في يوم إفريقيا…كيف تطورت علاقات مصر مع القارة السمراء في عهد الرئيس السيسي؟

الأربعاء، 25 مايو 2022 01:43 م
في يوم إفريقيا…كيف تطورت علاقات مصر مع القارة السمراء في عهد الرئيس السيسي؟
في اليوم العالمي لأفريقيا…كيف تطورت علاقات مصر مع القارة السمراء
إيمان محجوب

تحتفل دول قارة أفريقيا، باليوم العالمي بأفريقيا "يوم أفريقيا" وهو الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو 1963، حيث وقعت 32 دولة أفريقية مستقلة في ذلك اليوم الميثاق التأسيسي في أديس أبابا بإثيوبيا، وفى عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الأفريقية تعرف باسم الاتحاد الأفريقي، وتبدأ قصة " يوم أفريقيا " عند تحرر عدد كبير من دول أفريقيا من الاستعمار في منتصف القرن الماضي، حيث قامت هذه الدول بعقد المؤتمر الأول للدول الأفريقية المستقلة في أكرا عاصمة دولة غانا في 15 أبريل 1958، وعقده رئيس وزراء غانا " كوامى نكروما"  وبحضور الزعيم جمال عبد الناصر ممثلا لمصر، وأثيوبيا، ليبيريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس واتحاد شعوب الكاميرون، وعرض المؤتمر التقدم الذي أحرزته حركات التحرير في القارة الأفريقية، إلى جانب أنه ترمز إلى تصميم شعب إفريقيا على التحرر من الهيمنة، السيطرة والاستغلال الأجانب، ودعا المؤتمر إلى تأسيس يوم حرية أفريقيا.

1245894_0
 
وبعد خمس سنوات من المؤتمر الاول التقى ممثلو ثلاثين دولة أفريقية في أديس أبابا، إثيوبيا، استضافها الإمبراطور هيلا سيلاسى، بحلول ذلك الوقت كان أكثر من ثلثي القارة قد حصلت على الاستقلال، وتم الإعلان عن تأسيس منظمة الوحدة الافريقية في 25 مايو 1963، وخلال  سنوات حكم الرئيس جمال عبدالناصر كان لمصر تأثير كبير في أفريقيا وعلاقات دبلوماسية واقتصادية ممتازة مع جميع الدول الافريقية التي ساعدتها مصر في التحرر من الاستعمار والتنمية ، وفي عصر الرئيس السادات كانت السياسية المصرية ذات توجه غربي، حيث تناسي الرئيس السادات في خضم معركة استعادة سيناء العمق الاستراتيجي لمصر وهي قارة أفريقيا، حتي جاء حكم الرئيس مبارك الذي نهج سياسية مع تعمد تجاهل العلاقات المصرية الافريقية خاصة بعد محاولة اغتياله في اديس ابابا عاصمة دولة إثيوبيا عام 1995عند حضوره مؤتمر القمة الأفريقية.

 

 وفي عصر الرئيس السيسي نجحت مصر في استعادة دورها بالقارة الإفريقية في مجالات عديدة على مدار السبع سنوات الماضية، وحققت إنجازات على المستوى الاقتصادي والسياسي من شأنها البناء عليها في المرحلة المقبلة لتحقيق التنمية بالقارة ،فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية عام 2014، عظمت مصر من جهودها تجاه القارة الإفريقية؛ من خلال تنشيط التعاون بين مصر والدول الإفريقية في كافة المجالات، فضلًا عن استضافة عدد من المؤتمرات والمنتديات المعنية بالاستثمار والاقتصاد والأمن فى القارة، كما كثف الرئيس من تحركاته وزياراته لدول القارة

420171212446589
 
وسعت الدبلوماسية المصرية في عهد الرئيس السيسي الى استعادة العلاقات الأفريقية في كافة المجالات بقوة، حيث عملت وزارة الخارجية على تطوير التعاون مع جميع دول أفريقيا واستعادة الدور المصري الرائد في إفريقيا في إطار الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة نحو الانخراط الكامل والتعاون مع الدول الإفريقية، وذلك لما تمثله العلاقات المصرية الإفريقية من أهمية للأمن القومي المصري. حيث ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكافة الدول الإفريقية، خاصة دول حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي.

 

وتوجت جهود وزارة الخارجية لاستعادة الدور المصري الرائد في إفريقيا باختيار مصر من قبل دول افريقيا لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، وهو القرار الذي تم اعتماده في قمة الاتحاد الإفريقي في يناير 2018، حيث أطلقت مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية عقب بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة القارية المنظمة لها، والتي كانت ضمن الأولويات التي أعلن عنها الرئيس خلال رئاسة مصر للاتحاد، وتسارعت الدول الإفريقية لإقامة تكتل اقتصادي بحجم 3,4 تريليون دولار يجمع 1.3 مليار شخص ليكون أكبر منطقة للتجارة الحرة منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية، وهو ما يقدم فرصة ذهبية لإحداث تحول اقتصادي وتنموي في القارة السمراء

2019-636910151660254980-25
 
 كما تسلمت مصر رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في أكتوبر 2020، وقامت بقيادة أعمال الجهاز الإفريقي الرئيسي المعني بموضوعات السلم والأمن في القارة الإفريقية، وضم برنامج رئاسة مصر للمجلس عدداً من الموضوعات التي تحتل أهمية خاصة ومُلحة لدى الاتحاد الإفريقي ومصر، بما يُمثل فُرصة لتعزيز وتنسيق المواقف الأفريقية المُشتركة في العديد من الملفات الحيوية.

 

وعكست رئاسة مصر للمجلس حجم اهتمامها الكبير والثابت بقضايا مُكافحة الإرهاب والتطرف بإفريقيا وحول العالم، ومن هذا المُنطلق خصصت جلسة لمُناقشة ظاهرة المُقاتلين الإرهابيين الأجانب وخطورة تأثيراتها على حالة السلم والأمن بالقارة، فضلاً عن عقد جلسة أخرى للنظر في سُبل تفعيل مُقترح استحداث قوة أفريقية لمُكافحة الإرهاب كجزء من القوة الأفريقية الجاهزة، والذي كان السيد رئيس الجُمهورية قد طرحه مع ختام رئاسة سيادته للاتحاد الأفريقي بناء على طلب قادة دول أفريقيا

 

وانتخبت مصر للمرة الأولى رئيسا للجنة بناء السلام في الأمم المتحدة، عقب اعتماد الترشيح المصري على مستوى المجموعة الإفريقية في نيويورك، لتصبح مصر مرشحا ممثلا لإفريقيا لتولي هذا المقعد الأممي المهم، وتم الاختيار عقب إعادة انتخاب مصر لعضوية لجنة بناء السلام بأعلى الأصوات في انتخابات شهدت منافسة كبيرة في ديسمبر 2020"، وجاء انتخاب مصر لرئاسة لجنة بناء السلام للمرة الأولى تكليلا لجهود الدبلوماسية المصرية ، وإستضافت مصرمقر مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، كما شاركت وزارة الخارجية في الإعداد لمنتدى الاستثمار في إفريقيا بشرم الشيخ، حيث هدف المنتدى إلى توفير منصة لرؤساء الدول والحكومات، وكذلك قادة القطاع الخاص ورجال الأعمال في إفريقيا والعالم من أجل مناقشة مجموعة واسعة من قضايا الأعمال والتنمية في القارة والتعامل مع بعض أهم الشركاء الاقتصاديين وأصحاب المصلحة في إفريقيا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق