خوفا من المجهول.. أوروبا تسعى للتخلي عن الاعتماد على الغاز الروسي وتلجا لإفريقيا لإنقاذها

الأحد، 03 أبريل 2022 12:26 م
خوفا من المجهول.. أوروبا تسعى للتخلي عن الاعتماد على الغاز  الروسي وتلجا لإفريقيا لإنقاذها
رضا عوض

يبدو أن السؤال الملح الأن في أوروبا هو هل يمكن أن تستغني القارة العجوز عن الغاز الروسي؟ الحقيقة أن الفكرة قد تبدو صعبة بالنظر إلى حجم الغاز الروسي الذي تستهلكه أوربا، والتي تعتمد عليه بنسبة 40% من احتياجاتها، ويصل معظمه عبر خطوط أنابيب يامال-أوروبا الذي يعبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، و"نورد ستريم1" الذي يذهب مباشرةً إلى ألمانيا؛ أكبر مستهلك للغاز الروسي عالمياً.

وتسعى المفوضية الأوروبية وقف شراء الغاز الروسي قبل عام 2030، وقد قدمت تعهداً جديداً لخفض مشترياتها من الغاز الروسي بمقدار الثلثين قبل نهاية العام

وأكد مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد يسعى في الفترة الحالية إلى تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية، لا حظرها تماماً، مع رفض ألمانيا وهولندا لمقترحات حظر صادرات النفط الروسي.

هنا يظهر السؤال الأهم وهو هل سيمكن لأفريقيا تعويض أوربا وتزوديها بالغاز بدلا من روسيا؟ الواقع يقول أن الدول الأفريقية المصدرة للغاز لا يمكنها تعويض الغاز الروسي، فالجزائر علي سبيل المثال، والتي تعتبر عاشر أكبر منتج للغاز في العالم شحنت الغاز الطبيعي المسال في عام 2021 إلى الأسواق الأوروبية، وهو ما جعلها تأتي في المرتبة الرابعة بين مصدري الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. والتي تعتبر ألمانيا واحدة من أكبر أسواقها.

وأعربت الجزائر عن استعدادها لزيادة صادرات الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال، ولكن احتياطيات الجزائر من الغاز غير كافية، علاوة علي معاناة الجزائر من بعض المشاكل السياسية مع جارتها المغرب وهو ما القي بظلاله على خط أنابيب نقل الغاز، فالعقد بين شركة الطاقة الجزائرية الحكومية سوناطراك ووزارة الطاقة المغربية لم يتم تجديده، كما أن المشكلة الرئيسية بالنسبة للجزائر هي أن خط الأنابيب يمر عبر الأراضي المغربية، وقد دفعت الجزائر حتى الآن 10 % من الغاز كرسوم للمملكة، لمروره في أراضيها.

كما ظهر مشروع ضخم في نيجيريا، بعد أن وافقت الجزائر والنيجر ونيجيريا على بناء خط أنابيب للغاز عبر الصحراء الكبرى بطول أكثر من 4 آلاف كيلو متر، حيث سيوصل هذا الأنبوب الغاز عبر الدول الثلاث إلى أوروبا.

ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، سينقل خط الأنابيب 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا بعد اكتماله، إلا أن هذه الفكرة ليست جديدة، ولكن لفترة طويلة لم يسمح الوضع الأمني في المنطقة والتوترات بين الجزائر والنيجر بإكمال المشروع.

الجدير بالذكر أن نيجيريا من بين البلدان العشر الأولى التي تملك أكبر احتياطي من الغاز في العالم، ولكن لن تتمكن نيجيريا من لعب دور فعال في إمداد السوق الأوروبية بالغاز، بسبب نقص الإمكانات وضعف البنية التحتية لا تكاد تسمح بمزيد من الإعانات والكفاءة المطلوبة.

الغريب أن أوروبا تعتمد  بشكلٍ حصري على الغاز الروسي، ويبرز في هذا الجانب جمهورية شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوفا، كما أنّ الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي، بلغ نسبة تجاوزت الـ 90% بالنسبة لفنلندا ولاتفيا، بينما وصل إلى 89% بالنسبة لصربيا.

أما بلجيكا فبلغت نسبة استيرادها للغاز الروسي 77%، وألمانيا 49%، وإيطاليا 46%، وبولندا 40%، وأما فرنسا فوصلت النسبة إلى 24%، وهذه الإحصاءات وفق الوكالة الأوروبية للطاقة.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً في بداية شهر مارس 2022، جاء فيه أن ترك أوروبا للغاز الروسي سيكون طويل المدى، حيث "ستستغرق القارة معظم العقد لتخليص نفسها من تلك إمدادات الغاز الروسية"، مشيرةً إلى أنّ أوروبا ستستمر في الشراء من روسيا، وإذا ما استمرت أسعار الطاقة في الارتفاع، فإنّ الأموال التي تدفعها أوروبا لروسيا سترتفع لتصل إلى متوسط 850 مليون دولار يومياً في النصف الأول من عام 2022.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة