5 أيام على الحرب الروسية الأوكرانية.. فكيف أثرت على أسعار النفط العالمية؟

بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا واصلت أسعار النفط ارتفاعها بنسب متفاوتة، لليوم الخامس علي التوالي لأعلى مستوياتها منذ 8 سنوات، ويمكن أن تظل الأسعار فوق الـ100 دولار للبرميل على المديين القريب والمتوسط ما لم تقرر منظمة أوبك زيادة الإنتاج.

وتعود الأزمة إلى أن روسيا، تعد ثاني أكبر مصدر للنفط الخام، ليرتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 6 بالمئة، بينما ارتفع سعر برميل برنت أكثر من 5 بالمئة، وذلك في ظل تزايد قلق الأسواق بشأن أزمة طاقة متوقعة، إثر فرض عقوبات غربية جديدة على موسكو.

علي الجانب الآخر صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط 6.27 بالمئة إلى 97.33 دولارا، بينما ارتفعت عقود خام برنت 5.24 بالمئة إلى 103.06 دولارات، لتلقي الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على القارة الآسيوية، نتيجة استمرار ارتفاع أسعار النفط، وهو ما أثر بشكل كبيرعلى السلع الأساسية كالوقود والغذاء.

أكبر الخاسرين  في آسيا

يرى بعض المحللين وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة "نومورا هولدينجز اليابانية للخدمات المالية" أن دول الهند والفلبين وتايلاند ستتكبد أكبر الخسائر في آسيا جراء استمرار ارتفاع أسعار النفط.

وأكد التقرير أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في آسيا سيكون ملموسًا بدرجة كبيرة على السلع، خاصة الوقود والغذاء فأرتفاع أسعار النفط بنسبة 10% قد يضيف 0.4% إلى التضخم في الهند والفلبين، و0.3% في تايلاند، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والمرافق.

كما يُسهِم الاعتماد المفرط على واردات النفط في اتساع عجز الحساب الجاري، وتقويض عملات الدول الثلاث.

وبحسب صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية فمن المتوقع أن تكون الهند أكبر الخاسرين حيث سينخفض النمو الاقتصادي الهندي بمقدار 0.2%، بينما ستشهد الفلبين وتايلاند انخفاضًا قدره 0.1% ، كما انه من المحتمل أن تشهد عملاق السلع الأساسية "إندونيسيا" زيادة في النمو الاقتصادي قدرها 0.05%، مدعومة بصادراتها من زيت النخيل والغاز والفحم.

النفط في آسيا

وترى مجموعة نومورا أن أغلب المستهلكين الآسيويين لم يتعافوا بالكامل من الوباء، ويعانون انخفاض المدخرات، ومن المحتمل أن يضغط ارتفاع التضخم على الدخل الحقيقي المتاح للإنفاق، إلى جانب خطورة الوضع على هامش ربح الشركات؛ حيث من المستبعد أن ينتقل عبء تكلفة المدخلات إلى المستهلك.

وتتوقع "نومورا" أن تشدد البنوك المركزية في الدول الآسيوية المتقدمة السياسات للحد من الخطر الذي يواجه اقتصاداتها المتعافية حيث حققت إندونيسيا والفلبين ارتفاعًا في معدلات النمو خلال مرحلة لاحقة من هذا العام، بينما لم تحرز تايلاند أي تقدم.

أما الهند فقد تعاني ارتفاع التضخم عند 5.8% في عام 2023، مقابل توقعات البنك المركزي البالغة 4.5%.

ومن جانبه توقع نافيت داماني النائب الأول لرئيس مجموعة "موتيلال أوسوال فاينانشال"، ، أن يتجاوز سعر النفط الـ100 دولار للبرميل بسبب الأزمة الأوكرانية والشتاء القارس في الولايات المتحدة، ونقص الاستثمار في إمدادات النفط والغاز حول العالم، مضيفًا أن روسيا لاعب رئيس عندما يتعلق الأمر بتحديد سعر النفط لذا فتفاقم الأزمة سيضر بالمستهلكين داخل محطات البنزين.

ارتفاع أسعار النفط 

كانت أسعار النفط قد ارتفعت بشكل غير مسبوق منذ يوم الخميس عقب اعلان روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا ليصعد سعر خام برنت إلى 103.78 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 14 أغسطس 2014.

ومع دقات الثامنة والنصف  بتوقيت جرينتش، ارتفعت الأسعار إلى بزيادة 6.34 دولار أو 6.5 في المئة ، كما زادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط 5.48 دولار أو ستة في المئة إلى 97.58 دولار للبرميل بعد ارتفاعها إلى 98.46 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 11 أغسطس 2014.

لتلقي الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على القارة الآسيوية، نتيجة استمرار ارتفاع أسعار النفط، وأثره على السلع الأساسية كالوقود والغذاء وذلك في الوقت الذي مازالت الدول الاسيوية تحاول فيه التعافي بالكامل من أثار وباء كورونا .