خيمة صوت: موقعة «عين جالوت».. درس المسلمين للعالم «كسر شوكة التتار»
الثلاثاء، 26 أبريل 2022 01:48 مإيمان محجوب
تعتبر معركة «عين جالوت» التي وقعت في 25 رمضان 658 من هجرة الرسول الكريم هي إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي؛ إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغولي الذي دمر بلاد المسلمين.
وقعت معركة «عين جالوت » بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامي، حيث سقطت الدولة الخورازمية بيد المغول ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة وقُتل الخليفة المستعصم بالله فسقطت معه الخلافة العباسية، ثم تبع ذلك سقوط جميع مدن الشام وفلسطين وخضعت لهولاكو.
وكانت مصر في تلك الفترة تعج بالصراعات الداخلية والتي انتهت باعتلاء سيف الدين قطز عرش مصر سنة 657 هـ / 1259 سلطانا لمماليك مصر.
فبدأ بالتحضير لمواجهة التتار، وقام بترتيب البيت الداخلي لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاي بمن فيهم بيبرس، ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى تُشرع له جمع الضرائب على سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيش، وكان له ما أراد وأصدر العز بن عبد السلام فتوى تجيز جمع الضرائب بشروطٍ خاصة ومحددة، ما إن انتهى قطز من تجهيز الجيش.
حتى سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل «عين جالوت »الذي يقع تقريباً بين مدينة بيسان شمالاً ومدينة نابلس جنوباً في فلسطين، وفيها تواجه الجيشان الإسلامي والمغولي، وكانت الغلبة للمسلمين، واستطاع الآلاف من المغول الهرب من المعركة واتجهوا قرب بيسان، وعندها وقعت المعركة الحاسمة وانتصر المسلمون انتصاراً عظيماً، وأُبيد جيش المغول بأكمله.
كان للانتصار في معركة عين جالوت أثرا كبيرا جداً في روح ومعنويات المسلمين من جهة، وفي طموح المسلمين في تحرير ما بقي من مدن وبلدات العالم الإسلامي التي كانت تقبع تحت احتلالين: الأول الاحتلال المغولي والثاني الاحتلال الصليبي، وتبدد الاعتقاد بمقولة أن التتار لا يمكن أن يُهزموا، وبدأ المماليك في الإعداد لاستعادة هيبة الإسلام بعد غياب دام سنين طويلة.
وجسدت السينما المصرية، بفيلم « واسلاماه » أحداث موقعة « عين جالوت » والاحداث التي سبقتها بإنتاج مصري ايطالي مشترك عن قصة علي احمد باكثير وحوار يوسف السباعي وبطولة احمد مظهر ولبني عبد العزيز وفريد شوقي ورشدي اباظة
وتتلخص قصة الفيلم« قي هروب جلال الدين بن خوارزم شاه ابنته جهاد وابن أخته محمود مع الشيخ سلامة بعد هزيمته أمام التتار ولكن سلامة قام مضطراً بعد أن وضع علامة في كلا الطفلين ببيعهما في سوق العبيد وبيعا هناك ودارات الأيام حتى صار قطز (محمود) مملوكاً عند الأمير عز الدين أيبك وجلنار (جهاد) راقصة عند الملكة شجرة الدر وتعرف قطز على بيبرس وهو من مماليك الأمير فارس الدين أقطاي وبدأ أيبك وأقطاي محاولاتهما للزواج من شجرة الدر للحصول على العرش فتتزوج من أيبك وتقتل أقطاي خشية انقلابه عليها وتقتل فيما بعد أيبك لأنه كان يريد العرش الأمر الذي جعل أرملة أيبك تحاول قتل شجرة الدر.
وبعد شجار مميت بينهما قتلتا معاً ثم وصل رسل التتار وعرش مصر خالٍ من السلطان فيتقدم قطز للعرش ويوافقه الشعب كله غير أنه تردد في دخول المعركة خوفاً على الشعب فتمكن الشيخ العز بن عبد السلام والشيخ سلامة وزوجته جلنار من إقناعه بضرورة خوض المعركة فيقرر قيادة جيش المسلمين مع بيبرس ويخوضها ضد التتار وينتصر عليهم في عين جالوت»