موسكو: قذيفة أوكرانية دمرت مركزاً حدودياً روسياً
الإثنين، 21 فبراير 2022 03:39 م
دمرت قذيفة أطلقت من الأراضي الأوكرانية الاثنين مركزاً حدودياً روسياً من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا على ما أفادت الأجهزة الأمنية الروسية، لكن أوكرانيا نفت الأمر، على وقع معارك بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد.
وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي الذي أوردت بيانه وكالات الأنباء الروسية «في 21 فبراير عند الساعة 09,50 (06,50 ت غ) دمرت قذيفة اطلقت من أراضي أوكرانيا مركز حرس الحدود في منطقة روستوف على بعد حوالى 150 مترا من الحدود الروسية-الأوكرانية».
وأضاف الجهاز الذي يضمّ أيضًا جهاز حرس الحدود في روسيا، «لم يسقط ضحايا، خبراء إزالة الألغام يعملون في الموقع».
في المقابل، نفت القوات المسلحة الأوكرانية في كراماتورس الأمر واصفة ادعاء موسكو بأنه «معلومات مضللة».
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني بافلو كوفالتشوك للصحفيين «لا يمكننا منعهم من إنتاج هذه المعلومات المضللة، لكننا نشدد على واقع أننا لن نطلق النار على أي منشأة مدنية أو على منطقة روستوف» في روسيا.
وتزداد المخاوف يوماً بعد يوم من غزو روسي محتمل لأوكرانيا على الرغم من المساعي الدولية لتفادي التصعيد العسكري.
ميدانياً، حشدت كل من روسيا وأوكرانيا قواتها العسكرية على الحدود وعزز حلف شمال الأطلسي دفاعاته في أوروبا الشرقية ووضع قواته في حالة تأهب. فكيف اندلعت هذه الأزمة؟ فيما يلي عودة على أبرز محطاتها.
تشهد الساحة الدولية في الأشهر الأخيرة تصاعداً للتوتر بشأن أوكرانيا التي يعتقد الغرب أنها مهددة بغزو روسي.
وفي عودة على بداية هذا التوتر نذكر أن الخلاف اندلع بين كييف وموسكو منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وتبع ذلك اندلاع حرب في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يعتبر الكرملين الراعي العسكري لهم بالرغم من نفي موسكو.
تحركات عسكرية
في 10 نوفمبر 2021، طلبت واشنطن توضيحات من روسيا بشأن تحركات غير عادية لقواتها على الحدود الأوكرانية. وسبق أن حشدت موسكو في أبريل نحو 100 ألف جندي على الحدود.
من جهته اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بتسليم أسلحة إلى كييف وبإجراء مناورات عسكرية استفزازية في البحر الأسود وقرب الحدود.
في 28 نوفمبر، أكدت أوكرانيا أن روسيا حشدت نحو 92 ألف جندي على حدودها.
اتهمت السلطات الروسية في المقابل أوكرانيا بحشد قواتها في شرق البلاد.
قمة بين بايدن وبوتين
في 7 ديسمبر، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن فلاديمير بوتين بعقوبات اقتصادية شديدة في حال غزو أوكرانيا، خلال قمة افتراضية ثنائية.
طالب الرئيس الروسي بضمانات قانونية موثوقة تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كشفت موسكو مسودتي معاهدتين تنصان على حظر أي توسع لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في دول الاتحاد السوفياتي السابق.
خلافات عميقة
في 10 يناير 2022، أجرى الروس والأميركيون محادثات متوترة في جنيف.
في 12 يناير، سلط الناتو وروسيا الضوء على خلافاتهما العميقة حول الأمن في أوروبا، خلال اجتماع مجلس الناتو وموسكو في بروكسل.
في 18 يناير، بدأت موسكو نشر جنود في بيلاروسيا.
خصصت واشنطن 200 مليون دولار إضافية كمساعدات أمنية لأوكرانيا.
قوات في حالة تأهب
في 21 يناير، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف.
في 24 يناير أعلن الناتو وضع قواته في حالة استعداد وإرسال سفن وطائرات مقاتلة لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية. ووضعت واشنطن ما يصل إلى 8500 جندي في حال تأهب.
اتهم الكرملين واشنطن بالتسبب في تفاقم التوتر وبعد فترة وجيزة أجرى مناورات جديدة قرب أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم.
رفض مطالب موسكو
في 27 يناير أيدت الصين مخاوف موسكو الأمنية المعقولة في ما يتعلق بأوكرانيا.
في باريس، أسفر اجتماع مبعوثين روس وأوكرانيين مع وسطاء فرنسيين وألمان عن التزام مشترك بالحفاظ على وقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
في 2 فبراير، قامت واشنطن بإرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى أوروبا الشرقية للدفاع عن الدول الأعضاء في الناتو.
في 3 /فبراير، عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استضافة قمة تجمع أوكرانيا وروسيا
بوتين جاهز لتسويات
في 7 فبراير قال فلاديمير بوتين إنه مستعد لتسويات بعد لقاء طويل في الكرملين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
دعت بروكسل موسكو إلى إجراء محادثات في مقر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
مناورات في بيلاروسيا
في 10 فبراير بدأت القوات الروسية والبيلاروسية مناورات كبرى، على التراب الأخيرة، تستمر عشرة أيام.
جو بايدن يطلب من المواطنين الأميركيين مغادرة أوكرانيا فوراً.
شبح الحرب في أوروبا
في 11 فبراير، أصر حلف شمال الأطلسي أن هناك خطراً فعلياً لاندلاع نزاع مسلح جديد في أوروبا، فيما دعت العديد من الدول رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
بالنسبة إلى الكرملين، فإن المناقشات التي جمعت في اليوم السابق روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين، لم تفض إلى أي نتيجة.
أكدت الولايات المتحدة أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يحصل في أي وقت، وقررت إرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا.
سلسلة من الاتصالات الهاتفية
في 12 فبراير، اعتبرت أوكرانيا أن التحذيرات الأميركية بشأن غزو روسي محتمل مثيرة للهلع.
ووصف فلاديمير بوتين الاتهامات الموجهة إلى روسيا بأنها تكهنات استفزازية، وذلك خلال اتصال هاتفي مع إيمانويل ماكرون الذي كرر عزم الغربيين على الرد في حال غزو روسي لأوكرانيا.
وفي مكالمة هاتفية أخرى، حذر جو بايدن نظيره الروسي من الكلفة الباهظة والفورية التي ستتكبدها موسكو في حال شن هجوم على أوكرانيا.
15 فبراير، أعلنت موسكو أنها أمرت ببدء عودة القوات المنتشرة حول أوكرانيا، وشدد وزير الخارجية الأميركي على ضرورة أن يكون احتواء التصعيد فعلياً وملحوظاً ويمكن التحقق منه.