ليبيا قبل جلسة الحسم.. البرلمان يتأهب لتغيير الدبيبة وباشاغا ينتظر الثقة
الأحد، 27 فبراير 2022 03:46 م
في وقت ترفض فيه الحكومة الليبية تسليم السلطة، يبدو البرلمان الليبي عازما على المضي قدما نحو تشكيل الحكومة الجديدة، إذ يستعد البرلمان لعقد جلسة الأسبوع المقبل للتصويت على تشكيل حكومة جديدة مؤقتة.
ويرفض رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة، الذي تولى منصبه من خلال عملية دعمتها الأمم المتحدة، تسليم السلطة إلا بعد انتخابات، كاشفا عن نيته إجراء تصويت على مستوى البلاد في فصل الصيف.
وتلاحق الدبيبة، اتهامات بالفساد، فيما يقول البرلمان إن فترة ولايته انتهت في 24 ديسمبر، وهو الموعد الذي كان من المقرر إجراء الانتخابات فيه، بينما في المقابل يزعم الدبيبة أن البرلمان هو الذي لم يعد صالحا بعد ثماني سنوات من انتخابه.
ورغم تعقد المشهد إلا أن فرص تلاشي صدام مسلح بين وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي عينه البرلمان لتشكيل الحكومة الجديدة، وبين عبد الحميد الدبيبة، بعد تدخل أطراف دولية عدة لمنع نشوب صدام بين مسلح بين الطرفين.
وذكرت تقارير إعلامية، إن ليبيا شهدت جولات مكوكية أجرتها مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، مع أطراف ليبية عدة لتقريب وجهات النظر وإزالة التوتر الناجم عن رفض الدبيبة تسليم السلطة لباشأغا.
ويعتقد خبراء، إن الصدام العسكري بين الطرفين لن يحدث وفرص حدوثه ضعيفة، إذ أن الطرفين محسوبان تقريبا على تيار واحد، وحال نشوب هذا الصراع فستفكك الكتلة العسكرية في المصراتة، خاصة وأن التشكيلات المسلحة التي تتبع باشأغا والأخرى التي تتبع الدبيبة قريبون للغاية.
ويرى الخبراء، أن ما يحدث الآن في ليبيا شبيه إلى حد كبير، ما حدث بين خليفة الغويل الذي أيدت ميليشيات «فجر ليبيا» توليه رئاسة الحكومة، وفايز السراج الذي أيد المشاركون في اتفاق الصخيرات المعقود 2015 توليه ذات المنصب، وتمسك الأول بالسلطة، وقال إنه لن يسلمها، ولكن بالأخير استقل سيارته ورحل بهدوء لمدينة مصراتة.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الليبي المكلف فتحي باشاغا، عن جهوزية تشكيلته الحكومية وإحالتها إلى مجلس النواب، موضحا أن ذلك «جاء بعد مشاورات موسعة مع جميع الأطراف السياسية والتواصل مع مجلسي النواب والأعلى للدولة، والاطلاع على العديد من المقترحات بشأن تشكيل الحكومة وفق معايير الكفاءة والقدرة وتوسيع دائرة المشاركة الوطنية».
وتوقع خبراء، وتوقع أن يسلم الدبيبة السلطة لباشأغا دون إراقة نقطة دم واحدة، مشيرين إلى أن التشكيلات المسلحة في طرابلس لن تطلق طلقة واحدة اعتراضا على رئيس الحكومة الجديد، وإذا أطلقت ستكون للترحيب بباشأغا ليس أكثر.
وعلى ما يبدو فإن إعلان الجيش الوطني تأييده لتولي فتحي باشأغا، رغم اصطدام الأخير مع المؤسسة العسكرية في السابق، ريما يعكس بالأخير انفراجة نسبية في ملف المباحثات بين كافة الأطراف الليبية ورأب الصدع.