إغلاق المجال الجوي الأوروبي على روسيا.. هل يوقف الحرب الأوكرانية؟
الإثنين، 28 فبراير 2022 01:58 م
في تطور جديد للعقوبات المفروضة على روسيا بعد الحرب على أوكرانيا، أجمع الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على الرحلات الجوية التابعة للشركات الروسية، ومنع استخدام المجال الجوي للدول الأعضاء أو مطاراتها، في خطوة للضغط على موسكو بالانسحاب أو الدخول في مفاوضات.
ويأتي الحظر المفروض على طائرات روسيا في وقت مازالت صناعة الطيران العالمية، تواجه فيه تداعيات جائحة كوفيد19، التي قوضت الطلب العالمي على السفر.
وشملت الدولة التي تحالفت لحظر الطيران بريطانيا وكندا، ودول الشمال، ودول البلطيق، فيما يرجح مراقبون بأنه تصعيد كبير في تكتيك معظم الحلفاء في الناتو، لشن حرب اقتصادية، ضد بوتين ردا على غزو أوكرانيا، فيما سترد روسيا بشكل أكبر، على الحصار الجوي.
وفي أول رد فعل قررت موسكو التعامل بالمثل ومنع شركات طيران من بريطانيا وبلغاريا وبولندا من التحليق فوق أراضيها.
ويتسبب منع وصول الشركات الغربية للممرات الجوية الروسية، في تحويل الرحلات جنوبا لتجنب مناطق التوتر في الشرق الأوسط، مما سيزيد وقت الرحلات وتكلفتها أيضا.
وقال باحثون إن إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام الخطوط الروسية، وإقدام روسيا على إجراءات مماثلة، له آثار فورية على الطيران العالمي، وقالت الخطوط الجوية الفرنسية إنها علقت مؤقتا الرحلات من وإلى الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
وكانت أصدرت دول الشمال الأوروبي، السويد وفنلندا والدنمارك وأيسلندا، إعلانات مماثلة في أعقاب عمليات الإغلاق التي أعلنتها بريطانيا وبولندا وبلغاريا وجمهورية التشيك ورومانيا، وتبعتها إغلاق دول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.
وصرح وزير الاتحاد الأوروبي السويدي هانز دالغرين، لإذاعة الخدمة العامة، بأنه من الضروري الآن المضي في مزيد من الإجراءات الصارمة لعزل روسيا.
وكانت دول أوروبية عدة تحركت بالفعل لتنفيذ هذه الإجراءات، وأصبح أمام الرحلات الجوية الروسية الآن خيارات قليلة للقيام برحلات نحو الغرب، في ظل القيود المفروضة حاليا على المجال الجوي فوق أوكرانيا.
وأظهرت لوحات المغادرة في مطاري دوموديدوفو وشيريميتيفو في موسكو، إلغاء عشرات الرحلات الجوية يوم الأحد، بما في ذلك الرحلات إلى باريس وفيينا وكالينينغراد.
وأعلنت شركة أس7 أيرلاينز الروسية على فيسبوك، أنها ستلغي رحلاتها إلى العديد من وجهاتها الأوروبية حتى 13 مارس المقبل على الأقل.
بينما قالت شركة أيروفلوت، أكبر شركة طيران في روسيا، إنها ستلغي خدماتها إلى لاتفيا ورومانيا حتى 26 مارس على الأقل، وكذلك مساراتها في براغ ووارسو حتى 28 مارس/ آذار.
ومن جانبها قررت روسيا الرد بالمثل وفرض قيود متبادلة على الدول التي تحظر رحلاتها.
لم يعد بإمكان الطائرات المملوكة لروسيا، حتى الخاصة منها، دخول الأجواء فوق دول البلطيق وبولندا وجمهورية التشيك وبلغاريا ورومانيا وسلوفينيا. كما مُنعت الطائرات الروسية من دخول المجال الجوي البريطاني، وهو ما يعني غلق المجال الجوي في اوروبا بشكل كامل تقريبا.
وستفرض القيود على الرحلات الجوية فوق العديد من البلدان، وهو ما يعني أن الرحلات المتجهة إلى روسيا، يجب أن تسلك طرقا ملتوية، مما يؤدي إلى إطالة أوقات الرحلات وزيادة كلفتها.
وقد يجعل قرار فنلندا إغلاق مجالها الجوي، من خليج فنلندا، الذي يبلغ عرض أوسع نقطة فيه 120 كيلومترا، بمثابة الممر الوحيد القابل للاستخدام للطائرات الروسية التي تسافر باتجاه الغرب.
كما تتجنب شركات الطيران التجارية المجال الجوي حول أوكرانيا ومولدوفا وبيلاروسيا بعد بدء الغزو الروسي.
في الولايات المتحدة، قالت شركة دلتا أيرلاينز إنها ستعلق اتفاقية حجز الرحلات مع شركة إيروفلوت الروسية.
كما أدى الحظر الذي فرضته بريطانيا على الرحلات الجوية الروسية إلى انتقام موسكو بفرض قيود مماثلة على الطائرات البريطانية.
وقالت شركة فيرجن أتلانتيك، إن تجنب المرور في الأجواء الروسية سيزيد زمن الرحلة بين لندن والهند وباكستان ما بين 15 دقيقة إلى ساعة.
بينما أعلنت الخطوط الجوية الأسترالية كانتاس، أنها ستستخدم طريقا أطول لرحلتها المباشرة بين داروين ولندن حتى لا تحلق فوق روسيا.
في الوقت الحالي، ستؤدي عمليات تحويل الطيران طويلة المدى إلى ألم محدود لشركات الطيران الأوروبية، نظراً لأن قيود كوفيد-19 في آسيا تعني أن هناك عدداً قليلاً من الرحلات الجوية العاملة. وأوقفت شركة فيرجن خدمة الركاب إلى هونغ كونغ مؤقتاً حتى منتصف مارس بسبب الوباء.
وإجمالاً، كان هناك حوالي 2000 رحلة جوية مجدولة من أوروبا إلى آسيا للأسبوع الذي يبدأ في 1 مارس، بناءً على بيانات BloombergNEF، في حين أن هذا أقل من مستويات ما قبل كوفيد. وقد بدأت سنغافورة واليابان في تخفيف حواجز السفر، لكن ظلت الصين وهونغ كونغ مغلقتين بشكل أساسي.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية، لويس غاليغو: "التأثير بالنسبة لنا ليس كبيراً لأننا في الوقت الحالي نطير فقط إلى عدد صغير من الوجهات في آسيا ويمكننا تغيير مسار رحلاتنا".