أمين مجمع البحوث الإسلامية لـ"صوت الأمة": شكلنا 240 لجنة فتوى لمواجهة الفتاوى الشاذة
الأحد، 17 أبريل 2022 02:00 صحوار : منال القاضي
أبلغنا دول العالم باستعدادنا لتقديم نخبة من الواعظات المدربين جيدا على العمل الدعوى بالخارج.. وعقدنا برنامج تدريبي لواعظات الأزهر الشريف عن "صناعة المفتية"
الدراما عليها دور فعال في مواجهة القضايا المجتمعية واحتواء الشباب والحفاظ على عقولهم في مواجهة الحرب الفكرية
أكد الدكتور نظير عياد الأمين لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف أهمية الدراما وما عليها من دور فعال في مواجهة القضايا المجتمعية، مشيراً إلى أن الأزهر يمثل رأس الحربة في المواجهة ونحتاج إلى الجهات الثقافية والتعليمية في التعاون المثمر من أجل القضية الأسمى.
وأكد نظير عياد في حوار لـ"صوت الأمة" على أهمية المرأة في العمل الدعوي، موضحا دور مجمع البحوث في مواجهة الإسلام فوبيا بدول الغرب.. وإلى نص الحوار.
بداية ما دور المجمع في مواجهة الفتاوى الشاذة من غير أهل التخصص؟
قام المجمع بالعديد من الخطوات الفعالة والملموسة على أرض والواقع من خلال الاحتكاك المباشر مع الناس وسهولة الوصول إليهم، ومن ذلك التوسع في إنشاء لجان فتوى في مختلف مدن محافظات الجمهورية، لمواجهة الفتاوى الشاذة الصادرة من غير المؤهلين وباتوا مرجعيات للناس في القرى والمدن وعدد من ميادين الحياة لمجرد الظهور بسمت معين؛ حتى أدى ذلك إلى التكفير والتفسيق والتبديع وتحريم ما أحله الله من خلال الفتاوى المضللة والمتشددة التي أفسدت وجدان وحياة الناس، وعملت على بث الكراهية والأحقاد ونشر التعصب، حتى وصل عدد لجان الفتوى إلى 240 لجنة، فضلًا عن الربط بين لجان الفتوى ولجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، لضمان سلامة الفتوى خصوصا أن لجنة الفتوى الرئيسة تضم نخبة من الأساتذة ذوى التخصص، وكذلك سهولة وصول المعلومة، وسهولة مراجعة الفتوى ومحتواها، وكذلك التيسير لعمل أرشفة للفتاوى الصادرة عن لجان الفتوى للأزهر الشريف.
ما تعليقك على تأثير الإعلام في نشر الدعوة إلى الله؟
الإعلام نافذة من النوافذ المهمة التي تسهم في عملية البناء.
ما دور المجمع في تجديد الخطاب الديني ومواجهة التطور السريع للتواصل الاجتماعي؟
تجديد الخطاب الديني أحد أهم القضايا المهمة على الساحة كما أنه سمة من سمات الشريعة الإسلامية، لأن الإسلام يحث الداعية على التجديد فى الفكر والعرض والأسلوب والطرح؛ لذا أولى المجمع هذه القضية عناية فائقة في شتى الميادين العلمية والدعوية والبحثية، فعقد الندوات واللقاءات وأطلق القوافل والحملات، كما تعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية لتضييق الخناق على أدعياء العلم ومثيري الفتن، وكذلك إعادة هيكلة لجان الفتوى وتزويدها بأساتذة متخصصين من جامعة الأزهر وربط لجان الفتوى على مستوى الجمهورية باللجنة الرئيسة لكي تسير الفتاوى مقننة ووفق الرقمنة الحديثة التي تنتهجها الدولة المصرية، فتم تشكيل لجنة استشارية ولجنة تنفيذية لمتابعة وضبط الفتوى، وإصدار المؤلفات والأبحاث التي تمس المجتمع وقضاياه، ومن أمثلة ذلك المؤلفات التي تتناول المواطنة والتعايش وحق الانتفاع بمياه النيل، كذلك إنشاء مركز الأزهر العالمي للفضاء والبحوث الفلكية.
ماذا عن دور أكاديمية الازهر في تدريب الوعاظ والواعظات؟
تقوم الأكاديمية بعقد دورات تدريبية وورش عمل للوعاظ والواعظات وتأهيليهم وعرض المستجدات عليهم وكيفية التعامل معها لتكوين عقول قادرة على مسايرة تطورات الأحداث والمجتمعات، وإتقان التعامل مع التكنولوجيا من أجل العمل على تزويد الوعاظ والواعظات بكل ما هو جديد من حيث الجانب العلمي والتقني، مما يزيد من مهاراتهم وينمي من ملكاتهم، مما يسهم في بناء داعية معاصر يفرق بين الثوابت والمتغيرات ومستخدمًا الأساليب والأدوات الحديثة.
هل من ممكن إرسال الواعظات للعمل الدعوي بالخارج؟
ليس لدينا أي مانع من أن تكون المرأة واعظه ومبعوثة أو عضوة في أكبر المؤسسات العلمية الدينية، وبالفعل تم مخاطبة السفارات والقنصليات في جميع دول العالم، وأبلغناهم أنه لدينا واعظات سيدات لديهم المقدرة على السفر والعمل بالخارج ولكن لم يتم طلب واعظات إلى الآن، ونحن على استعداد لتقديم نخبة من الواعظات المدربين جيدا على العمل الدعوى بالخارج.
ما هي أهم المحاور التي تم مناقشتها في القوافل الدعوية وبخاصة في القوافل الدعوية للواعظات في الصعيد؟
تركز القوافل في مجملها على الجانب الفكري الذي يستهدف المواجهة الحاسمة للأفكار المنحرفة والمضللة من خلال مناقشة حية مع الناس، والاستماع إليهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، فضلًا عن توضيح القيم الأخلاقية وبيان دورها في بناء الوطن وتحقيق المحبة والرحمة بين الناس.
وبخصوص الواعظات ومهمتهم في محافظات الصعيد يكون التركيز على تصحيح العادات الموروثة والعمل على بيان ما هو مخالف فيتم التحذير منه، ومن تلك العادات الزواج المبكر وكثرة الإنجاب والأمية وغيرها من الأمور التي تعمل الواعظات على تصحيحها.
ماهي آليات اختيار وعاظ الازهر وكذلك المفتي؟
الواعظ لابد وإن يكون على قدر عال من الثقافة والمعرفة ويتوافر لديه المهارات اللازمة لهذه المهمة، حيث إنه يمثل المنهج الوسطي الأزهري الذي يرسخ للاعتدال والتسامح والحوار وقبول الآخر واحترام التعددية، ومن ثم يتم عقد اختبارات هذه الاختبارات تقوم على ثلاثة مراحل: الاختبار التحريري ثم اختبارًا شفويًا يشارك فيها أساتذة من جامعة الأزهر، لتحقيق الشفافية الكاملة في اختيار أفضل المتقدمين وأكفائهم، ثم المقابلة الشخصية والتي تعتمد على معايير أكاديمية وعلمية دقيقة؛ للكشف عن سمات المتقدم وشخصيته.
بعد تعين المرأة قاضية.. هل من الممكن تعيين مفتيات سيدات في المستقبل وما الشروط الواجب توفرها في المفتية؟
تمثل الواعظات عنصراً دعوياً مهمًا خاصة في هذا التوقيت الذي يعاني فيه المجتمع بمختلف أفراده ومكوناته من تحديات تحتاج إلى إعداد الكوادر النسائية من الواعظات اللاتي يتسمن بسعة الأفق والبعد عن التعصب، وذلك لتبصير الناس بحقيقة هذا الدين.
كما عقد المجمع برنامجًا تدريبيًا لواعظات الأزهر الشريف عن "صناعة المفتية"، في إطار توجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتكثيف البرامج التدريبية والتأهيلية للواعظات، لدعم الدور التوعوي الشامل لهن، والاهتمام بتنمية المهارات الشخصية التي تؤهلهن للمشاركة الفعّالة في مختلف الفعاليات التي ينظمها الأزهر الشريف.
ما دور مجمع البحوث الإسلامية في التصدي لظاهرة الاسلام فوبيا بدول الغرب؟
يعمل الأزهر الشريف بجميع قطاعاته ومن ضمنها مجمع البحوث الإسلامية على نشر الوسطية والاعتدال وبيان سماحة ويسر الدين الإسلامي، ومن يتأمل جهود فضيلة الإمام يراها واضحة جلية لا ينكرها أحد فهذه الجولات الداخلية والخارجية والتي يقوم بها فضيلته تشير إلى حرصة الدائم وعمله المستمر على بسط الأفكار الصحيحة والقضاء على الأفكار الشاذة فمن مؤتمرات علمية إلى لقاءات متعددة ما بين قادة دينيين وسياسيين وتربويين وغيرهم، كل ذلك يؤكد على أن هذه قضية رئيسة أولاها موفور العناية، والمجمع حريص على الوقوف على نتائج تلك اللقاءات وتوصيات المؤتمرات والعمل على ترجمتها الى واقع عملي ملموس يسهم في العلاج.
كذلك فإن جولات شيخ الأزهر الخارجية إلى مختلف دول العالم، تأتي تأكيدا لحرص الأزهر على تفعيل دوره العالمي في إرساء وترسيخ دعائم السلام والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة، في مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يحاول استخدام الدين للتشويش على عقول الناس وتضليل الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة التي تنشر باسم الدين.
ما أكثر الدول التي ترغب في طلب ايفاد اليها وعاظ الازهر؟
نيجيريا من أكثر الدول، ولدينا بها اليوم من 73 إلى 80 مبعوث وهؤلاء تم توزيعهم على الولايات في الأماكن التي تبعد عن المخاطر.
هل يوجد لدينا وعاظ في أوكرانيا أو روسيا؟
كان لدينا 3 وعاظ مبعوثين بدولة أوكرانيا وتم التنسيق مع السفارة وعادوا، وسيتم الاحتفاظ بحقهم في استكمال حقهم للانبعاث إلى أوكرانيا بعد تهدئة الأحوال أو انبعاثهم لأي دولة أخرى، ولكن مع الأحداث الحالية تم استدعائهم حفاظًا على سلامتهم، وسيتم تعويضهم بترشيحهم إلى دول أخرى من ذات المستوى.
ما تعلقيك على تناول الدراما القضايا المجتمعية؟
الدراما عليها دور فعال في مواجهة القضايا المجتمعية، وفى نفس الوقت يمثل الأزهر رأس الحربة في المواجهة ونحتاج إلى الجهات الثقافية والتعليمية في التعاون معنا.
مسألة الوعي مهمة جدا في هذه الحرب الفكرية، وتغييب وعي الشباب أكبر مشكلة، فالبعض منهم ما بين الإغراق في الإلهاء وليس له رؤية في حياته، ولا يملك القدرة على التفكير ولا يستطيع الخروج من واقعه البائس، ومن الناحية الأخرى هناك تيار باسم الدين يستغل الحماس لتلويث عقولهم، وإذا كان نهوض المجتمعات بنهوض أبناءها وكيف يصنع الشباب فرص عمل ينظر من خلالها إلى المستقبل والمجتمع المصري، فكل المعارك التي انتصر فيها المصريون عانوا معاناة شديدة، فإننا في حاجة لمزيد من احتواء هؤلاء الشباب والحفاظ على عقولهم، وهنا يكمن دور الدراما.