الاقتصاد الأخضر.. التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح يعمق صناعات الأمونيا والهيدروجين فى مصر
الأحد، 30 يناير 2022 11:00 م
تتوسع مصر بقوة في إنشاء المشروعات الخضراء، مع قرب استضافة قمة المناخ في شرم الشيخ كوب 27 نوفمبرالمقبل، في الوقت نفسه تلعب التكنولوجيا دورا مهما في الحد من الانبعاثات الضارة الملوثة للبيئة، ولا سيما بسبب الوقود الأحفورى سواء الفحم أو مشتقات البترول، وذلك من خلال استحداث تقنيات جديدة غير ملوثة للبيئة، منها على سبيل المثال الطاقة النظيفة والمتجددة ، وما تدخل فيه من صناعات تساهم بشكل كبير في حفض أسعار الطاقة لمختلف صناعات الصلب والألومنيوم والأسمدة.
وأكد المهندس عماد حمدى عضو مجلس إدارة القابضة للصناعات الكيماوية، الأمين العام للاتحاد العربى للنفط والمناجم والكيماويات، إلى أن التوسع في الطاقة النظيفة سيساهم بزيادة الإنتاج المحلى خاصة أن نجاح مصر فى التحول لمركز اقليمى للطاقة أمر مهم للغاية يرسخ مكانتها الدولية، ويؤكد الأهمية الاستراتيجية لها فى المنطقة، وهذا يعتمد علي مزيج الطاقة التقليدية والنظيفة.
وأضاف أن التوسع في تزويد مصانع الاسمدة والكيماويات بالطاقة النظيفة، بجانب توفير الغاز الطبيعى للمصانع، يساهم فى زيادة الصادرات "كنا فى فترات سابقة نعانى من قلة الغاز ونحتاج للاستيراد؛ ما يحول دون نمو الصناعة، هذا الأمر تجاوزناه"، كما أن توفر الغاز زاد من إنتاج مصر وصادراتها فى صناعة الأسمدة والكيماويات والبتروكيماويات ، مما ساهم فى توفير مليارات الدولارات من خلال التصدير .
وأوضح عماد حمدى أنه على المستوى الدولى أصبحنا مركزا إقليميًا للطاقة، وجزء من منتدى الغاز، بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى والتنسيق مع اليونان وقبرص، بجانب دور منتدى الغاز السياسى وتعميق العلاقات مع أوروبا، ما ساهم فى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر فى هذا المجال.
ويضيف أن مصر بحاجة لزيادة الاستفادة وتشجيع العمل فى مجالات النفط والبتروكيماويات والثروات التعدينية ، سواء فى سيناء، وهى مليئة بالخامات أو فى الصعيد واستخراج الفوسفات، وكذلك فى الوادى الجديد وساحل البحر الأحمر، وغيرها من مناطق الثروات، بما يعظم إيرادات البلاد ، جنبا الي جنب مع التوسع في مزارع الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين الاخضر والامونيا الخضراء وبالتالى خفض اسعار الكهرباء والطاقة للمصانع مما يزيد تنافسيتها .
وحول أهمية الطاقة النظيفة، يشير المهندس خالد الفقى عضو مجلس إدارة القابضة للصناعات المعدنية رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية والمعدنية أن التوجه العالمى للحد من الانبعاثات أمر محمود للغاية ولاسيما أن الهدف هو حماية الكوكب، لافتا إلى أن هذا التوجه سيساهم على المدى القريب والمتوسط في خفض أسعار الطاقة الناتجة عن مصادر نظيفة وتوفيرها بسعر مناسب لمصانع الألومنيوم والحديد والصلب والكيماويات والبتروكيماويات بمختلف أنواعها مما يساهم في تخفيض تكلفة المنتج.
واضاف الفقى من جانبه أنه من المهم الاستفادة من الدفعة التكنولوجية الهائلة في مجال انتاج الطاقة سواء من الشمس او الرياح او مساقط المياه وكلها متوفرة في مصر وبالتالي يمكن تزويد مصانع مصر للألومنيوم بكهرباء نظيفة تكون أقل سعرا من الكهرباء التقليدية وهذا معناه خفض التكاليف وضمان منافسة الشركة للشركات العالمية وتوفير المنتجات سواء للسوق المحلى او للتصدير والحفاظ على العمال ، موضحا انه يمكن توفيرها أيضا لمصانع الحديد والصلب ومصانع الأسمدة، واستخدام ما يعرف باسم الأمونيا الخضراء .
ويؤكد أن مصر من أوائل دول العالم توجها نحو ما يعرف باسم الاقتصاد الأخضر، وبالتالي من المهم توسيع المشروعات الخضراء ، سواء في شركات قطاع الأعمال العام والقطاع العام والخاص، بما يسمح بالحد من الملوثات ،وخفض سعر الطاقة سواء الكهرباء أو الغاز الطبيعى وزيادة المنافسة .