بعد تهديده بقرب صواريخ موسكو لدول الناتو .. هل ينجح "زيلينسكي" في جر الغرب للحرب الروسية الأوكرانية؟
الإثنين، 14 مارس 2022 10:11 ص
تصريح أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موجه للغرب، عندما قال صراحة إن صواريخ روسيا اقتربت من دول حلف الناتو، في إشارة منه للضربات الروسية التي قد تطال بلدان مجاورة عضوة في حلف شمال الأطلنطي، وهو ما فسره بعض الخبراء بأن الرئيس الأوكراني يسعي بطريقة ذكية لجر الغرب للمواجهة الروسية الأوكرانية، خاصة بعد أن شعر زيلينسكي بأن البلدان الغربية " باعته " واكتفت ببيانات الشجب والإدانة والعقوبات الاقتصادية علي روسيا، دون أن يكون هناك تحركا فعليا علي الأرض بإرسال قوات الناتو لمساعد الجيش الأوكراني.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بفرض منطقة حظر طيران فى سماء أوكرانيا، محذرا من سقوط الصواريخ الروسية على أراضي دول حلف شمال الأطلسي الناتو.
وقال زيلينسكي في فيديو بثته وكالة الأنباء الأوكرانية، إنه تم إجلاء أكثر من 100 ألف مواطن عبر 10 ممرات آمنة، مؤكدا: "سننتصر لأننا نستطيع كأوكرانيين أن ندافع عن بعضنا البعض".
في المقابل، فإن كل الترجيحات تقول بأن الغرب لن يستجيب للضغط الأوكراني لجره للمعركة، خاصة بعد تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام من كل مَن يحاول التدخل في شؤون بلاده أو إيقافها عن عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وهو ما أكد عليه بعض الخبراء، والذين أشاروا إلي أن "الناتو أعلن موقفه من التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا مبكرا، عندما أكد على أن أوكرانيا ليست دولة ناتو ولا تنطبق عليها المادة الخامسة من ميثاق تأسيس التحالف، وبأن الناتو ليس طرفا عسكريا في الصراع.
هذا التصريح لم يكن الوحيد الذي حاول إيضاح موقف الناتو مبكرا من الحرب الروسية الأوكرانية، فقد تبعه تصريحات من الرئيس الأمريكي جو بايدن تناقلتها وكالات الأنباء العالمية التي قالت أنه عندما يشتبك السلاح الروسي الأمريكي تكون الحرب العالمية الثالثة، التي لا يرغب فيها هو أو شركاؤه الأوروبيون".
وأضاف بايدن: "بناء على ذلك حصر الناتو دوره في التحرك السياسي ودعم نظام كييف بالأسلحة وخاصة الصواريخ المحمولة المضادة للدروع الأمريكية وبريطانية الصنع وصواريخ دفاع جوي محمولة "استينجر"، كذلك دعم قوات الناتو شرق أوروبا بتعزيزات عسكرية من قوات برية وجوية وعناصر من القوات المعاونة، منها طائرات سيادة f-35 من ألمانيا لدول البلطيق".
وأوضح أنه "كان من غير المقبول أو الممكن ضم أوكرانيا للناتو قبل أو أثناء التوتر، نظرا لأنه لا تتوفر فيها شروط الانضمام، لأنها في حالة حرب وتوجد قوات أجنبية على أراضيها وتعاني احترابا أهليا، كذلك يعترض على ضمها أكثر من 8 دول أعضاء الناتو منهم المانيا وفرنسا، علاوة على نية الناتو المسبقة عدم التصعيد مع روسيا بتجاوز خط أحمر وهو ضم أوكرانيا أو جورجيا أو أي دولة".
الغريب أن هذه المحاولة من جانب الرئيس الأوكراني لجر الناتو للمعركة لم تكن الأولي، فقد سبقها محاولة في الأسبوع العاشر من بدء الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، عندما هاجم زيلينسكي، حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعدما رفض فرض حظر طيران فوق أوكرانيا، قائلا: "وافق الناتو عمدا على قرار عدم إغلاق الأجواء فوق أوكرانيا، ونعتقد أن دول الناتو نفسها اخترعت رواية مفادها أن إغلاق الأجواء فوق أوكرانيا سيؤدي إلى عدوان روسي مباشر ضد الناتو".
كما وجه الرئيس الأوكراني اتهاما لحلف الناتو بالضعف، خاصة بعد القمة التي عقدت، مشيرا إلى أن القمة ضعيفة ومشوشة، وتظهر أنه ليس الجميع يعتبر النضال من أجل حرية أوروبا هو الهدف الأول.