أسلحة الدب في "كييف".. منجم ذهب للولايات المتحدة في سوق الهيمنة

باتت المعدات روسيا العسكرية في أوكرانيا، بمثابة منجم ذهب للاستخبارات الأمريكية، بعد أن استولت عليها قوات أوكرانية خلال الصراع الدائر، إذ تقدم الأسلحة إطلالة على بيانات القيادة والسيطرة المشفرة التي تحتويها.

وكشفت لقطات لم يثبت صحتها، في وسائل الإعلام الأوكرانية، أن قوات كييف استولت على مركبات قيادة من طراز "تي-72"، وصواريخ حرارية مثبتة على دبابات "تي أو إس-1 1A" وعدد من الطائرات الروسية، منها "سو-34".

وعرضت شركة الصناعات الدفاعية الأوكرانية المملوكة للدولة، جوائز مالية كبيرة لأي شخص يتمكن من الاستيلاء أو اختطاف مقاتلة أو مروحية روسية، بلغت قيمتها مليون دولار، بشرط تكون مقاتلة سليمة عاملة.

ويرى الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي، مايك جيسون، أن العتاد الروسي ضخم، وحال حصول أوكرانيا على المعدات العسكرية ستكون هناك تداعيات قريبة وأخرى طويلة المدى، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وأوضح إن من بين التأثيرات القريبة معرقة كييف والاستماع إلى أوامر القيادة الروسية، ما يتيح لها التحرك وفقها، أما الآثار طويلة المدى هو أن المعدات يمكن هندستها بشكل عكسي، على سبيل المثال، لإرسالها إلى معمل استغلال استخباراتي أجنبي كبير.
وأوضح أن أجهزة مثل أجهزة اللاسلكي إذا كانت ما تزال سليمة، يمكن أن تحتوي على ما يسمى بمعلومات "التشفير" المهمة، ما يعطي نظرة ثاقبة للاتصالات المشفرة بروسيا.

وقال أحد ضباط الحرب الإلكترونية في الولايات المتحدة، "لدينا أشخاص يعملون بشكل سري يحاولون الحصول على معدات طوال الوقت، وأوضح أن ذلك لن يكون مفيدا، لأن دولة بحجم روسيا، قادرة على اتخاذ إجراءات لتجنب اختراق أنظمتها في حال وقوع أسلحتها بيد أعدائها، فضلا عن أن معدات التشفير أقل أهمية هذه الأيام لأن القيمة موجودة في المفاتيح، وهي تتغير طوال الوقت".

ومن جانبها كانت تتخوف واشنطن من إرسال معداتها العسكرية إلى أوكرانيا خشية وقوعها في أيدي الجيش الروسي، مشيرة إلى أنها أنظمة أسلحة أكثر تقدما وباهظة الثمن، بما يتجاوز المنصات الأبسط مثل أنظمة صواريخ "ستينجر" (أرض-جو).

وكان مسؤول أمريكي ومصدر بالكونجرس كشفا تسليم الولايات المتحدة إلى أوكرانيا المئات من صواريخ ستينجر المضادة للطائرات خلال الأيام الماضية، بما في ذلك أكثر من 200 صواريخ، بداية الشهر الجاري.

ووجه الأوكرانيون مناشدات عديدة للولايات المتحدة لتزودهم بالمزيد من الأسلحة خاصة المضادة للطائرات والدبابات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن أوكرانيا قادرة على تلقي "المعدات العسكرية" التي تحتاجها.

وبحسب شبكة "سي.إن.إن"، يتخوف المسؤولون الأمريكيون من تقديم أحدث الأسلحة للأوكرانيين حتى لا تقع في أيدي الروس الذين يمكنهم سرقة التكنولوجيا الأمريكية.