جزر الغاب العائمة... كيف تتحول من عدو لصديق وتوفر 300 مليون جنيه

نبات الغاب في مصر يعتبر من اخطر الحشائش المائية نظرا لسرعة نموة الهائلة وتنفق الدولة لازالته هو ومجموعة الحشائش المائية الاخري ما يزيد عن 300 مليون جنية سنويا 

يعد نبات الغاب أو الخيزران من النباتات  المعمرة وينمو في المناطق الرطبة على طول المجاري المائية وأيضا في المواقع الجافة ذو المياه العذبة أو معتدلة الملوحة ويقف عائقا في مياه الترع أمام عمليات الري أو الصيد فيبلغ طول النبات حوالي 6 متر وأوراقه شريطية طويلة خضراء ولتطهير المياة منه تنفق وزارة الري الملايين للتخلص منه  ولكن هناك رأي أخر يجد أنه من الممكن تحويل ذلك العدو الذي يعد عائق وأزمة كبيرة الي صديق يمكن الاستفادة منه في مجالات كثيرة باستخدام تلك النباتات بدلا من إنفاقها على إبادتها.

الاستخدام الامثل لنبات الغاب

يقول المهندس جمعة طوغان ‏استشارى هيئة تنمية الصعيد رئاسة مجلس الوزراء أنه مع تزايد الحديث عن مشكلة تلوث المجاري المائية بمياة الصرف الصحي وتهديدها للاقتصاد الزراعي المصري نتيجة هذا التلوث فلابد من اعادة النظر في سياسة ادارة الموارد المائية وكيفية الاستفادة من سرعة نمو الحشائش في تحسين نوعية مياة الري واستخدامها كمورد اقتصادي يحسن وينمي موارد الفلاح المحدودة ويأتي ذلك من خلال نبات الغاب الذي يجب إيقاف الحرب عليه التي تستنزف الملايين سنويا ، فهو يلعب دور هام في تنقية المياه.ولذلك لابد أن تتركه وزارة الري ليقوم بدوره الطبيعي لتنقية المياه.

مشيرا الي أن نبات الغاب يستخدم في معالجة مياه الصرف الصحي وإزالة الروائح الكريهة منها وتنقيتها في كثير من البلدان الأوروبية مثل بريطانيا والدانمارك. 

ويتلخص دور نبات الغاب في أن جذور وريزومات هذا النبات تقوم بدور العائل للبكتيريا الهوائية والبروتوزوا، حيث يقوم النبات على امتصاص الأكسيجين من الهواء الجوي عبر خلايا Aeronchyba ومِنْ ثَمَّ انتقاله إلى الجذور الريزومات أسفل وحقنه إلى داخل بيئة النمو بمعدل يصل إلى 50جراماً في المتر المربع في اليوم الواحد، وبالتالي رفع نسبة الأكسيجين الذائب في البيئة إلى أكثر من 100ضعف، ومِنْ ثَمَّ يقوم هذا الأكسيجين بأكسدة المادة العضوية الموجودة في مياه الصرف الصحي، وبالتالي تقليل الروائح الكريهة. بالإضافة إلى ذلك فإن النبات له مقدرة على امتصاص العناصر السامة Toxic heavy metals الموجودة بالمادة العضوية لمياه الصرف الصحي مثل الرصاص والكادميوم والزرنيخ وغيرها.

ولقد وجد أن استزراع الغاب في مجرى مياه الصرف الصحي يعمل بكفاءة عالية على إزالة العديد من الملوثات من مياه الصرف الصحي؛ حيث وصلت نسبة إزالة المتطلب الحياتي للأكسيجينBOD إلى 80% والمواد العالقة الصلبة الكلية TSS إلى 96% 

وللحصول على أعلى إزالة للمتطلب الحياتي للأكسيجين و المواد الصلبة العالقة الكلية وجد أن أعلى إزالة تتم خلال 6 أيام. 

وأضاف المهندس جمعة طوغان قائلا : يمكن الاستفادة من نبات الغاب أيضا في إنتاج  مادة السيليلوز الغني بها الغاب كمادة خام لصناعة الورق ، بجانب العديد من الصناعات التي تقوم علي مادة السيليلوز كمادة خام.

كما يمكن أيضا أستخدام نبات الغاب في مراحل نموة الاولي قبل ان يتخشب كعلف اخضر مستدام طوال العام وكذلك يمكن استخدام الغاب بعد جشة وتجفيفة كعلف حيواني ، فأستخدام القش المعامل بالأمونيا بدلاً من الدريس ممكن أن يوفر أكثر من 500 % من تكلفة الاغذية المعاملة باليوريا .

حيث يوجد داخل معده المجترات "الأبقار، الجاموس، والأغنام، والماعز، والجمال"، أحياء دقيقة نافعة «بكتريا، وبروتوزوا» تقوم بتكسير بروتينات الغذاء داخله وتحوله إلى أمونيا وتصنع منها بروتين داخل جسمها يسمى بروتين بكتيري قيمته الحيوية والغذائية عالية وهو ما يحسن الإنتاج الحيواني من اللبن واللحوم.