على أرض مصر نشأت حضارات متعددة ومتنوعة الثقافات، فنجد على أرضها مجمعات دينية وثقافية متباينة، ومن أشهرها في مصر القديمة مجمع الأديان أحد نماذج الوئام المصرية، فهو يضم مسجد عمرو بن العاص أقدم المساجد الإسلامية، ومغارة وكنيسة أبي سرجة التي لجأت إليها العائلة المقدسة، والمعبد اليهودي بن عذرا، ويحتفل العالم بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واحتفالًا بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان، ينظم المتحف القبطي، ومتحف الفن الإسلامي، معرضين أثريين مؤقتين لمدة شهر، لعرض مجموعة من المقتنيات الأثرية النادرة التي شهدت التمازج الثقافي بين الأديان والثقافات الحضارية المختلفة على أرض مصر التي كانت دواماً أرضاً مباركه لكافة الأديان.
وفي المتحف القبطي تم عرض مجموعة من أندر مقتنياته تحت عنوان "رسالة سلام“، تتضمن غلاف توراة معدني يعرض لأول مرة، مكتوب عليه كتابات باللغة العبرية بداخله مخطوط من التوراة، ومخطوط قراءات وعظات خاصة بالصوم الكبير، وصوم نينوي "نسبة للنبي يونس، وصندوق إنجيل مصنوع من البرونز والفضة كان يستخدم لحفظ الكتاب المقدس بالكنائس والأديرة، نقش عليه زخارف مصورة مع كتابات عربية، وشباك قُلة عليه كتابات بأحرف عربية، وقطعة من أنية مزخرفة بكتابات بالخط الثلث العربي، وأيضا شاهد قبر عليه كتابات باللغة العربية باسم عائلة صليب مؤرخ بالسنة الهجرية 1293.
أما متحف الفن الإسلامي فيعرض ثلاثة قطع فريدة تبرز التنوع الديني من خلال الفن الإسلامي، تتمثل في جزء من إناء من الخزف، من أهم القطع الخزفية من العصر الايوبي في العالم، يصور السيدة العذراء والسيد المسيح.
والقطعة الثانية عبارة عن جزء من إناء خزفي ذي البريق المعدني، يرجع إلى العصر الفاطمي، مزين برسم للسيد المسيح يحمل الإنجيل ويبدو أنه يعطي البركة بيده اليمنى. والقطعة الثالثة عبارة عن باب من الخشب المصفح بالفضة، يرجع إلى عصر أسرة محمد علي، وهو باب القبة الضريحيه لمشهد السيدة زينب رضي الله عنها، عليه توقيع الصانع اليهودي ( يهودا أصلان)، مما يعكس مدى التسامح والوئام بين الاديان الذي تتميز به مصر.