مدفع صوت: فاطمة الزهراء... خير نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة

الثلاثاء، 26 أبريل 2022 01:22 م
مدفع صوت: فاطمة الزهراء... خير نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة
فاطمة الزهراء
ريهام عاطف

فاطمة الزهراء هي فاطمة بنت محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، ابنته من زوجته خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي -رضي الله عنها-، ويُشار إلى أنّ نسل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم يستمرّ إلّا عن طريق فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-.
مولد السيدة فاطمة الزهراء
قبل بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بخمس سنواتٍ وُلِدت فاطمة -رضي الله عنها- ، وبالتحديد في العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، وعليه فقد كان عُمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين ولادتها خمسة وثلاثين عاماً.
زواج فاطمة الزهراء 
وافق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على خِطبة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من ابنته فاطمة الزهراء، ولمّا سَمِعَ علي -رضي الله عنه- جواب النبيّ سجد شُكراً لله -تعالى-؛ لِما تفضّل الله وامتنّ به عليه من مصاهرته لنبيّه، ودعا لهما النبيّ بالبركة، والذرّية الطيّبة.
وشهد على زواجهما جمعٌ من الصحابة، منهم: أبو بكر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وطلحة بن عُبيدالله، والزُّبير من المهاجرين، وغيرهم من أنصار الصحابة، وكان الصدّيق والخطّاب قد خَطبا فاطمة قبل عليّ، إلّا أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ردّهما ردّاً جميلاً، كأنّه أراد أن يخصّ عليّ بن أبي طالب بها.
 وقد رُزِقت السيّدة فاطمة -رضي الله عنها- بعددٍ من الأبناء والبنات، ويُشار إلى أنّ جميعهم كانوا من عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وهم: الأبناء الحسن، والحسين، ومُحسن. البنات زينب، وأمّ كلثوم.
أنا أنصرك يا أبتاه 
كانت فاطمة -رضي الله عنها- تدافع عن أبيها، وأحد تلك المواقف أن فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- رأت أبا جهل يضع على ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الأحشاء، فأسرعت لإزالتها وهي تبكي؛ حرقة على أبيها، وقد كانت تقول له دائماً: "أنا أنصرك يا أبتاه"! وهي فتاة ضعيفة صغيرة السن لا تقوى على ذلك، وإنما لتخفّف عن أبيها وتسانده.
 وقد كانت السيّدة فاطمة -رضي الله عنها- من أحبّ الناس إلى قلب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أهل بيته، ومن مظاهر حبّه لها: طريقة استقبال النبي لها كان يقوم -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة -رضي الله عنها- إذا دخلت عليه، ويُقبّلها على رأسها، ويُجلسها في مَجْلِسه؛ تكريماً لها، ولمنزلتها عنده، وقد روى الإمام البخاريّ في صحيحه عن الصحابيّ المسور بن مخرمة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي)، كما أنّه -صلّى الله عليه وسلّم- كان يكره ما تكرهُه ابنته فاطمة.
مخطوط فاطمة الزهراء
مخطوط فاطمة الزهراء
وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم-  يبدأ بالسلام عليها عند الدخول وعندما يعود من السفرٍ أو الغزوٍ، فيدخل المدينة بعد أن اشتاقت نفسه إليها، ويدخل المسجد فيصلّي فيه ركعتين، ثم يذهب إلى بيت ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، ممّا يدلّ على شدّة حبّه ومودّته لها، وإكرامه إيّاها، وعلى مكانتها ومنزلتها -رضي الله عنها-.
وقد كانت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- أشبه الناس سمتاً وهدياً ودَلّاً برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كما أخبرت بذلك عائشة -رضي الله عنها-، فقالت: (ما رأَيْتُ أحدًا كان أشبهَ سمتًا وهَدْيًا ودَلًّا، والهدى والدال، برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من فاطمةَ كرَّمَ اللهُ وجَهْهَا؛ كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها ، كما كانت أكثر الناس صبراً على الرغم من عِظَم المصائب التي مرّت بها في حياتها، كوفاة أمّها في حياتها عندما كانت صغيرةً وذلك في مكّة المُكرَّمة قبل الهجرة إلى المدينة. فَقْدها لأخواتها حيث فقد في حياتها رقيّة، فأمّ كلثوم، فزينب.
 صعوبة الحياة التي كانت تعيشها يقول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في ذلك: "لقد تزوّجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل، ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها". وكان قد أرشدهما الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى ما يغنيهما عن مُرّ الحياة ومشقّتها، فقال لهما: (ألَا أدُلُّكُما علَى خَيْرٍ ممَّا سَأَلْتُمَا؟ إذَا أخَذْتُما مَضَاجِعَكُما -أوْ أوَيْتُما إلى فِرَاشِكُما- فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، واحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وكَبِّرَا أرْبَعًا وثَلَاثِينَ، فَهو خَيْرٌ لَكُما مِن خَادِمٍ).
وفاة أبيها محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- في حياتها .
كما امتلكت  السيّدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- منزلةً رفيعةً في الإسلام، ويظهر ذلك جليّاً في العديد من الأمور، والتي منها أنّها: خير نساء العالمين كما ورد في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ قال: (حُسْبُكَ من نساءِ العالمينَ مَرْيَمُ ابنةُ عِمْرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحَمَّدٍ وآسِيَةُ امرأةُ فِرْعَوْنَ).
وأيضا سيدة نساء أهل الجنة كانت -رضي الله عنها- سيّدة نساء أهل الجنة، فكما أنّ السيّدة فاطمة -رضي الله عنها- سيّدة نساء العالَمين في الدنيا، فهي كذلك سيّدة نساء أهل الجنة. ومنه قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:(إنَّ هذا مَلَكٌ لم ينزِلْ الأرضَ قطُّ قبلَ اللَّيلةِ، استأذَنَ ربَّه أن يُسلِّمَ عليَّ ويُبشِّرَني بأنَّ فاطمةَ سيِّدَةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ، وأنَّ الحسنَ والحُسَينَ سَيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّةِ).
وفاة النبي
حين دخلت عليه في آخر لحظات حياته، وبعد أن أكرمها، ورحّب بها، وأجلسها إلى جانبه، أسرَّ لها حديثاً فبكت، ثمّ أسرَّ لها مرةً أخرى فضحكت؛ وذلك أنّه أخبرها في الأولى أنّه ميّتٌ، وفي الثانية أنّها أوّل أهله لحاقاً به ،وفي ذلك روى البخاري عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ: فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قُبِضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا. فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ.
وفاة فاطمة الزهراء 
تُوفِّيت السيّدة فاطمة الزهراء في الثالث من شهر رمضان من السنة الحادية عشرة للهجرة النبويّة، وبالتحديد في عهد أبي بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-، فقد صحّ في الحديث عن أبي بكر -رضي الله عنه-: (وعَاشَتْ بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ). 
وكانت قد أوصت قبل وفاتها أن تُغسّلها أسماء بنت عميس -رضي الله عنها-، فغسّلتها مع عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ثمّ صلّى عليها مع العبّاس بن عبدالمطلب -رضي الله عنه وقد أُصيب عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بحُزْنٍ شديدٍ؛ لفَقْده زوجته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-، إلّا أنّه تولّى أمر دفَنها.
قبر فاطمة الزهراء
قبر فاطمة الزهراء
كانت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- أوّل من صُنِع لها النَّعش عند وفاتها كما ذكر ابن عبد البرّ -رحمه الله-؛ وذلك استجابةً لوصيّتها، ، وكان دَفنها في الليل ويرجع ذلك لوصيتها ايضا  وذلك لأنّها كانت تتحرّى الزيادة في السَّتْر.
أمّا قَبْرها -رضي الله عنها-، فقد وردت العديد من الروايات التي تُحدّد مكانه بالتفصيل؛ فقد دُفِنت -رحمها الله- في البقيع بالقُرب من الزقاق التي تَلي زاوية دار عقيل، وقِيل إنّ القبر بالقُرب من زاوية دار عقيل ممّا يَلي د ار أبي نبيه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق