جزر الكوريل.. صراع بين روسيا واليابان يدخل على خط حرب أوكرانيا
الثلاثاء، 22 مارس 2022 12:30 م
ألقت الحرب الأوكرانية، بظلالها على بعض الخلافات الحدودية بين روسيا واليابان، خاصة المتعلقة بجزر الكوريل، المتنازع عليها بين الدولتين منذ عقود.
فبعد أن اتخذت اليابان موقفا مناهضا للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قررت موسكو الاثنين الانسحاب من المفاوضات الخاصة بالجزر.
وترجع أزمة جزر الكوريل لأربعينات القرن الماضي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما ضمتها روسيا، لتصبح محور نزاع إقليمي بين الدولتين، ولا تزال اليابان تطالب بها.
وتقع جزر الكوريل شمال جزيرة هوكايدو اليابانية، وتضم أربع جزر بين شبه جزيرة كامشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية، وتمتد على شكل قوسين تفصل بحر أخوتسك عن المحيط الهادئ. تقطع مسافة بنحو 1200 كم. وتبلغ مساحتها الكلية 10.5 ألف كيلومتر مربع.
ومن أحد الأسباب التي تدفع اليابان إلى المطالبة بعودتها هى أن الجزر تتمتع بثروات كبيرة من نفط وغاز ومعادن، بالإضافة الي مخزونها الوفير من الثروة البحرية.
وكانت روسيا عرضت، قبل عامين على اليابان إعادة جزيرتين من أصل أربع جزر ولكن اليابان رفضت العرض مُعربة عن أملها بأن تعيد روسيا كل الجزر.
وما زالت جزر الأرخبيل الجنوبية وهي ايتوروب وكوناشير وشيكوتان وهابوماي موضع نزاع بين روسيا واليابان التي تعتبرها تابعة لمحافظة هوكايدو.
وفي عام 2018 ، استؤنفت المحادثات الروسية اليابانية بشأن إعادة توحيد الجزر مع اليابان، خلال اجتماع قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال الأخير إن الطرفين اتفقا على تسريع عملية التفاوض بشأن معاهدة سلام تستند إلى الإعلان السوفيتي الياباني المشترك لعام 1956.
لكن يبدو أن النزاع على الجزر في طريقه للتعقيد أكثر، بعد أن أعلنت روسيا وقف المحادثات بشأنها رداً على فرض اليابان عقوبات بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
أبدت الحكومة اليابانية رد فعل غاضب، بعد إعلان روسيا إنهاء المفاوضات مع اليابان بشأن جزر الكوريل، وعلّق رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الثلاثاء، على إعلان موسكو قائلا: «سلوك روسيا غير مبرر أو مقبول على الإطلاق»، مسجلا احتجاج طوكيو «الشديد».
من جانبها قالت روسيا أن وقف المفاوضات مع اليابان رد فعل على «خطوات غير ودية» من جانب طوكيو، كما ألغت روسيا اتفاقًا لسفر اليابانيين بدون تأشيرة إلى جزر الكوريل بعد انضمام اليابان إلى العقوبات الغربية ضد روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
وألقت موسكو باللوم على طوكيو قائلة إن الحكومة اليابانية «اختارت عمدًا مسارًا معاديًا لروسيا بدلًا من تطوير تعاون متبادل المنفعة وعلاقات جوار».
ولعقود أدى النزاع الإقليمي على جزر الكوريل إلى توتر العلاقات بين البلدين، وفي عام 1956، وقع الاتحاد السوفيتي واليابان إعلانًا مشتركًا، وافقت فيه موسكو على النظر في إمكانية تسليم جزيرتين إلى اليابان في حالة إبرام معاهدة سلام. وكان الاتحاد السوفياتي يأمل بأن يقتصر الأمر على هذه النقطة، بينما اعتبرت اليابان الصفقة جزءًا فقط من حل هذه القضية، ولم تتخل عن مطالباتها بجميع الجزر.