من أحمد عزمي إلى شيما الحاج.. «نجوم الخطايا على طريق التوبة»

فى عالم الفن هناك الكثير من النجوم تعرضوا لكبوات وتعثروا خلال مسيرتهم الفنية، بعضهم قادته الكبوات نحو الابتعاد عن الشهرة والعزلة، والبعض الآخر لم تمنعه من النهوض سريعًا، واستثمار هذا التعثر فى تعويض ما فاته والصعود مرة أخرى إلى مكانه المعهود أو ربما تجاوزه والتربع على القمة وتحقيق نجاح غير مسبوق، ولعل من أبرز تلك العثرات أو الكبوات التى يقع فيها النجوم هى التورط فى أحد القضايا والتعرض لعقوبة السجن، وهناك قصص كثيرة وحالات متعددة لنجوم واجهوا هذا الأمر خلال طريقهم المهنى، كان أخرهم الفنان أحمد عزمي، الذي تألق في عدة أعمال درامية كان أشهرها “عباس الأبيض في يوم الأسود”، وغيرها من الأعمال، إلا أن القضايا الجنائية أجبرته عن الابتعاد وفقد أسرته ايضًا.

 

ففي مطلع أبريل عام 2014، تمكنت أحد الأكمنة الأمنية بمدينة شرم الشيخ من القبض على الفنان أحمد عزمي، وبحوزته مجموعة من أقراص مخدر “الترامادول” داخل سيارته، وتحرر محضر بالواقعة، والتحفظ على الفنان لحين عرضه على النيابة العامة، وفي 27 من نفس الشهر، قضت محكمة جنايات شرم الشيخ بحبسه ستة أشهر مع الشغل، فضلاً عن غرامة ألف جنيه في قضية تعاطي “مخدر الترامادول.

 

وفي 30 أبريل 2016، غادر عزمي سجن الزقازيق العمومي بعد انتهائه من مدة عقوبته، وذكر حينها أنه تعلم الكثير من تجربة السجن، وعرف من هم أصدقائه الحقيقيين الذين وقفوا بجانبه وقت الشدة ولم يتركوه، وأن أكثر شيء كان يبكيه داخل محبسه الظلم الذي وقع عليه، ونجله الذي كان لا يحب أن يرى والده في مثل هذا الموقف.

 

ولم يخسر عزمي حريته خلال مدة العقوبة التي أمضاها في سجن الزقازيق فقط، ولكنه خسر أيضاً زوجته ورفيقة عمره بعد أن طلبت الطلاق عقب القبض عليه، فضلاً عن أن مستقبله الفني أصبح مهددا، ويواجهه شبح إعتزال التمثيل،فوفقا للوائح نقابة المهن التمثيلية،يمنع منح تصريح بمزاولة المهنة لأى شخص تم اتهامه فى قضايا جنائية أو مخلة بالشرف ولابد من رد اعتبار الممثل قضائيا حتى يسمح له بممارسة المهنة.

 

وصرح “عزمي”، عقب خروجه، بأنه كان يمر بمرحلة نفسية صعبة بعد مقتل شقيقه الأصغر في حادث سرقة، ما دفعه للذهاب إلى طبيب نفسي، والذي كان يصرف له أدوية ممنوع تداولها وتسبب الإدمان، مضيفا لما روحت شرم الشيخ كان حواليا مجموعة من الأشخاص ودخلت في دوامة الكحول اللى هو بداية لكل مفسدة، وبدأت تعاطي المخدرات، ودخلت في اكتئاب مع انفصالي عن زوجتي بعد ما إدمان الممنوعات تسبب في تأثر علاقتي بزوجتي وابني، وقامت زوجتي بطلب الخلع، عشان تبعد هي وابنها عن هذه الأجواء"، ولفت عزمي إلى أنه لا يلوم زوجته السابقة على رد فعلها، مشددًا على أن تصرفاته وقتها كانت خاطئة.

 

وعن القبض عليه في القضية السابق ذكرها، قال: “كان معي صديقة إنكليزية، وصرفها الضابط ومعها السائق، وأثناء التفتيش عثر على الأقراص المخدرة ولا أعلم من أين جاءت؟ وبدأ الضابط يغضب، حينما وجدني أرد عليه بشكل قاطع مطالباً منه تطبيق القانون والتعامل معنا على هذا الأساس، وحينما أخذنا اعتقدت أنه سيقوم بعمل محضر سب، لكنني فوجئت بهذا المحضر.

 

وأوضح أحمد عزمي أنه بعد خروجه من السجن كان يشعر بالخجل مما حدث، لكنه أيضًا كان حزينًا على فكرة عدم إعطاء فرص ثانية له في المجال الفني، وعدم إسناد أدوار له، إلى أن بدأت الاستعانة به مجددًا في أعمال فنية بعد التأكد من إقلاعه عن الممنوعات تمامًا، مثلما فعل معه الفنان يحيى الفخراني في مسرحية "الملك لير" والراحل وحيد حامد في مسلسل "الجماعة".

دينا الشربيني

قبل 8 سنوات، تعرضت الفنانة دينا الشربيني لأزمة كبيرة وأصبحت محور حديث الجميع والرأي العام، بعد القبض عليها في إحدى الشقق التي كانت تتردد عليها لشراء المخدرات، وأمرت النيابة آن ذاك بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، واعترفت "دينا" بتعاطيها مخدّر الهيروين ونفت علاقتها بالكمية الكبيرة من المخدرات التي ضُبطت في الشقة، وجرى الحكم عليها بعام سجن وغرامة 10 آلاف جنيه، لتخرج خلال عام 2014.

 

وكان صرح رئيس النقابة حينها الفنان أشرف عبد الغفور، ووكيل النقابة الفنان سامح الصريطي، أن منع الشربيني من مزاولة المهنة يأتي بموجب المادة السادسة من قانون النقابات الفنية، والذي يقضي بمنع أي شخص من مزاولة المهنة طالما حُكم عليه في قضية جنائية أو مخلة بالشرف والأمانة، إلا في حالة صدور حكم قضائي برد اعتباره.

دينا وعدت كل محبيها أنها لن تعود للمخدرات مرة ثانية، وأكدت لهم أنها تعلمت كثيرًا من تجربتها القاسية في السجن، وظلت لمدة سنة كاملة تحاسب نفسها، حتى عادت مرة أخرى لحياتها الطبيعية ومزاولة المهنة  .

منى فاروق وشيما الحاج

قبل ما يزيد عن 3 أعوام، وتحديدا في مطلع يناير 2019، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو نسب لـ منى فاروق وشيما الحاج، وتضمن الفيديو عددا من المشاهد المخلة، واعترفت منى فاروق فيما بعد أن الفيديو حقيقي وهي الموجودة فيه مع شيما الحاج.

 

لم تمض أيام قليلة حتى ألقت قوات الشرطة القبض على منى وشيما، وقبل ضبطهما مباشرة جاء أول تصريح لمنى فاروق بعد أزمتها مع الفيديو، ونفت أن يكون لها أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باستثناء حساب موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام"، والذي ظهرت فيه "لايف"، أمس، تتحدث فيه عن أنها قد تنتحر بسبب تلك الأزمة.

بعد 22 يوما، ألقت الاجهزة الأمنية القبض على منى فاروق وشيما الحاج، وذلك بعد التأكد من أنهما بطلتي الفيديو المنتشر عبر "السوشيال ميديا، ووجهت لهما النيابة تهمة "ارتكاب فعل فاضح، والتحريض على الفسق، ونشر فيديوهات إباحية"، رغم نفي علاقتهما بمسرب الفيديو.

 

 جاء في تحقيقات النيابة أن الفنانتين كانتا في سن صغيرة، ويبلغان حينها 18 عاما فقط، مؤكدين "كنا صغيرتين"، واعترفتا بأنهما كانا في كامل وعيهما خلال تلك الجلسة الخاصة، ولكن لم تعلم منى فاروق، أنه كان يجري تصويرها، وظنت أنه تصوير خاص لتفاجئ بالفيديو المنتشر عبر "السوشيال ميديا"، وفي منتصف 2019، قررت الدائرة 10 جنايات القاهرة، إخلاء سبيل منى فاروق وشيما الحاج، على ذمة التحقيقات.

منى فاروق تعتذر وتعلن توبتها

حاولت منى فاروق، بعد إخلاء سبيلها التواصل بشكل أفضل مع جمهورها، ومتابعيها، فأنشأت حسابا خاصا بها على فيس بوك، ولكنها ظلت تتعرض لانتقادات وهجوم كبير من متابعيها في كل مرة تنشر صورة لها، أو تكتب منشورا، وشاركت صورها وهي مريضة فانتقدها البعض. 

 

رد منى فاروق، كان دوما أن تلك التعليقات ستصل بها إلى الانتحار، فكتبت في تعليق على منشور لها على فيس بوك: "إنتو عارفين إن ردودكم دي ممكن توصل أي حد للانتحار! ربنا يهديكم". 

 

الموقف نفسه تكرر مع منى فاروق ، حين نشرت صورة لها مع صديق، علقت عليها: "دمه خفيف أوي"، وتعرضت لانتقاد مرة أخرى، ولم تحتمل الهجوم الشديد والتذكير بأزمتها لترد قائلةً: "إنتو مبتسمعوش عن حالات الانتحار؟ ولما بتشوفوها بتستغربوا.. المشكلة إنه بيكون انتو السبب وعموما ربنا يجزيكم خير".

 

وقالت إنها منذ 8 أشهر تحاول العمل ولكن كل الأبواب قد أغلقت في وجهها، فتوجهت إلى دبي للعمل، "طول الوقت بتعامل إني منبوذة في المجتمع وجيت دبي عشان اشتغل أي حاجة مش شرط التمثيل، أي شغل مش لاقية فرصة بقالي شهر قعدة في البيت ولا حد عاوز يتعامل معايا".

 

وأضافت مهما حاولت أعمل قوية أنا مش قوية، كفاية إنى أعمل مش واخدة بالي طول الوقت، وأنا تعبت وعمالة أتعامل إن الموضوع عادي وهومش عادي، ومخنوقة أوي من شهر 2 لشهر 6، أنا برة الدنيا وعايشة ميتة، ويوم ما قالوا لي إني أخدت إخلاء سبيل أنا وقعت من طولي مش مصدقة بجد والنبي يا رب يكون الناس مبيضحكوش عليا وأخويا وأمي يشهدوا على ده". 

 

وقالت منى في الفيديو إنها لا تستطيع إيجاد مخرج لها من تلك الأزمة، "أنا غلطت أنا عارفة وبعتذر جدا لو كنت ضايقتكم.. بس أنا غلطت في حق نفسي.. مأذتش حد ومقطعتش رزق حد ولا ظلمت حد زي ناس كتير ما بتعمل.. وده غلط أكبر من الغلط اللي أنا عملته.. أنا بس الفرق بيني وبين ناس كتير إن ربنا سترهم وفضحني أنا.. وأنا راضية بحكمه وعدله الحمد لله.. بس أنا بحاول أعيش ومش عارفة.".

 

وأضافت باكية، "معنديش أملاك ولو كنت زي ما انتوا فاكرين كان زمان معايا فلوس دلوقت، إنما أنا عايشة اليوم بيومه حرفيا، وتعبت وزهقت، وعايزة اشتغل واصرف على نفسي وعلى أهلي، فلما تقفلوا عليا أبواب الحلال هيبقا قدامي حل إني أشتغل حاجة حرام وده أنا مش هعمله.. أو أموت وارتاح.. وتقريبا مقداميش حل غير الموت وإني انتحر".

 

وأكملت في الفيديو، "والله أنا عارفة اني غلطت وبعتذرلكم جدا وبحاول اتظاهر إني كويسة وأنا مش كده.. أنا بتجيلي كوابيس لحد دلوقت وعايشة على أدوية وتعبت خلاص من كتر ما أنا منبوذة.. حتى اللي بيتعاملوا معايا كأن مفيش حاجة أنا والله ملاحظة وبعمل كأني مش واخدة بالي.. ومش عارفة أعمل إيه.. أنا اتفضحت واتعاقبت واعتذرت.. وعايزه اشتغل بالحلال في أي شغلانة مش شرط تمثيل.. عايزة أعيش بس مش عارفة لأن الكل بيتجنبني".

شيما الحاج تعلن توبتها بأداء مناسك العمرة

فيما نشرت الفنانة شيما الحاج، عبر حسابها الرسمي على انستجرام، بعد أزمتها مقطع فيديو لها وهي تؤدي مناسك العمرة، بمكة المكرمة، وظهرت ، وهي ترتدي الحجاب ، وعلقت قائلة: على أطهر مكان في الدنيا الحمد الله قعدت ادعيها والحمد الله أن ربنا استجاب.  شكرًا ليكم اللي انتوا دعيتولي مش هنسى حد وهدعيلكم كلكم

سامح عبد العزيز

في 2017 تم القبض على المخرج سامح عبد العزيز وتم سجنه فى حكم هو الأسرع بتاريخ محاكم الجنايات المصرية، حيث قضت محكمة الجيزة من أول جلسة بمعاقبته بالسجن 3 سنوات وتغريمه 50 ألف جنيه، لاتهامه بحيازة وتعاطي المواد المخدرة، رغم طعن فريق الدفاع ببطلان إجراءات ضبط موكله وتفتيشه، لعدم وجود إذن من النيابة العامة، وعدم وجود حالة تلبس، وتم الإفراج عن عبد العزيز بعد وضع اسمه في قوائم العفو الرئاسى عن المساجين بمناسبة 25 يناير، ضمت اسم المخرج سامح عبد العزيز المتهم بحيازة المخدرات.

 

وعقب خروجه من السجن، أكد المخرج سامح عبد العزيز، أنه تعلم الكثير من التجربة والأزمة الذى كان يمر بها الفترة الماضية، لافتاً أنه بعدما خرج للنور قرر اتخاذ العديد من الخطوات المختلفة ويضعها فى حياته.

 

وأضاف عبد العزيز، "أنا بخير والحمد لله وكنت فى تجربة بشرية ثرية وعظيمة وتعلمت الكثير منها، وستدفعنى للأمام دائماً ولن أنظر خلفى مطلقاً".