تمثال" الأشرعة البيضاء" يجسد قصة الإسكندرية وامترجها بالحضارة الاوربية واليونانية

الثلاثاء، 22 فبراير 2022 12:00 ص
تمثال" الأشرعة البيضاء" يجسد قصة الإسكندرية وامترجها بالحضارة الاوربية واليونانية

اسكندرية مارية وترابها زعفران.. منذ أن تتطأ اقدام لعروس الشرق الأوسط ستجد في كل اتجاه عبق التاريخ والحضارة تمتلئ بها الشوارع والميادين، تدلك علي تنوع الحضارات والشعوب التي عاشت في المدينة الساحرة.
 
 ومن أهم التماثيل الموجودة في شوارع الإسكندرية تمثال" السلسلة" أو كما يطلق عليه تمثال "الأشرعة البيضاء"  ويقع التمثال أمام القبة السماوية لمكتبة الإسكندرية بمنطقة الأزاريطة أمام مكتبة الإسكندرية.
 
ومن أهم المعلومات عن تمثال الأشرعة البيضاء  أنه يجسد أسطورة خلق الإسكندرية من إله البحر فى الأساطير القديمة حول نشأة مدينة الإسكندرية، حيث أنشأه النحات المصرى فتحى محمود عام 1962، وأهداه إلى مدينة الاسكندرية ومازال يقبع فى هذا المكان منذ 60 عاما.
 
 
والتمثال عبارة عن وحش برأس ثور وجسد مموج مثل البحر يحتضن إمرأه جميلة أشبه بعروس البحر، يتضمن التمثال قصة خلق الإسكندرية من خلال أسطورة قديمة عن إله البحر الذى يتمثل أحيانا فى هيئة ثور قد أحكم قبضته على فتاة جميلة ترمز إلى الإسكندرية.
 
وحاول البعض تفسير شكل التمثال، فقالوا إنه تمثال زيوس فى هيئة الثور وأوروبا الجميلة التى استسلمت له، أما الأشرعة فهى العبور فى الزمن والمكان إلى فضاء العظمة فى التاريخ، واللون الأبيض هو النور الذى تبادلته الإسكندرية مع أوروبا.
 
وسمى تمثال السلسلة نسبة إلى مكان وضعه، حيث وضع فى ميدان السلسلة بالأزاريطة وهو نتوء قديم عرف بـ"رأس لوكياس"، وكان يحتوى على سلسلة طويلة من الصخور، واكتشفت بقايا أسوار الإسكندرية الإغريقية تحت مياه السلسلة، كما عثر على بقايا عمدان وتيجان وعملات فضية.
 
وخلال السنوات الماضية لم ينج التمثال من عوامل التعرية ويد الإهمال وبعد أن ظل فى حالة مزرية بسنوات تم ترميمه عام 2013 وبعد أقل من 3 أشهر امتدت إليه يد التخريب والتشويه بالطلاء.
 
وفى عام 2013 وفى عهد تولى الإخوان الحكم، تعرض التمثال للتشوية، حيث انتشرت ظاهرة التعدى على التماثيل فى ميادين محافظات مصر المختلفة، وقام مجهولون بالتعدى عليها بالطلاء باللون الأزرق فى محاولة لتشويهه، وتم إعادة تنظيف التمثال وترميمه.
 
والأسطورة اليونانية القديمة التى استوحى منها الفنان المصرى فكرة التمثال، تقول إن "زيوس" رب الأرباب وإله البحر قد تنكر فى شكل ثور وخطف «أوروبا» بنت ملك مدينة صور بالأرض التى سميت لبنان فيما بعد، وعبر بها البحر حتى وصل إلى جزيرة كريت، وهناك عاد إلى صورته الأصلية، فأنجب منها ثلاثة أطفال ثم أخذهم إلى الأرض القريبة التى حملت اسم أوروبا وهى قارة أوروبا الآن.
 
وهناك من فسر العلاقة بين الأسطورة وبين أوروبا والإسكندرية ،هو ما شهدته الإسكندرية من امتزاج الحضارة اليونانية والرومانية بحضارة الشرق، والإسكندرية كانت منارة الدنيا لأكثر من ستة قرون عرفت بالعصر السكندرى التى شملت الحقبة البطلمية وبعضا من الحقبة الرومانية قبل الفتح الإسلامى.
 
والعلاقة بين الإسكندرية وأوروبا عظيمة على طول التاريخ، بدأت باليونان الذين يمثلهم زيوس، واستمرت مع كل من كان يعبر البحر المتوسط من هناك أو يذهب إليه منها، التمثال هو زيوس فى هيئة الثور وأوربا الجميلة التى استسلمت له، أما الأشرعة فهى العبور فى الزمن والمكان إلى فضاء العظمة فى التاريخ، واللون الأبيض هو النور الذى تبادلته الإسكندرية مع أوروبا.
 
وفتحى محمود (1918 - 1982)، هو نحات وخزاف مصرى راحل، يعد أحد تلاميذ محمود مختار من أشهر أعماله تمثال ميدان طلعت حرب فى القاهرة، و تمثالي: الأشرعة البيضاء وتمثال أوروبا الموجود بمكتبة الإسكندرية، والنصب التذكارى لشهداء طلاب جامعة القاهرة عام 1955، حصل على الميدالية الفضية من معرض بروكسل الدولى عام 1958، وتوفى عام 1982

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق