«من يزدرى الدين ليس له الاحتماء بحرية الاعتقاد».. فصل فنان سخر من رحلة الإسراء وأساء لعيسى في مسرحية
الثلاثاء، 22 فبراير 2022 10:18 صأحمد سامي
قضت المحكمة الإدارية العليا بحكمها السابق بفصل الطاعن (ش.م.م) فنان بالبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة من الخدمة سخر من إسراء النبى وازدرى الدين الإسلامى وأساء لزوجات النبى فى مسرحية من تأليفه وأساء لنبى الله عيسى وأمه البتول ونشرها على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك .
وأكدت المحكمة برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين صلاح هلال والدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى ومحسن منصور وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة فى الطعن رقم 104500 لسنة 65 قضائية عليا، أن الفصل من المهنة جزاءً وفاقاً وعدلاً وقسطاساً ليذوق وبال أمره، ويكون عبرة لمن تسول له نفسُه إرتكاب ازدراء الأديان أيا كان موقعه، وأن من يزدرى الدين ليس له الاحتماء بحرية الاعتقاد أو حرية التعبير تحت ستار مضلل من الدين لإثارة الفتنة.
وكان الطاعن (ش.م.م) بصفته فنان أول بالبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة فى غضون عام 2017 نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك مسرحية من تأليفه تحت اسم " ألم المعلم يعلم" تضمنت ألفاظا وعبارات تنتطوى على ازدراء الإسلام وسخر من إسراء النبى والحث على الفتنة الطائفية والإساءة لزوجات النبى محمد عليه الصلاة والسلام بل وأساء لنبى الله عيسى وأمه البتول.
وقال الفنان للمحكمة فى دفاعه عن نفسه أن الدستور كفل حق التعبير وحرية إبداء الرأى وحرية الإبداع , وأن ما ذكره عن زوجات النبى محمد عليه الصلاة والسلام مذكور تاريخيا وهو ليس ببدعة من المؤلف والقصد منها تسليط الضوء على الأفكار المتشددة كعمل فنى اقتضى بعض العبارات كحرية تعبير على اثنين من أنبياء الله واَل بيتهما محمد وعيسى .
قالت المحكمة أن المشرع أضفى حماية واجبة للأديان السماوية فجعل ازداء الأديان جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات فجَرم كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد اثارة الفتنة أو تحقير أو إزدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعى .وعلى هذا النحو فإن ازدراء الأديان يكون عند العدوان على قدسية الاعتقاد الدينى والإساءة للأديان السماوية أو النيل من سيرة الأنبياء والصحابة واَل البيت , وأنه ولئن كانت حرية الاعتقاد مكفولة بموجب الدستور إلا أن هذا لا يبيح لمن يجادل عقائد الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه .
وأضافت المحكمة أنه إذا ما تبين أن أى شخص إنما كان يبتغى من تعرضه للعقائد والأديان المساس بحرمة الدين والسخرية منه فليس له أن يحتمى من ذلك بحرية الاعتقاد فحينئذ يكون مرتكبا لجريمة استغلال الدين فى الترويج لأفكار متطرفة قوامها المادى الترويج أو التحبيذ بأية وسيلة لأفكار متطرفة تحت ستار مموه أو مضلل من الدين تحقيقا لواقعة غير مشروعة هى إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية , ولا يمكن الاحتماء بحرية الرأى والتعبير ذلك أن حرية الرأى ليست طليقة ولها حدود بعدم المساس بالنظام العام أو الاَداب العامة أو المصالح العليا للوطن ولا ريب أن على القمة من تلك الحدود احترام الأديان والطوائف المنتمية إليها فلا يتعداها .
تفاصيل المسرحية التى ازدرت الأديان وأساءت لنبى الله واَل البيت
وأشارت المحكمة أن الثابت بالأوراق أن زملاء الفنان المذكور تقدموا بشكواهم إلى رئيس الإدارة المركزية للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية ضد الطاعن بسبب التجاوزات المسيئة الصادرة منه التى وصلت إلى ازدراء الأديان والهجوم على شخص النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك مسرحية من تأليفه بعنوان " ألم المعلم يعلم " وعلى الصفحة الخاصة بنقابة المهن التمثيلية تتضمن تجاوازات دينية فى حق الرسول الكريم , كما تقدم (26) فنانا من أعضاء نقابة المهن التمثيلية بشكوى مماثلة عن ذات الموضوع إلى نقيب المهن التمثيلية ضد الطاعن باعتباره عضوا بالنقابة لما ارتكبه من ازدراء الأديان يستهزئ فيها باَل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والدين المسيحى من خلال مشهد نشره على الصفحة الرسمية للنقابة مما يحدث فتنة بين الممثليين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من فئات الشعب .
وأوضحت المحكمة أن ما نسب إلى الطاعن بصفته فنان أول بالبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة أنه فى غضون عام 2017 نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى مسرحية من تأليفه تحت اسم " ألم المعلم يعلم " تضمنت ألفاظا وعبارات تنتطوى على ازدراء الإسلام والحث على الفتنة الطائفية والإساءة زوجات النبى عليه الصلاة والسلام فهى ثابتة فى حقه ثبوتا يقينيا من اعترافه فى التحقيقات , وبالاطلاع على نصوص تلك المسرحية فإن الطاعن سلك مسلكا خطرا تمثل فى أنه أجرى مقابلة ومواجهة بين الديانة الإسلامية والديانة المسيحية وصولا منه أيهما الأصح فى الجدال النفسى من خلال بطل المسرحية كانت بدايته تعرضه للاَية الكريمة "وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا" الاَية 72 من سورة الإسراء ليقابل بها رجلا مسيحيا بالكتاب المقدس ومن خلال الأدوار تقول المسرحية تهكما على المسلمات المحجبات ( تنتبه اخصائية المكتبة المتشددة المحجبة) ثم ( ولما أنت مسلم زى ما بتقول إيه اللى يخليك تقرأ كتاب المشركين ) ( اعرف إللى عندهم لتأمن شرهم ) ( اخرج برة ياكافر يابتاع مسرحيات الكفرة) .
ثم تناول الطاعن في المسرحية ما يتضمن اساءة وازدراء لسيدنا عيسى عليه السلام وعلى السيدة مريم البتول ابنة عمران رضي الله عنها من أفضل وأطهر النساء لما خصها به الله تعالى من الاصطفاء والتكريم، وذلك من خلال مشهد شخص يقول ( أمك على أم المسيح بتاعكم ) ثم يبلغ به الشطط ويتجرأ على الإساءة إلى رسول الإنسانية وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم من خلال التهكم والإساءة إلى أم المؤمنين زينب بنت جحش إحدى زوجات النبى محمد صلى الله عليه وسلم وابنة عمته أميمة وهي أخت الصحابي عبد الله بن جحش وكانت زوجة زيد بن حارثة فطلقها، فأنزل الله تعالى يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا" سورة الأحزاب الاَية 37، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال مشهد يقول الشخص فيه ) من هى زينب بنت جحش ) وأخر يرد عليه ( زوجه ابنه) ثم يقول ( بالتبنى يعنى صاحبه) فيرد أخر ( صح مرات صاحبه اتجوز مرات صاحبه ) ثم يمضى ويقول الشخص فى المشهد متناولا بالإساءة والتجريح من بين أمَّهات المؤمنين، وأجلِّهنَّ مكانةً وأكثرهنَّ قدراً أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنهما بقول شخص ( ومين تانى – عيشة ) فيرد أخر ( اسمها ستنا عيشة يا كافر ) ( تعرف كان عندها كم سنة لما الرسول اتجوزها 12 ) رد الشخص ( كان عندها 9 سنين يا كافر يا متخلف ) ( أنت لازم تتوب ) ثم يقول شخص ملتحى لأخر مسيحى ( قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اله ) فيرد المسيحى ( أنا مسيحى والمسيح أبويا وإلهى وربى ) ثم اختتم المسرحية بشخص يردد الاَية 72 من سورة الإسراء "وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا" اعقبها فرحا شديدا وقوله ( كنت أعمى والاَن أبصر)
وذكرت المحكمة أن ما أرتكبه الطاعن على النحو المتقدم يمثل ازدراء بالدين الإسلامى والمسيحى على السواء بأفكار متطرفة بقصد اثارة الفتنة و التحقير والإساءة لسيدنا عيسى عليه السلام والسيدة مريم البتول, ثم بلغ به الشطط والانحراف بالتجرأ والإساءة إلى رسول الإنسانية وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم من خلال التهكم والإساءة إلى أم المؤمنين زينب بنت جحش إحدى زوجات النبى محمد صلى الله عليه وسلم وابنة عمته أميمة ، ثم تناول بالازدراء والاساءة والتجريح أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنهما وهو ما يضر بالوحدة الوطنية و السلام الاجتماعى , وهو ما أكده تقرير الفحص العلمى المعد من مجمع البحوث الإسلامية الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة التابعة للأزهر الشريف بأن المسرحية تشتمل على مخالفات شرعية وحث على الفتنة الطائفية وتتضمن ازدراءً للإسلام مما يتعين بتره من وظيفته بالفصل من الخدمة، وبهذه المثابة فإن ما إقترفه الطاعن من إثم وثبت في حقه من جرم وهو يتبوأ مركزاً فنياً يحمل فيه رسالة الفن وتقديم الصورة الصالحة للتقدم بهذا المُجتمع يُعد جريمة أخلاقية بالغة الخطورة وعظيمة الأثر، وتُمثل إنحرافاً أخلاقياً يمس السلوك القويم وحُسن السُمعة مما يفقده ليس فقط الإحترام الواجب بين زملائه الفنانين وجمهوره ولكن يفقده أيضاً الصلاحية لأداء واجبات وظيفته فنيا وأخلاقياً، وهذا الفعل ليس له جزاء إلا الفصل من الخدمة ، فكان جزاء الفصل جزاءً وفاقاً وعدلاً وقسطاساً ليذوق وبال أمره، وليكون عبرة لمن تسول له نفسُه إرتكاب ما نُسب إليه من مُخالفات.
واختتمت المحكمة أنها لا تعتد بما ذكره الطاعن بأن ما كتبه ونشره من قبيل حرية الفكر والرأى والإعلام وأن حرية الفن هى أساس الإبداع، ذلك مردود بأن الفن رسالة ترتقى بالمجتمع وتنهض به وترتقى بوجدان الناس يتناول قضاياهم ومشكلاتهم فيؤثر فى وجدانهم بالإيجاب , وعلى عاتق كل فنان مبدع مسئولية كبيرة تجاه وطنه من خلال نوعية ما يقدمه من ابداعات فيكون فنه أداة تأخذ بيد المتلقى إلى أفاق سامية بعيدا عن الابتذال والإسفاف وازدراء المعتقدات والأديان والسخرية من الرموز الدينية والمقدسات، ويجب على الفنانين الموهوبين المبدعين ألا يتخلوا عن مواقعهم تاركين الساحة الفنية لمن حولوا الفن إلى وسيلة لتخريب العقول والطعن فى المعتقدات ومخاطبة الشهوات والغرائز لتدمير قيم وأخلاقيات المجتمع .