ذكري ميلاد زكي رستم «شرير السينما» .. عاش وحيدا في عمارة يعقوبيان ولم يمشي في جنازته أحد

السبت، 05 مارس 2022 02:30 م
ذكري ميلاد زكي رستم «شرير السينما» .. عاش وحيدا في عمارة يعقوبيان ولم يمشي في جنازته أحد
ذكري ميلاد زكي رستم
إيمان محجوب

دائما يعيش المبدعين حياة مأساوية، بعيدة كل البعد عن ما يقدموه علي الشاشة ، وزكي رستم الذي ولد في مثل اليوم  5 مارس 1903 كانت حياته فيلم تراجيدي طويل. 
 
 
يعد زكي رستم من أهم نجوم السينما المصرية، بشهادة النقاد العالميين فقد اختارته مجلة "باري ماتش" الفرنسية كواحد من أفضل عشرة ممثلين في العالم، كما وصفته مجلة "لايف" الأمريكية بأنه من أعظم ممثلي الشرق، وفي ذكرى ميلاده 119 نسترجع رحلة حياة فنان أعطى للفن كل عمره، فاستحق أن يكون من أهم ممثلي السينما المصرية.
 
_640x_e81e955ff5bd831f50e777d5681bab2cd809ef04806b2bc3068e07226b1606aa
 
ولد زكي رستم في قصر يمتلكه جده اللواء محمود باشا رستم في منطقة الحلمية، وكان جده من كبار ضباط الجيش، أما والده محمود بك رستم فكان من كبار ملاك الأراضي الزراعية، في عام 1920 نال شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعي لأنه يحب التمثيل، فخيرته والدته بين الفن والعيش معها، فاختار الفن وترك المنزل، فأصيبت الأم بالشلل حزناً على عمل ابنها بالتمثيل.
 
images (62)
 
يعتبر زكي رستم من الجيل الأول الذي قامت صناعة السينما على أكتافهم، وقد بدأ مع السينما الصامتة، وظهر في فيلم زينب عام 1930، وبعد نجاحه في فيلم زينب، قدم مجموعة من الأدوار الصغيرة في أفلام الضحايا، الوردة البيضاء، العزيمة و ليلى بنت الصحراء.
 
images (66)
 
بلغ رصيده الفنى من الأفلام 240 فيلماً ، حيث برع زكي رستم في تقديم أدوار الشر، وساعدته ملامحه الحادة على إتقان هذه النوعية من الأدوار، وقد وصل درجة إتقانه أن الناس كانت تكرهه بالفعل، مثل ادواره  فى العديد من الأفلام، منها فيلم صراع في الوادي ونهر الحب مع فاتن حمامة وعمر الشريف وأين عمري مع الفنانة ماجدة، وفيلم أنا الماضي مع فاتن حمامة و عماد حمدي برع زكي رستم كذلك ادوار الموظف المطحون، وابن البلد أو البلطجي أو تاجر المخدرات أو رجل القانون، ولهذا أطلق عليه النقاد لقب الفنان ذو الألف وجه.
 
_640x_c3c07c99a257ec557cbe82f413ed92d569489b20f57745cd06d5abe9827f426c
 
رغم أن زكي رستم شارك معظم نجوم السينما في أعمالهم، إلا أنه لم تكن له أي صداقات بالوسط الفني، وكانت علاقته بالممثلين تنتهي عند خروجه من الإستوديو، فكان لا يزوره أحد ولا يدعو أحد لزيارته، كما عاش حياته عازفاً عن الزواج، لأسباب عديدة منها عقدة والدته التي توفت بعد إصابتها بالشلل بسبب اتجاهه للفن، ومع ضغط أسرته عليه للزواج تقدم لفتاة من خارج الوسط الفني كانت أسرته قد أشادت بها، ولكن عريس آخر كان أسرع إليها منه، فلم يكرر التجربة مرة اخري.
 
 
عانى زكي رستم في أوائل الستينات من ضعف السمع، ففي آخر أفلامه إجازة صيف كان قد فقد حاسة السمع تماماً، فكان ينسى جملاً في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وعندما كان المخرج يوجهه أو يعطيه ملاحظاته لا يسمعها، مما أحزنه كثيراً، حتى أنه في أحد المرات بكى فى الإستوديو من هذا الموقف.
 
 
 
بعد انتهائه من تصوير الفيلم، هجر زكي رستم السينما والأضواء تماماً، وعاش وحيدا بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عاماً وكلبه الوولف الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية، في عام 1962 حصل على وسام الفنون والعلوم والأدب من الرئيس جمال عبد الناصر.
 
 
أصيب بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء، ولم يشعر به أحد ولم يمشي في جنازته أحد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق