مدفع صوت: رفيدة الأسلمية.. أول طبيبة في الإسلام

الأحد، 01 مايو 2022 02:56 م
مدفع صوت: رفيدة الأسلمية.. أول طبيبة في الإسلام
رُفيدة الأسلمية
ريهام عاطف

رفيدة بنت سعد الأسلميّة أو رُفيدة بنت سعد، وقيل كُعيبة بنت سعد الأسلميّة، وقيل الأنصاريّة، وقد بايعت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على الإسلام واعتنقته بعد الهجرة النبويّة، وشهدت مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- غزوتَي الخندق وخيبر، وكانت ذات علم، ومُجيدة للقراءة والكتابة، وصاحبة مالٍ وجاهٍ، فكانت تنفق مالها على عملها في التّطبيب والتمريض، فكانت بذلك واهبةً لمالها وجهدها ووقتها في سبيل الله تعالى، وخدمة مرضى المسلمين وجرحاهم.
 
أوّل مستشفىً ميدانيٍّ في الإسلام
كانت للصحابيّة رُفيدة بنت سعد الأسلميّة -رضي الله عنها- التي مارست التطبيب واشتغلت به خيمة طبيّة في المسجد، يُنقَل إليها الجرحى فتداويهم فيها، لتكون خيمتها هذه بمثابة أوّل مستشفىً ميدانيٍّ في الإسلام، وأوردت الروايات أنّ الصحابيّ الجليل سعداً بن معاذ -رضي الله عنه- حين أُصيب في غزوة الخندق، أمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يُحمَل سعدٌ إلى خيمة رفيدة -رضي الله عنها- في المسجد لتعالجه وتداوي جرحه، كما جاء في الرواية: (لمّا أُصيبَ أَكحُلُ سعدٍ يومَ الخندقِ فثقُل حوَّلوه عند امرأةٍ يُقال لها: رُفَيدةُ، وكانت تُداوي الجَرحى، فكان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا مرَّ به يقول: كيف أمسيتَ؟ وإذا أصبحَ قال: كيف أصبحتَ؟).
 
أول طبيبة في الاسلام
أول طبيبة في الاسلام
 
ونظراً للدور العظيم الذي قامت به رفيدة -رضي الله عنها- قسم لها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من غنائم غزوة خيبر، وجعل لها سهماً كما سهم المقاتل من الغنيمة؛ تكريماً لها وتقديراً لدورها الذي تعدّى نفعه المجاهدين وعامّة المسلمين. 
 
دور الصحابيات
ليؤكد دوررُفيدة بنت سعد الأسلميّة أنه كان للصحابيّات -رضي الله عنهنّ- دور عظيم في خدمة الدعوة الإسلاميّة، والإسهام في رقيّ المجتمع المسلم، ورفده بالكثير ممّا يحتاج إليه من أعمالٍ وخبراتٍ، ومن بين تلك المجالات مجال الطب والتمريض، الذي كان لعدد من الصحابيّات الكريمات دورٌ عظيمٌ في خدمة المسلمين عن طريق إتقانهنّ للطِّبابة والتمريض، وتجلّى هذا الدور واضحاً وجليّاً في الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون، بمداواتهنّ وعنايتهنّ بالجرحى.
 
خيمة التمريض
خيمة التمريض
 
ويؤكد الدور الذي كانت تقوم به روفيدة الاسلامية رسالة الإسلام الفضل والذي غير الكثير مما كان عليه في الجاهلية ومن أهمها إصلاح حال المرأة، فقد كانت المرأة في المجتمع الجاهلي مُهمَلة المكانة ومسلوبة الحقوق، فجاء الإسلام ليعزّز مكانتها، ويؤكّد على عظيم دورها في خدمة المجتمع والنهوض به، ويثبت لها من الحقوق مثل ما للرجل سواءً بسواءٍ، ومصداقُ ذلك ما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنّما النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ)، بل هم كذلك في الجزاء والحساب عند الله تعالى، لا يتفضّل أحدهم على الآخر إلّا بعمله، يقول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). ومع هذه المكانة التي حظيت بها النساء بعد مجيء الإسلام، انطلقت الصحابيّات الجليلات ومن بعدهنّ من النساء من السلف الصالح في الجدِّ والعمل وأخذ أماكنهنّ في ميادين مختلفة من ميادين الحياة، فلَمع عدد منهنّ في مجالاتٍ مختلفةٍ، وسطّر التاريخ بين دفّات كُتُبه أعظم الأمثلة، وأورد أعظم النماذج لنساءٍ كانت لهنّ بصمة في التاريخ الإسلامي؛ لنبوغهنّ في مجالٍ ما، أو لتصدّرهنّ في مواقف عديدة، أو لبراعتهنّ في العديد من المِهن.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق