقراطي برئاسة ناجى الشهابي رئيس الحزب رؤية الحزب والمحاور الرئيسية التي ضمها، وأكد رئيس حزب الجيل علي ثقته فى كل الخطوات المصاحبة لدعوة الرئيس للحوار الوطنى، وأعرب عن أمله فى حوار وطنى جاد وشامل لا يقصى أحد ويشمل كل المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحيث يحقق الأهداف التى يرجوها الرئيس السيسى والشعب منه، بحيث يمكن الوطن الغالى من مواجهة كل التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التى تواجهه ويتغلب عليها، كما أستعرض الشهابي الأوراق المقدمة من الحزب حول المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتى أقترحها لتكون ضمن جدول أعمال الحوار الوطنى، وتضمنت: مستقبل الحياة الحزبية في مصر وإصدار قانون الإدارة المحلية وإجراء انتخابات المجالس المحلية لتقوم بدورها فى رفع معاناة الجماهير اليومية، مما يرفع معدلات الرضا الشعبي وتضمن في المحور الاقتصادي خطة لدعم الصناعة الوطنية، وتطوير شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام وايضا مقترح لإجراءات اقتصادية لتحفيز الاستثمار، ورفع معدلات الاداء الاقتصادي أما بالنسبة للمحور الاجتماعي، فقد تضمن كيفية مواجهة الغلاء والاحتكار والسيطرة علي الاسواق وتحفيز المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص.

كما قدم وفد من حزب حماة الوطن، برئاسة اللواء أركان حرب أحمد العوضي، النائب الأول لرئيس الحزب، ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، رؤية الحزب بشأن الحوار الوطني، وتناولت مقترحات وحلول مبتكرة ولاسيما في الجانب الاقتصادي، والمجالات المرتبطة به من زراعة وصناعة ومشروعات تتعلق بتحقيق الأمن الغذائي في أقرب وقت، وكذلك الاقتصاد الأخضر، فضلاً عن الحديث عن أهمية وجود سياسة زراعية للدولة المصرية، وإيجاد محفزات للمزارعين، وتطرقت الرؤية لتعديلات تشريعية مختلفة وعلى رأسها إقرار قانون المحليات، وتعديل قانون الإجراءات الجنائية.

كما قدم حزب مستقبل وطن، رؤيته حول الحوار الوطني مشتملة على مختلف المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك سلم وفد من قيادات الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، للأكاديمية الوطنية للتدريب تصورات الحزب حول الحوار الوطني، كما سلم "المصرى الديمقراطى الأجتماعى"، بيان الحركة المدنية باعتباره الإطار العام للتصور الخاص بالحوار من وجهة نظر الحزب، بالإضافة إلى ورقة تفصيلية تتضمن تصورات الحزب حول الأجواء المناسبة والأطراف المشاركة وأجندة الحوار ومخرجاته وآلياته، وأكد الحزب على ضرورة وجود أمانة عامة للحوار تضم شخصيات محسوبة على الموالاة وأخرى محسوبة على المعارضة بشكل متوازن، كما أكد أن الأساس في الحوار الوطني هو الإصلاح السياسي الذي سوف يعد القاطرة الرئيسية التي ستؤدي لإصلاح اقتصادي و اجتماعي، وشدد الجميع على أهمية تحديد المخرجات المرجوة، ووضع إطار زمني لها، وأكد كذلك على ضرورة وجود أمانة عامة للحوار تضم شخصيات محسوبة على الموالاة وأخرى محسوبة على المعارضة بشكل متوازن .

وزار الأكاديمية أيضاً الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، حيث تناول الحوار رؤية حزب الوفد للحوار وموضوعاته ومقترحات الحزب وآلية التعاون مع الأكاديمية لتحقيق أهداف الحوار الوطني، وأكد يمامة تقدير حزب الوفد لهذه الدعوة ومشاركة الحزب في الحوار الوطني، مؤكدًا أن لجنة لحوار الوطني بالحزب منذ السادس والعشرين من شهر أبريل الماضي وعقب دعوة رئيس الجمهورية بإطلاق الحوار الوطني خلال إفطار الأسرة المصرية قد عكفت بالفعل على وضع رؤية شاملة لهذا الحوار على كافة المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتحقيق الزخم الحقيقي والمصداقية وتدشين مرحلة جديدة للحوار السياسي والذي يعد أحد أهم دعائم الجمهورية الجديدة.

وثمن رئيس حزب الوفد دور الأكاديمية الوطنية للتدريب، فى تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن الدعوة الرئاسية الخاصة بملف الحوار الوطني من مختلَف قوى وفئات الشعب، مشيداً باتباعها نهج الحياد والتجرد التام، في إطار دورها التنظيمي والفني والتنسيقي بعيداً عن التدخّل في مضمون الحوار، موجهاً تحية تقدير واحترام للدكتورة رشا راغب مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب ولجميع القيادات والعاملين بهذه المؤسسة الوطنية.

كما قدم وفد حزب إرادة جيل برئاسة النائب تيسير مطر رئيس الحزب ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ والأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية رؤية الحزب التي تمثلت فى ثلاثة محاور مهمة في مقدمتها المحور الاقتصادي من تحسين حياه المصريين، والمحور الاجتماعي لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية وفي مقدمتها قانون الأحوال الشخصية والمحور السياسي المرتبط بتدعيم الحياة الحزبية وإجراء تعديلات على قوانين الأحزاب السياسية والانتخابات.

خارطة طريق الحوار التي أعلنتها إدارة الحوار الوطنى، لاقت تأييداً كبيراً من القوى السياسية والحزبية، حيث ثمنت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ما جاء في بيان إدارة الحوار الوطني، وأكدت أن الإجراءات المعلنة وفق بيان الأكاديمية الوطنية تكفل المشاركة الفعالة وإدارة الحوار الوطني مع ممثلي كافة الأطراف والشخصيات العامة والخبراء، وصولاً إلى مخرجات تخدم صالح المواطن المصري، ودعت جميع الأحزاب السياسية والتيارات الشبابية للانخراط في الحوار الوطني على جميع المحاور والملفات الخاصة، من أجل فتح مسارات للتفاعل حول مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تستهدف بناء الجمهورية الجديدة.

وأكد النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أن الدعوة للحوار الوطني جاءت في توقيت مهم، ويجب أن تكون هذه الدعوة هي الأخيرة، بحيث يكون الحوار قائم وممتد بلا توقف أبدا، حتى بعد انتهاء مهام الحوار الوطني ومناقشاته، لأنه سبيل لإثراء الحياة السياسية في مصر، متوجها بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعوته للحوار الوطني، وتابع منصور: "يجب أن يخرج الحوار الوطني بآليات وجدول زمني واضح، حتى يتم تطبيق وتفعيل مخرجات الحوار، لأن هناك قوانين صدرت من قبل مجلس النواب ولم يتم تفعيلها على أرض الواقع، ولا نريد أن يتكرر الأمر بالنسبة للحوار الوطني".

واتخذت الأكاديمية الوطنية للتدريب العديد من الإجراءات بعد تكليف الرئيس السيسى لإدارة المؤتمر الوطنى للشباب، و"الذى يتم تنظيمه تحت مظلة الأكاديمية الوطنية"، بإطلاق الحوار الوطنى بين مختلف القوى السياسية والمدنية، حيث عملت الأكاديمية على تكوين فرق عمل لإدارة وتنسيق العمل خلال فاعليات الحوار الوطنى، وإطلاق رابط عبر الموقع الالكترونى للمؤتمر الوطنى للشباب لتلقى المقترحات بشأن الحوار، كما خاطبت مختلف القوى السياسية والمدنية ودعوتهم للمشاركة في الحوار الوطنى وإرسال رؤيتهم لآليات وأجندة العمل لإدارة الحوار للخروج باستراتيجية أولويات عمل الدولة المصرية .

ووجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب دعوات للأحزاب والنقابات والاتحادات والشخصيات العامة ومختلف الجهات والتي جاءت أكثر من 400 دعوة، كما أطلقت استمارة لتسجيل الرغبات والمقترحات عبر الموقع الالكترونى للمؤتمر الوطنى للشباب، حيث تم تشكيل وتكوين فرق عمل لتنظيم وتنسيق العمل بفاعليات الحوار الوطنى، ومن بين فرق العمل فريق العلاقات العامة والاتصال والذى اختص بإعداد قوائم حصر القوى السياسية والمدنية وتوجيه الدعوات للقوى للمشاركة في الحوار الوطنى والاتصال مع المشاركين في الحوار الوطنى ومتابعة المكاتبات والاتصالات، وكذلك فريق اللوجستيات و الذى يختص بتنظيم الفاعليات وورش العمل خلال الحوار الوطنى وتحضير وتجهيز الاحتياجات اللوجستية وتجهيز وتحضير القاعات وأماكن انعقاد جلسات وفاعليات الحوار الوطنى، وكذلك فريق المحتوى المختص باستلام وتنسيق مقترحات ورؤى القوى المشاركة وكتابة محاضر اجتماعات وجلسات وفاعليات الحوار الوطنى وإعداد تقرير سير العمل بها وصياغة وكتابة أوراق السياسات وأجندة العمل المتفق عليها.

ومن بين فرق العمل أيضا، فريق الإعلام الذى يختص بمتابعة ورصد ردود الأفعال على فاعليات الحوار الوطنى وصياغة ونشر البيانات الإعلامية والتغطية الإعلامية لفاعليات الحوار الوطنى المختلفة، ووجهت الدعوة لممثلى المجتمع المصرى بكافة فئاته ومؤسساته بأكبر عدد ممكن لتوسيع قاعدة المشاركة وذلك لضمان تمثيل جميع الفئات في الحوار المجتمعى وتحقيق الزخم الحقيقى والمصداقية حول الحوار الوطنى، ومن الفئات المستهدفة: الأحزاب السياسية "مؤيد- وسط- معارض"، والمجتمع المدنى و الجمعيات الأهلية و النخبة السياسية والفكرية و الصحفيين والإعلاميين و الفنانين والمثقفين و مجلسى النواب والشيوخ، واتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال و القوى الطبيعية "شيوخ وعواقل المحافظات الحدودية – الصعيد- النوبة"، والمجالس القومية المتخصصة لحقوق الإنسان والمرأة والطفل و ممثلي الأزهر والكنيسة و الشخصيات الحقوقية والمعارضة والنقابات والمراكز البحثية والجامعات واتحادات الطلبة وأصحاب المعاشات وعمال وفلاحين والشباب والمجلس الأعلى لتنظيم الاعلام و الهيئة الوطنية للصحافة.

وتأتى المحاور الرئيسية للحوار الوطنى، المحور السياسى والمحور الاقتصادى والمحور الاجتماعى وقضايا متنوعة "الزيادة السكانية وتجديد الخطاب الدينى.. وغيرها"، ومن مرتكزات إدارة الحوار الوطنى التهيئة المجتمعية للحوار "فتح نقاشات عامة في وسائل الاعلام المختلفة للتمهيد للحوار الوطنى، وتكوين لجنة حيادية لإدارة الحوار تضم "15-20" من الشخصيات الوطنية التي تمثل مختلف التيارات، وحيادية الأكاديمية الوطنية في إدارة الحوار وكونها هيئة مستقلة، والتوسع المكانى والجغرافى "ورش عمل وفاعليات وندوات بمختلف المحافظات"، وتوسيع قاعدة المشاركة في الحوار الوطنى لتشمل جميع الفئات والقوى السياسية والطبيعية، ومؤتمر موسع لمناقشة مخرجات الحوار" تنظيم النسخة التاسعة في المؤتمر الوطنى للشباب في مدينة العلمين الجديدة".