الدكتور رشاد العليمي والمجلس الرئاسي
الخميس، 21 أبريل 2022 06:21 م
في تطور هام للملف اليمني تولي الدكتور رشاد العليمي زمام الحكم باليمن الذي كان سعيداً وأصبح اليوم جبلاً من الاحزان، فقد تجاوزت آلامه حجم هضابه وجباله.
وجاء هذا التطور في اختيار الدكتور رشاد العليمي رئيساً للمجلس الرئاسي ليبث الأمل في قلوب الشعب اليمني الشقيق، وليصنع بارقة أمل لليمن وجيرانه، فقد عاني اليمن وربما مازال من حالة الاستقطاب التي مرت عليه طوال فترة ليست بالقليلة، وحاولت أن تنهش في مقدراته وقدراته فجاء اختيار الدكتور رشاد العليمي ليكون طوق النجاه في جبين شعب ودولة بحجم اليمن وحضارته وتاريخه العريق كدولة مدنية هي الأولى بشبه الجزيرة العربية.
فكان هذا الاختيار الذي تمخض عنه حوار الرياض الذي كان تحت رعاية المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وبدعم كامل من اعضاء مجلس التعاون الخليجي ومباركة غير محدودة من قبل الدول العربية ومجلس الامن الدولي.
والدكتور رشاد العليمي وهو الاكاديمي المنخرط في تفاصيل السياسة اليمنية منذ فترة ليست بالقليلة كان له الدور الاهم في دعم الشرعية بعد الدكتور عبد الكريم الارياني، الذي كان يضع املا في شخص رشاد العليمي، فقد كان يعتبره الشخص الاصلح لحكم اليمن الجديد وفق رؤية تحمل التسامح والامل ووفق فكر من التنوير، وربما يكون الارياني من الاوائل الذين تنبؤا بذلك الأمر، ربما بحكم علاقة الصداقة التي كانت تربطهما طويلا سواء فى السلطة او الحياة الحزبية داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، او بحكم معرفته القوية بإيمان رشاد العليمي بمفهوم الدولة وصناعة مؤسساتها الوطنية، فالدكتور رشاد العليمي ربما يكون وجوده حالياً ضرورة تفرضها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتي النفسية التي يمر بها شعب اليمن الشقيق، الذي ضاق بحالة الاحتقان السياسي التي يعيشها منذ ١٢ عاما، فجاء الاختيار معبرا عن إرادة حقيقية للوصول إلى حل مثالي لا يحمل احقاد الماضي.
وقد جاء الاختيار تقديراً لجهود حثيثة قام بها الاشقاء في المملكة العربية السعودية والاشقاء في الامارات، وجهود تحسب لولي العهد السعودى سمو الامير محمد بن سلمان واخيه سمو الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى، والتي جاءت معبره عن المصلحة العليا للشعب اليمني اولاً، وايضاً جاءت معبره عن نوايا صادقة لدي مجلس التعاون الخليجي بضرورة خروج اليمن من ذلك المستنقع الذي ارادت دول فى المنطقة إن تفرضه علي اليمنيين انفسهم، حتى لا تخرج اليمن من هذه الحرب وهذا الصراع المدمر.
وجاء ايمان الاشقاء في الامارات وفي السعودية بأن اليمن يجب أن تعود كسابق عهدها، سعيداً بجهود ابناءه وقوياً بسواعد رجاله وشبابه، وجسوراً بصلابه موقفه تجاه المد الإيراني الذي يريد فرض رؤيته الظلامية على الشعب اليمني الشقيق بغرض زعزعة مناخ الاستقرار الذي تنعم به المنطقة.
لذلك وجب علي الجميع من الدول العربية قادة ومسئوولين دعم الرؤية التي يحملها العليمي من اجل استقرار اليمن، وازالة المناخ العدائي الذي زرعه الحوثي بين ابناء الشعب اليمني الواحد.
فالعليمي قادر علي فعل ذلك بما يمتلك من حس أمنى ورؤيه لمفهوم الدولة، وأيضاً تمسكه اللامحدود بالمنهج السياسي، فهو لم يكن يوماً دموياً ولم يكن يوماً عدوانياً ولم يحمل الحقد لاقطاب الصراع السياسي، لذلك امتلك رصيداً ضخماً من حب الناس.
لكن يظل دعم الاشقاء العرب لخريطة طريق حقيقية تساهم في وحدة الصف هو نقطة البداية لإنهاء هذا النزاع التي استمر اكثر مما ينبغي.
الدكتور السيد على رضوان واصل
رئيس مركز البحر الأحمر للدرسات