شهدائنا.. وسام على جبين الوطن

الرئيس السيسى في «يوم الشهيد»: مصر ستظل موجودة بشكل يليق بتضحيات الشهداء

السبت، 12 مارس 2022 07:00 م
الرئيس السيسى في «يوم الشهيد»: مصر ستظل موجودة بشكل يليق بتضحيات الشهداء
يوم الشهيد- أرشيفية
محمد أبو ليلة

حلت الأسبوع الماضي الذكرى الـ 53 لاستشهاد الجنرال الذهبي الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، الذي استشهد على جبهة القتال في التاسع من مارس عام 1969.
 
كل عام تحتفي مصر والقوات المسلحة بهذا اليوم باعتباره يوم الشهيد المصري، تخليدًا لذكرى رحيل الفريق أول، عبد المنعم رياض، الذي ظل حتى استشهاده نموذجًا لنمط القيادة داخل المؤسسة العسكرية المصرية، قبل أن يكتب له القدر نهاية، ستظل تخلّد سيرته ومسيرته.. فور عودته من العراق، بعد المشاركة في اجتماع رؤساء أركان حرب جيوش الجبهة الشرقية، توجَّه الفريق عبد المنعم رياض في مارس ١٩٦9، إلى الخطوط الأمامية لجبهة القتال المباشر مع إسرائيل.. كان متسلحًا ككل عنصر في القوات المسلحة، بعقيدة النصر أو الشهادة.
 
وسجل محمد حسنين هيكل في مقالته بالأهرام تفاصيل استشهاد البطل قائلا": انطلق يطوف بالمواقع في الخطوط المتقدمة، يتحدث إلى الضباط والجنود، يسألهم ويسمع منهم، ويرى ويراقب ويسجل في ذاكرته الواعية، وفي أحد المواقع التقى بضابط شاب، وكانت حماسته للشباب مفتوحة القلب ومتدفقة، وقال له الضابط الشاب، ولم يكن هدير المدافع قد اشتد بعد: سيادة الفريق... هل تجيء لترى بقية جنودي في حفر موقعنا؟ وقال عبد المنعم رياض بِنُبل الفارس الذي كأنه طول حياته، وبالإنجليزية التي كانت تعبيرات منها تشع كثيراً سلسة وطيعة على لسانه:
 
 Yes. By all means – 
 
أي: نعم، وبكل وسيلة.. وتوجه مع الضابط الشاب إلى أكثر المواقع تقدماً، الموقع المعروف برقم 6 بالإسماعيلية، وفجأة بدأ الضرب يقترب، وبدأت النيران تغطي المنطقة كلها، وكان لابد أن يهبط الجميع إلى حفر الجنود في الموقع، وكانت الحفرة التي نزل إليها عبد المنعم رياض تتسع بالكاد لشخصين أو ثلاثة.
 
وانفجرت قنبلة للعدو على حافة الموقع، وأحدث انفجارها تفريغ هواء مفاجئ وعنيف في الحفرة التي كان فيها عبدالمنعم رياض، وكان هو الأقرب إلى البؤرة التي بلغ فيها تفريغ الهواء مداه، وحدث له شبه انفجار في جهاز التنفس، وحين انجلى الدخان والغبار كان عبدالمنعم رياض مازال حيث هو، وكما كان، إلا تقلصات ألم صامت شدت تقاطيع وجهه المعبر عن الرجولة، ثم خيط رفيع من الدم ينساب هادئاً من بين شفتيه، وتنزل قطراته واحدة بعد واحدة على صدر بذلة الميدان التي كان يرتديها بغير علامات رتب، كما كان يفعل دائماً حين يكون في الجبهة ووسط الجنود.
 
ولم يكن لدى أطباء المستشفى في الإسماعيلية وقتا طويلا للمحاولة، برغم أمل ساورهم في البداية، حين وجدوا جسده كله سليماً بلا جرح أو خدش، لكنها خمس دقائق لا أكثر ثم انطفأت الشعلة، وتلاشت تقلصات الألم التي كانت تشد تقاطيع الوجه المعبر عن الرجولة، لتحل محلها مسحة هدوء وسلام، ورضى بالقدر واستعداد للرحلة الأبدية إلى رحاب الله.
 
والأربعاء الماضى شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الندوة التثقيفية الـ 35 للقوات المسلحة، بمناسبة "يوم الشهيد"، وقال الرئيس السيسي أن "معدلات التقدم في الجيش والشرطة لم تتوقف لحظة في أصعب الأوقات.. ولم يتوقف ابدا لا جندي ولا ضابط صف ولا ضابط، نفس المعدلات هي هي ويمكن زادت ومش ببالغ".
 
وشهدت الندوة عرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تخص ذكرى يوم الشهيد، وعلق الرئيس السيسى على ما تم عرضه بقوله أن الشهداء "قدموا أرواحهم ودمائهم والمصابين اللى قدموا جزء من أجسادهم علشان تفضل مصر هي مصر.. العهد مننا، زى ما هما حرصوا أنها متضعش.. احنا كمان نحرص على أنها تفضل موجودة.. مش موجود بس كده.. لا.. موجودة بما يليق بدم وروح كل شهيد"، مضيفاً: "لما بدأت المعركة مع الإرهاب في 2013 و2014 ولغاية شهور قليلة مضت.. كانت كل الناس بتقول الموضوع ده هيفضل كده على طول.. الكابوس ده هياخدنا وياخد ولادنا.. الشر لا يمكن أن ينتصر على أهل الخير.. مهما كان بشاعة وقسوة وغباء وجهل تصرفهم وعدوانهم.. لا يمكن أن تنجح.. الخير في النهاية هينجح".
 
وتابع الرئيس السيسي: "كنا بنقول يا ترى نحاربهم والبلد تستنى كده.. ولا نحاربهم والبلد نبنيها كده.. القرار الحرب والبناء.. والشغل واحنا بنقاتل.. ومحدش كتير بيعمل كده.. وده كان من فضل ربنا علينا".
 
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشكر والتقدير والاعتزاز والتحية لاسرة كل شهيد وكل مصاب، وأضاف الرئيس السيسي: "الحقيقة كنت عاوز دايما اسمعكم الكلام اللى بيقوله الأسر والأهالي الاب والام والزوجة اللى قدموا أبناءهم أو أزواجهن كلام عجيب والله، انهم بيتكلموا كده ويقولوا الكلام ده، لكن طالما فيه مصر شعب، وأسر زي مانتوا شايفين، كلهم أسرنا.. ناس كلهم بساط زينا.. واللى راح سند وضهر وضنا.. أبدا كل كلمة تتقال كلمة طيبة رائعة.. مستعدين ونقدم أكتر والأب يقولي وأنا كمان من فضلكم".
 
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن معاناة أهالى الشهداء، قائلآ: "فراق الابن أو الزوج أو الأب صعب.. بشكر اللى قدموا العرض الدرامى عن تضحية الشهداء.. الكلام ده قلته قبل كده.. يا مصريين.. اللقطة دى أو الفقرة دى.. ده ثمن كبير اوى اندفع علشان كلنا نعيش.. فأقل تمن ندفعه إننا نحافظ اللى هما ضحوا من أجله شبابنا زينة شباب مصر من كل حتة.. من جيش وشرطة وقضاء.. حتى المواطنين العاديين". 
 
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتركيز على عرض حياة ضباط الجيش والشرطة، قائلا: "النهاردة لو الشئون المعنوية سواء في الجيش أو الشرطة جابت القصص الحقيقية لكل شهيد هتجدوا كنز من الوفاء والإنسانية اللى ممكن يقدم للناس ويقولهم شوفوا دى بيوت مصرية عادية خالص.. متوسطة أو اقل من المتوسطة.. يعنى مفيش غير أنفسهم يقدموها.. أكثر حاجة يقدموها".
 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "شعب مصر العظيم.. أيها الشعب الأبى الكريم.. نحتفل اليوم معا بذكرى عزيزة على نفوسنا، نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا الوعد وبذلوا كل غالي ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريما آبيا مرفوع الرأس.. رجال رفضوا الاستسلام، وأثروا المقاومة بشرف وبسالة ضاربين المثل لأجيال من بعهدهم". 
 
وأضاف الرئيس السيسي: "مصر الحرة الكريمة تستحق منا كل فداء وتفانى وتضحية.. ويمثل الاحتفال بيوم الشهيد كل عام.. مناسبة متجددة لتكريم أبناء مصر المخلصين الذين ضحوا من أجل هذا الوطن الخالد، ليستمر نابضا بالحياة.. مثمرا بالخير والسلام والنماء، ونتذكر معا تلك التضحيات التي قد لا يشهر بحجمها الهائل، إلا ما قدم لمصر شهيدا أو مصابا روى بدمه تراب هذا الوطن.
 
 وتابع الرئيس السيسي: "هذا اليوم المشهود نكرم فيه ليس أرواح الشهداء الأبطال الأبرار من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل.. أو أي مواطن يؤدى دوره بتفان وإخلاص على اتساع الوطن، وإنما نكرم فيه أيضا عطاء الصامدين الذين يحملون مسئولية هذا الوطن، ليحيا شعب مصر العظيم، في سلام وأمان واستقرار".
 
وأكد الرئيس السيسي، أن مصر غنية بأبنائها الأوفياء جيلا بعد جيل مسلمين راية الوطن مرفوعة خفاقة ومنتصرة بعزة وكرامة، وأن هذه الراية لن تنتكس أبدا بإذن الله، ثم بفضل عزيمة هذا الشعب العظيم وأصالته وتضحياته.
 
كما شهدت فعاليات الندوة التثقيفية الـ 35 للقوات المسلحة، "عطاء وخلود" بمناسبة يوم الشهيد، عرض فيلم تسجيلي بعنوان: "الجيش الأبي"، والذي استعرض النقلة النوعية للقوات المسلحة المصرية، للحفاظ على الأمن القومي المصري والمنطقة العربية، من خلال ثوابت الدولة المصرية التي تحافظ على أمنها القومي ومصالحها، واستعرض تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما تحقق من انجازات لدعم القوات المسلحة. 
 
كما استعرض الفيلم التسجيلي "الجيش الأبي"، أبرز وأحدث الأسلحة والمعدات المختلفة التى انضمت إلى القوات المسلحة المصرية، فى مختلف القطاعات مثل التطوير فى القوات الجوية وتطوير الاسطول البحري وغيرها، والتطوير فى منظومة التسليح، وتطوير أنظمة صواريخ ذاتية الحركة، ومواكبة أحدث ما توصل إليه العلم العسكري بجانب التطوير الكبير في مجال التصنيع الحربي.
 
وشهدت فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، فيلما تسجيليا آخر بعنوان: "بطل بيسلم بطل"، والذي استعرض حياة الشهداء، واستعرض لمحات من حياة الفريق عبد المنعم رياض الجنرال الذهبى، الذى استشهد على جبهة القتال في يوم 9 مارس من عام 1969، لتخصص الدولة المصرية يوم 9 مارس للاحتفال بيوم الشهيد، والذى كان نعم القدوة والمثل لأجيال من الأبطال.
 
كما شاهد الرئيس السيسي فيلما تسجيليا بعنوان: "سيرة من نور" حيث لخص الفيلم تاريخ الجنرال الذهبي الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض.
 
وتحدث النقيب أحمد نجيب من سلاح المشاة في القوات المسلحة، عن خدمته، وتفاصيل إصابته خلال العمليات العسكرية ضد العناصر الإرهابية والتكفيرية في سيناء، قائلا: "بدأت حكايتي من الصعيد.. ومنذ أن حلمت أن ادخل الكلية الحربية من 2011 في ظروف صعبة تمر بها البلاد.. وكل يوم كنت أشوف تمثال الشهيد البطل عبد المنعم رياض".
 
 وأضاف خلال كلمته في الندوة التثقيفية الـ 35 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد: "اتخرجت من الكلية الحربية وخدمت في شمال سيناء، وتعلمت من الأبطال هناك معاني التضحية والدفاء، وكل شهيد بيرتقى إلى ربه كان بيزيد الإصرار جوانا أننا نجيب حق الشهداء، متابعا: "في يوم كان هناك تحرك لمداهمة البؤر الإرهابية شديدة الخطورة، وتم القضاء على كل العناصر الإرهابية.. ولأن الارهابى جبان خسيس لا يقدر على المواجهة.. تم وضع قنبلة ناسفة أسفل المدرعة مما أدى إلى استشهاد الشهيد المجيد وليد السيد عبد السميع.. وأنا أصبت ببتر فوق الركبة، وقطع في الأربطة.. وده خلى جوايا إصرار كبير.. وشفت الأمر إن فيه حتة منى سبقتنى إلى الجنة". 
 
في تعليق صوتي بالفيلم، قال الفنان يحيي الفخراني: "الشهيد حدوتة مصرية ألوف مؤلفة وأسماء كتير.. ناس ربنا اختارهم يثبتولنا ان في حياتنا حاجات تستاهل اى تضحية نقدمها".
 
وأضاف الفخراني: "علشان كده هيفضل دايما رمز وطاقة إيجابية بنتحرك بيها لقدام.. نبني ونعمر بلادنا ونرسم ملامح بكره اللى جاي بكل وضوح".
وقال الكاتب عبد الرحيم كمال، على باب كل بيت شهيد في مصر هتلاقى تاج من نور فخلى بالك من النور انحنى لان في البيت ده بيحبك لأنه قدم روحه فداءك، متابعا: "الشهيد مدد، والمدد معنى ميعرفوش العدو، علشان كده دائما عدونا مهزوم ومحروم".، وأضاف: "مصر معاها سر النصر".
 
بدوره، قال أسامة قبيل من علماء الازهر الشريف، إن الموت عمره ما كان فناء، والإسلام دين عطاء والازهر يستكمل رسالته في مواجهة الفكر الظلامي.
وأضاف: "أطمئن كل ام شهيد واسرته وولاده وبقولهم ان الشهيد في أعلى منزلة وأحسن مكان لازم نؤدى دورنا ونكون قد المسؤولية ونبني بلدنا مصر".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق