خيمة صوت| مسجد السلطان حسن.. درة العمارة الإسلامية بالشرق الأوسط
الأحد، 24 أبريل 2022 02:46 مإيمان محجوب
مسجد السلطان حسن هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، ويوصف بأنه درة العمارة الإسلامية بالشرق الأوسط، ويعد أكثر آثار القاهرة الإسلامية تناسقاً وانسجاماً، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكية.
قام السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون ببناءه خلال الفترة من 757هـ/1356م إلى 764هـ/1363م خلال حقبة حكم المماليك البحرية لمصر. يتكون البناء من مسجد ومدرسة للمذاهب الأربعة (الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة)، وكان يدرس فيه علوم تفسير القرآن، والحديث النبوي، القراءات السبع.
بدأ بناء جامع السلطان حسن فى مارس سنه 1357م فى مكان كان اسمه سوق الخيل على ارض نائب السلطنه المملوكيه فى الشام فى عصور السلاطين سيف الدين شعبان و سيف الدين حاجى ، و استمر البنا لمدة ثلاث سنوات من غير توقف، وتوفى السلطان الناصر حسن قبل ما ينتهى البنا فأكمله الامير بشير أغا و تم البنا سنه 1363م.
ويقع المسجد حالياً بميدان صلاح الدين (ميدان الرميلة) بحي الخليفة التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، وبجواره العديد من المساجد الأثرية، منها مسجد الرفاعي ومسجد المحمودية، مسجد قاني باي الرماح، مسجد جوهر اللالا، بالإضافة إلى مسجد محمد علي، ومسجد الناصر قلاوون بقلعة صلاح الدين.
وضع تصميم مدرسة الناصر حسن ابن قولون على طريقة التعامد التي تشتمل على أربعة إيوانات يتوسطها صحن مكشوف، وكان المقرر في مشروع بنائها أربعة منارات، فرغ من بناء ثلاث، منها اثنتان تكتنفان القبة بالوجهة الشرقية، والثالثة كانت على الكتف الأيمن للباب العمومي، وسقطت الثالثة سنة 762هـ/1361م، فأبطل السلطان حسن بناء المنارة الرابعة التي كان مقرراً لها الكتف الأيسر، واكتفي بالمنارتين.
وصمم المبنى على هيئة كثيرة الأضلاع، وتبلغ مساحته 7906 متر مربع، حيث يبلغ أقصى طول 150 متر، وأقصى عرض 68 متر، وله أربع وجهات شرقية وغربية وقبلية وبحرية، بالجهة الشرقية القبة والمنارتان، أقدمهما القبلية، ويبلغ ارتفاعها عن صحن الجامع 81.60 متر، ومنارة بحرية والتي سقطت سنة 1070هـ/1659م، وجددت في عهد إبراهيم باشا سنة 1082هـ. حليت أعتاب شبابيك القبة بمقرنصات وعقود غريبة، وطعمت بأشرطة من القاشاني، وحليت نواصيها بعمد من الحجر بها كتابات كوفية.
أما الجهة القبلية للمبنى فبها مدرستي الحنابلة والحنفية، والجهة الغربية تحتها دورة المياه وأمامها الساقية التي كانت توصل المياه إلى المدارس وإلى المسجد.
وتم تزيين العملة المصرية من فئة مائة جنيه برسم صورة مسجد السلطان حسن على وجهها فيما تم رسم صورة أبو الهول على ظهرها، لتفتخر بها بين الأمم، وتظهر للعالم مدى عراقتها وأصالتها وتحضرها، ومن ناحية أخرى لتسلط الضوء على هذه المعالم لتروّج لها تدعيما للسياحة.