مدفع صوت: في رحاب الإمام علي بن أبي طالب أول من أسلم من الصبية
الخميس، 07 أبريل 2022 10:02 صريهام عاطف
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي 13ابن عم نبي الإسلام محمد بن عبد الله وصهره ، من آل بيته، وكافله حين توفي والديه وجده، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
ولد علي بن أبي طالب في مكة وقد أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو أوّل من أسلم من الصبيان.
هاجر علي بن أبي طالب إلى المدينة المنوّرة بعد هجرة محمد بثلاثة أيّام وآخاه محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة ، وقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.
شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها محمد على المدينة ، وقد عُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك وابرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر.
الصحابي علي بن أبي طالب لقبه -رضي الله عنه- بأبي الحسن، وبأبي ترابٍ؛ وهي كُنيةٌ أطلقها عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما وجده راقداً في المسجد وقد أصاب جسده التراب، بعد أن سقط الرداء عنه، فأخذ النبي يمسح التراب عنه، وهو يردّد: (قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ).
علي بن ابي طالب
كان لعلي بن أبي طالب العديد من الإخوة، أشهرهم ثلاثة، وهم: عَقيل، وطالب، وجعفر، وكان علي أصغرهم، وكانت له أختان، وهما: أم هانىء، وجمانة
وقد تكفل النبي -عليه الصلاة والسلام- بعلي بعد أن أصابت قريش في إحدى السنوات أزمةٌ شديدةٌ تضرّر الناس بسببها، وكان أبو طالب كثير الأولاد، فأتاه النبي مع العباس؛ ليكفل كلٌّ منهما أحد أبنائه، فيُخفّفا عنه ضيقه؛ فكَفِلَ العباس جعفر، وكَفِلَ النبي علياً الذي آمن به بعد بعثته.
زوجات علي بن أبي طالب
تزوّج عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعددٍ من النساء وأنجب منهن وهن فاطمة بنت الرسول محمدٍ، وأنجبت له: الحسن بن علي بن أبي طالب الحسين بن علي بن أبي طالب مُحسن بن علي بن أبي طالب زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب .
تزوّج عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعددٍ من النساء وأنجب منهن وهن فاطمة بنت الرسول محمدٍ، وأنجبت له: الحسن بن علي بن أبي طالب الحسين بن علي بن أبي طالب مُحسن بن علي بن أبي طالب زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب .
أم البنين بنت حزام الكلابيّة، وأنجبت له: العبّاس بن علي بن أبي طالب جعفر بن علي بن أبي طالب عبدالله بن علي بن أبي طالب عثمان بن علي بن أبي طالب ، وتزوج ايضا من ليلى بنت مسعود التميميّة، وأنجبت له: عُبيدالله بن علي بن أبي طالب أبو بكر بن علي بن أبي طالب .
تزوج من أم حبيبة بنت زمعة التغلبيّة، وأنجبت له: عمر بن علي بن أبي طالب رقية بنت علي بن أبي طالب ،تزوج من أم سعيد بنت عروة الثقفيّة، وأنجبت له: أم الحسن بنت علي بن أبي طالب رملة الكبرى بنت علي بن أبي طالب ، وأسماء بنت عُميس الخثعميّة، وأنجبت له: يحيى بن علي بن أبي طالب محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب عون بن علي بن أبي طالب كما تزوج من أُمامة بنت أبي العاص، وأنجبت له: محمد الأوسط بن علي بن أبي طالب وخولة بنت جعفر الحنفيّة، وأنجبت له: محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب، المعروف بمحمد بن الحنفيّة
إسلام علي بن أبي طالب
ذات مرّةٍ دخل علي بن أبي طالب على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهو يُصلّي مع السيّدة خديجة -رضي الله عنها-، فسأله عن ماهيّة تلك العبادة، فبيّن له أنّها من شعائر الدين الذي اصطفاه الله لعباده، وأرسل به رسوله، وعرض عليه الإيمان برسالته؛ بتوحيد الله، والتبرُّؤ من الأصنام، فتردّد علي في القبول، وأراد أن يستشير والده في ذلك، فكَرِه النبيّ انتشار خبر الدعوة قبل أن يُعلنها بنفسه، فخيّر علياً بين الإسلام، أو كتم الأمر وعدم إعلام أحدٍ به.
فبات عليّ ليلته تلك يُفكّر في أمر الدعوة حتى وقع الإيمان في قلبه، فغدا إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- طالباً منه أن يُعيد عليه ما دعاه إليه أوّل مرّةٍ، فكرّر عليه النبيّ الشهادتَين، والتبرُّؤ من اللات والعُزّى، فأسلم عليّ، ونطق الشهادتَين، وكتمَ إيمانه.
هجرة علي بن أبي طالب
ذكر ابن عبّاس -رضي الله عنه- قصّة فداء عليّ للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما أراد المشركون التربُّص به، وقَتله؛ حيث نام علي ليلة الهجرة إلى المدينة في فراش النبيّ- عليه الصلاة والسلام-، فبات المشركون ليلتهم يظّنون أنهّم يحاصرون رسول الله في بيته، إلّا أنّه كان قد سار إلى الغار، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، فتفاجؤوا بوجود عليّ نائماً في فراشه، فسألوه عن النبيّ، فأجابهم بأنّه يجهل مكانه ، ثمّ هاجر عليّ -رضي الله عنه- إلى المدينة بعد هجرة النبيّ إليها بثلاث ليالٍ بعد أن أدّى الأمانات التي كانت لدى الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى أصحابها؛ إذ كلّفه النبيّ بذلك.
علي بن أبي طالب والغزوات
شارك عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الغزوات جميعها، ولم يتخلّف إلّا عن غزوة تبوك؛ حيث استخلفه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يومئذٍ على المدينة المُنوَّرة، وفي كل الغزوات أظهر علي بن أبي طالب براعته وحكمته وقوته.
خلافة علي بن أبي طالب
بُويِع لعليّ -رضي الله عنه- بالخلافة في أوائل السنة الخامسة والثلاثين للهجرة؛ حيث أجمع المسلمون مهاجرون وأنصار على اختياره خليفةً للمسلمين؛ لفضله ومكانته، فزانَ الخلافة، وشرَّفَها بقَدره وعدالته، فكانت بيعته بيعة اجتماعٍ ورحمةٍ بالأمّة.
تغيّرت عاصمة الخلافة في عهد علي بن ابي طالب -رضي الله عنه-؛ بسبب التطوُّرات التي فرضت نفسها في تلك الفترة، فأصبحت الكوفة عاصمة الخلافة، ومحور الأحداث، بينما تحوّلت المدينة المُنوَّرة إلى ولايةٍ يرأسها سهل بن حنيف الأنصاري.
وفي عهد علي -رضي الله عنه- لم تتوسّع الفتوحات الإسلامية ، واستمرّ تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، ومراعاتها كما كان سابقاً، إلّا أنّ اهتمامات الناس في عهده تغيّرت، فأصبحوا ينظرون إلى أوضاع الولايات الداخليّة، بعد أن كان جُلّ اهتمامهم مُنصَبّاً على الفتوحات، ومناطق الثغور.
سار عليّ بالناس على نَهج عمر بن الخطّاب؛ فتشدّد في مَنح الأُعطيات للولاة؛ بسبب قلّة الفتوحات، واشتدّ على قريش؛ فمنع خروجهم من الجزيرة بعد أن تفرّق الناس في الأمصار.
علي
مناقب عليّ بن أبي طالب
كانت لعليّ -رضي الله عنه- الكثير من المناقب، والفضائل، والتي يُذكَر منها: اعتباره أحد الصحابة العشرة الذين بشّرهم رسول الله بالجنّة.بجانب منزلته العظيمة من رسول الله ، فقد قال له عندما استخلفه على المدينة يوم تبوك: (ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي).
كما تآخي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- معه حينما آخى بين المهاجرين والأنصار في المدينة المُنوَّرة بعد الهجرة.
قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للمسلمين في عليّ: (اللَّهمَّ مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ اللَّهمَّ والِ من والاهُ وعادِ من عاداهُ).
اعتباره من أهل بيت النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً.
استشهاد علي بن أبي طالب ومكان دفنه
كان عليّ -رضي الله- عنه يعلم أنه سيموت قتلاً، فقد بشّره النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنه سيُقتل شهيداً فقال: (أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْقَى الناسِ رَجلينِ؟ أُحَيْمِرُ ثمودَ الذي عقَرَ الناقَةَ، والذي يضْرِبُكَ يا عَلِيُّ عَلَى هذِه، حتى يَبُلَّ مِنْهَا هذِه)، يعني لِحيتَه، وقد استُشهِد -رضي الله عنه- على يد ابن ملجم، حيث جلس يراقب موضع خروج عليّ -رضي الله عنه-، فلمّا خرج ذات يومٍ يوقظ الناس للصلاة ويقول: "الصلاة الصلاة"، ضربه ابن ملجم بالسيف إلى جانب رأسه، فسال دمه الشريف على لحيته. واستُشهِد عليّ -رضي الله عنه- ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلةٍ مضت من رمضان من السنة الأربعين للهجرة، وقد اختلف العلماء في مكان دفن علي رضي الله عنه، فقال ابن تيمية وابن سعد وابن خلكان -رحمهم الله- إنه دُفِن في الكوفة وتحديداً بقصر الإمارة، وقال عبد الله العجلي إنه دُفن بالكوفة بمكانٍ غير معلوم، أما الحافظ أبو نعيم فقال إنه دُفن بالكوفة ثم نُقل إلى المدينة المنوّرة بواسطة ابنه الحسن بن علي رحمه الله، وقال إبراهيم الحربي إن مكان قبر علي -رضي الله عنه- غير معلوم.