لمعاقبة الكرملين.. أوروبا تدرس التخلى عن الطاقة الروسية
الأربعاء، 23 مارس 2022 04:00 م
تتولى الولايات المتحدة دور القيادة فيما يتعلق بالتنسيق المشترك بين الدول الرافضة للعملية الروسية في أوكرانيا مما تسبب في حالة من التوتر التي سيطرت على عواصم العالم.
«حظر النفط الروسي».. أحد الوسائل التي تتبناها أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا كآخر التطورات المتعلقة بمحاولة حصار الاقتصاد الروسي وإعلان دول أوروبية انها تدرس اتخاذ الخطوة أيضا بالتزامن مع قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة بروكسل لدعم القضية الأوكرانية.
وفقا شبكة سي ان ان، ستنظر أوروبا في الانضمام إلى حظر تقوده الولايات المتحدة على النفط الروسي هذا الأسبوع حيث يبحث الغرب عن طرق جديدة لمعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن حربه المدمرة في أوكرانيا، حيث سيناقش في قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كان سيتم التخلص من أكبر مورد للنفط إلى المنطقة، بعد أن التزموا بالفعل بخفض استخدام الغاز الطبيعي الروسي بنسبة 66% هذا العام.
قال وزير الخارجية الدنمركي: «علينا أن نناقش كيف يمكننا دعم «أوكرانيا» بشكل أكبر ، سياسيًا واقتصاديًا ، بالمساعدات الإنسانية والأمن ، كل شيء على الطاولة. حتى نتمكن من ضمان أننا سنفعل ما في وسعنا لوقف بوتين وعدوانه على أوكرانيا"، وأضاف "من المهم مع العقوبات الاقتصادية أن تستمر على هذا المسار».
وتعد روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من التأثير المروع للعقوبات المالية الغربية غير المسبوقة والحظر الذي أعلنته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإنها تواصل جني مئات الملايين من الدولارات يوميًا من صادرات الطاقة، وتؤيد دول أخرى في الاتحاد الأوروبي فكرة ضرب أصول روسيا بفرض عقوبات.
ووفقا للتقرير، يعتمد الاتحاد الأوروبي حاليًا على روسيا في حوالي 40% من الغاز الطبيعي. كما تزود روسيا بحوالي 27% من واردات النفط، و46% من واردات الفحم.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال زعماء الاتحاد الأوروبي إن الكتلة لا يمكنها بعد أن تنضم إلى الولايات المتحدة في حظر النفط الروسي، بسبب تأثير ذلك على الأسر والصناعات التي تتصارع بالفعل مع الأسعار المرتفعة القياسية. وبدلاً من ذلك، قالوا إنهم سيعملون نحو موعد نهائي بحلول عام 2027 لإنهاء اعتماد الكتلة على الطاقة الروسية.
وفي نفس السياق، حظرت كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا بالفعل واردات النفط الروسي، مما أثر على ما يقرب من 13% من صادرات روسيا.
ومع ذلك ، ربما تزداد حدة الرأي السياسي في أوروبا مع تكثيف روسيا لهجماتها على المدن الأوكرانية ، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين وإجبار الملايين على الفرار من ديارهم.
وقالت الشبكة الامريكية ان القرار سوف يعود إلى بلدان مثل ألمانيا ، أكبر مستهلك للطاقة في أوروبا ، فضلاً عن دول أخرى تشتري الكثير من الغاز الروسي مثل المجر وإيطاليا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن البلاد «تعمل بأقصى سرعة» لإنهاء اعتمادها على روسيا ، لكنها ، مثل بعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى ، لم تستطع التوقف عن شراء النفط الروسي بين يوم وليلة، واضافت: «إذا استطعنا كنا فعلنا ذلك تلقائيًا».
وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، حتى بدون حظر الاتحاد الأوروبي يواجه العالم أكبر صدمة في إمدادات الطاقة منذ عقود وأشارت الوكالة الى ان روسيا قد تضطر إلى تقليص إنتاج النفط الخام بنسبة 30% ابتداء من الشهر المقبل بسبب تراجع الطلب.
وقالت وكالة الطاقة الدولية ، والتي تراقب إمدادات الطاقة للاقتصادات المتقدمة الرائدة في العالم ، إن الإنتاج الروسي قد ينخفض بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا، واضافت: "لا يمكن التقليل من الآثار المترتبة على خسارة محتملة لصادرات النفط الروسية إلى الأسواق العالمية".
على الجانب الاخر، طالب نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، واشنطن بالكف عن «شيطنة روسيا»
وقال ريابكوف، إن الولايات المتحدة تدفع بالأمور نحو قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، مضيفا أن روسيا تصر على ضرورة تطبيع الحوار مع الولايات المتحدة، موضحا أن الاتصالات مع الولايات المتحدة مستمرة على مستوى السفارات وعلى مستويات أخرى، مشددا على عدم رغبة روسيا فى إغلاق القنوات الدبلوماسية الروسية لدى الولايات المتحدة، وقال إن الولايات المتحدة لا تبدي استعدادا للاستمرار في الحوار مع روسيا في قضايا الاستقرار الاستراتيجي، متابعا: «لا يوجد رغبة لدى الجانب الأوكراني في أخذ مطالبنا بعين الاعتبار».
في نفس السياق، حذر ديميترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الاثنين من الحظر النفطي الذى اقترحه أعضاء الاتحاد الأوروبى، قائلا إنه سيضغط على أوروبا وليس على الولايات المتحدة.
وتقول روسيا أن الحظر سيؤدى إلى قطع إمدادات الطاقة عن العديد من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، مما قد يتسبب فى اضطرابات اقتصادية.
وقال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، «مثل هذا الحظر سيؤثر بشكل خطير للغاية على سوق النفط العالمية وسيؤثر بشدة على توازن الطاقة فى القارة الأوروبية».
ينقسم الاتحاد الأوروبى حول مقدار العقوبات المفروضة على النفط الروسى بسبب الحرب فى أوكرانيا، ويقول البعض أن هجوم روسيا على ماريوبول، الذى وصفه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل بأنه "جريمة حرب واسعة النطاق"، يتطلب عقوبات على قطاع الطاقة الكبير فى الكرملين.
ويشير آخرون إلى اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية ويقولون أن الإجراءات الروسية الإضافية، مثل استخدام الأسلحة الكيماوية أو قصف كييف، تستحق جولة خامسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي. يعتمد الاتحاد الأوروبى على روسيا فى 40% من إجمالى وارداته من الغاز، أى أكثر بكثير من الكمية المصدرة إلى الولايات المتحدة.
وقال بيسكوف عن حظر نفطى محتمل: «سيبقى الأمريكيون كما هم وسيشعرون أفضل بكثير من الأوروبيين.. سيكون هذا صعبًا على الأوروبيين - مثل هذا القرار سيؤثر على الجميع».