آمنين أينما كنتم..

تنفيذ أكبر خطة لإجلاء المصريين من أوكرانيا وتوفير خروج آمن عبر الحدود

السبت، 05 مارس 2022 06:00 م
تنفيذ أكبر خطة لإجلاء المصريين من أوكرانيا وتوفير خروج آمن عبر الحدود
أرشيفية
كتب- محمود علي

العائدون: شكراً يا ريس وكلنا ثقة أن الدولة لن تتركنا

ليست مصادفة أن تكون مصر أول دولة تضع خطة خروج أمن للمصريين المتواجدين في أوكرانيا، وتكون الجالية المصرية أول يعود إلى أرض الوطن.. لإن السوابق تؤكد أن مصر لا تدير خططها بمنطق الصدفة، وإنما بتخطيط مسبق، وخير شاهد على ذلك أن كانت اول دولة تخرج الجالية المصرية من مدينة ووهان الصينية في بداية تفشى فيروس كورونا، كما انها كانت سباقة في إخراج المصريين من أفغانستان بعد حدوث التقلبات الأمنية بها، وهو المشهد الذى تكرر في مواقف أخرى كثيرة.

كل هذه الشواهد والمواقف تؤكد أن المصريين في الخارج "أمنين أينما كانوا"، لانهم في عين وعقل الدولة المصرية، وتؤكد ان مصر فى عهد الرئيس السيسى تعتبر جميع أبنائها بالخارج أمانة لديها وتبذل جهوداً جبارة للحفاظ عليهم.

 في الأزمة الأوكرانية الجارية وضعت الحكومة بتكليف مباشر وتوجيهات مشددة من الرئيس عبد الفتاح السيسى خطة لإجلاء المصريين من أوكرانيا، خطة اشتركت فيها وزارة الخارجية عبر سفارات مصر في أوكرانيا والدول المحيطة بها، ووزارة الطيران المدنى، ووزارة المصريين في الخارج.. خطة كان من نتيجتها أن وصلت أول طائرة تحمل العائدين على مطار القاهرة الدولى مساء الثلاثاء الماضى.

كانت البداية حينما أعلنت السلطات الأوكرانية يوم الخميس 24 فبراير في أعقاب إعلان موسكو بدء عملية عسكرية، إغلاق جميع أجواءها أمام الملاحة الجوية، مما أدى إلى إثارة القلق لدى الجاليات العربية المتواجدة داخل البلاد، خوفا من عدم قدرتهم على الخروج واستمرار معاناتهم وسط تصعيد عسكري، من الجانبين سيصطدم خلاله المدنيين بعدم توفر السلع الأساسية والبنزين والكهرباء، فضلا عن انتشار قطاع الطرق.

من هذه اللحظة بدا التحرك المصرى، من خلال تواصل مباشر للسفارة المصرية بكييف مع المصريين المقيمين هناك، وتعريفهم بخطة الخروج الآمن عبر الحدود الأوكرانية مع رومانيا وبولندا وغيرها من الدول التي تحركت فيها سفارات مصر إلى الحدود لاستقبال المصريين، حتى حينما ورد إلى وزارة الخارجية معلومات بشأن إصابة المواطن المصري "محمد سعد رجب محمد زايد" بعيارين ناريين في أوكرانيا، والذي كان متواجدا حاليًا في إحدى المُستشفيات في مدينة خاركوف شرقي أوكرانيا؛ حتى تدخلت السفارة ورغم صعوبة الموقف على الإرض، تحركت لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيلاء المواطن المصري الرعاية التامة، وتقديم كافة أوجه الدعم له بالشكل المُناسب وبصورة عاجلة، في ضوء الوضع المتأزم حاليًا في عموم الأراضي الأوكرانية، كما استقبل مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج عائلة المواطن يوم 27 فبراير الجاري، حيث طمأنهم على حالته الصحية، وأكدَّ لهم على قيام السفارة في كييف بإيلائه العناية المطلوبة.

وعلى الحدود الأوكرانية كانت هناك فرق دبلوماسية مصرية تعمل على مدار الساعة لتيسير استقبال المواطنين المصريين العابرين لحدود أوكرانيا باتجاه هذه الدول، والعمل على توفير كافة أوجه الرعاية اللازمة لهم، بما في ذلك تسهيل الانتقال وتسكينهم في الفنادق ومقرات مؤقتة للإقامة، وكان من نتيجة ذلك استقبال السفارة المصرية في كلٍ من وارسو وبوخارست لمجموعة من المواطنين المصريين الذين غادروا الحدود الأوكرانية باتجاه كل من بولندا ورومانيا، حيث قدمت لهم السفارتين كل أوجه الرعاية اللازمة، بالتنسيق مع السلطات البولندية والرومانية الصديقة.

نجاح تسفير المواطنين المصريين من رومانيا بعد عبورهم الحدود الأوكرانية

وأسفرت جهود الدولة عبر مختلف مؤسساتها عن تسيير رحلة مصر للطيران إلى بوخارست الثلاثاء الماضى، والتي وصلت إل مطار القاهرة مساء وعلى متنها 181 مواطنًا مصريًا "175 من الطلاب المصريين و6 من فريق الهلال الأحمر والحجر الصحى"، بعدما ساعد السفير صلاح الدين عبد الصادق مُساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج الذى سافر إلى  بوخارست، مع السفير مؤيد الضلعي سفير مصر في رومانيا، في مُتابعة الإجراءات الخاصة بسفر المواطنين المصريين التي تضطلع بها السفارة، وإنهاء كافة الترتيبات الإجرائية والتنظيمية والطبية ذات الصلة، أو تلك الخاصة بالأوراق الثبوتية للمواطنين، فضلًا عن الفحوصات المتعلقة بفيروس كورونا المُستجد.

كما استقبلت السفار المصرية في بولندا حتى الأربعاء 453مواطن مصري، وقال السفير حاتم تاج الدين، سفير مصر في وارسو، أنه بالتنسيق مع السلطات البولندية تم ترتيب تنقلات مواطنينا انطلاقًا من المعابر الحدودية إلى العاصمة وارسو، فضلًا عن تسكينهم في الفنادق، وبذل كافة الجهود للاطمئنان على استقرار أوضاعهم المعيشية.

العائدين من أوكرانيا: أصبح للمصريين مكانة وقيمة

من جانبه قال أحمد إبراهيم زهران، من قرية العجوزين بمركز دسوق بكفر الشيخ، وأحد العائدين من أوكرانيا، أنه بعد اندلاع العمية العسكرية قطع أحمد مسافة طويلة بين أوكرانيا ورومانيا برفقة عدد من زملائه هروبا من هول الحرب، مشيراً إلى أنه والعشرات من الطلاب والطالبات يسكنون مدينة دبيرو إحدى المدن الأوكرانيه، ومع الساعات الأولى للحرب قرر تأسيس جروب على الواتس لدعوة كل الطلاب والطالبات بالعودة سريعا لمصر، وكانت الاستجابات سريعه، وخلال ساعات قليلة كان 150 طالبا وطالبه مستعدين للعودة، ومن خلال التواصل بالجهات المعنية بالدولة والتي مدت لنا يد العون، ومن خلال الجالية المصرية والتي أثبتت بالتعاون مع الدولة أن المصريين يد واحدة في وقت الشدائد، تم الاتفاق على الانتقال لأفضل حدود، فكان الاختيار رومانيا.

وقال أحمد: وفرت السفارة المصرية برومانيا وسيلة مواصلات، وانتقلنا للحجرات المخصصة للإقامة، ووجدنا كل الترحاب وتوفير مستلزماتنا، وعرفنا أن هناك طائرة وجه بها الرئيس السيسي، رئيس الجمهورية وبالفعل انتقلنا للمطار بكل يسر وسهولة، حتى عدنا لأرض الوطن، مؤكداً: كنا على ثقة بأن الدولة لن تترك أبنائها، وهذا ما وجدناها منذ تولي الرئيس السيسي مهام البلاد فأصبح للمصريين مكانة وقيمه، فكل التحية والتقدير للرئيس وكل أجهزة الدولة".

 من جهته قال أحمد أبو بكر، من قنا، وطالب الطب بأوكرانيا، أن جميع الطلاب في أوكرانيا بخير وعلي تواصل مع بعضهم البعض حتى يخرجون من تلك المحنة، مشيراً إلى إنه بعد بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا شعر الطلاب بالخوف، وبدأ الجميع فى المساعدة والتعاون في توفير النقود التي تكفي احتياجاتهم، ولأول مرة يجد تزاحم كبير على المحلات والبنوك منذ الساعة الأولى التى أعلن فيها الحرب على أوكرانيا، لافتًا إلى أن قراءات الطلاب للمشهد كانت تتوقع أن تصل المناوشات إلى حرب بين البلدين.

وأكد أحمد أبو بكر أن وزارة الخارجية كانت على تواصل مع الطلاب والمصريين المقيمين هناك، مشيرًا إلى أن الأيام الماضية كانت فترات حزينة للطلاب وسط مخاوف من الحرب، وخوف الأسر على أبنائهم المتواجدين هناك، ولكن الدولة تقوم بجهود كبيرة لعودة جميع الطلاب من أوكرانيا، مضيفا أن الجامعة أعطت الطلاب إجازة لمدة 3 أشهر حتى تهدأ الأوضاع.

وأكد علي فاروق، رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا: نعمل كفريق عمل مع السفارة المصرية، حيث نقوم بنقل الطلاب عبر أتوبيسات إلى الحدود التي تشهد تكدس كبير من كافة الجاليات، لكن استطاعت فرق العمل المصرية نقل المصريين إلى الدول المجاورة في أسرع وقت، وقال أنه على مدار 4 أيام فقط تم عبور أكثر من 1500 طالب مصري إلى بولندا، موجهاً الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال "نثق أن حكومتنا لن تتركنا".

المتابعة مستمرة

من جهتها قالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، أنها تتابع بشكل يومى موقف أبنائنا في أوكرانيا، موضحة أن الوزارة تعقد بشكل دائم جلسات عبر زوم بمشاركة أبناء الجالية والطلبة والهدف منها طمأنة الأسر والأهالى المصرية والطلبة الموجودين فى أوكرانيا، مشيرة إلى أن السفارات سواء سفارة مصر فى بولندا وسفارة مصر فى رومانيا وسلوفاكيا والمجر وضعوا ارقام الطوارئ حالة حدوث أى شئ ولمتابعة الطلبة القادمين على حدود هذه الدول.

وقال السفير صلاح الدين عبد الصادق مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية، إنه سيتم تباعا إرسال طائرات لعودة المصريين من أوكرانيا، لافتاً إلى أن سفراء مصر في الدول المجاورة لأوكرانيا يقدمون التسهيلات لجميع الطلبة المصريين القادمين على الحدود، لإن هناك توجيهات من القيادة السياسية بالحرص على سلامة الجالية المصرية في أوكرانيا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق