لم تعرف الاستسلام واليأس.. قصة كفاح هانم ملكة الفطير المشلتت فى الدقهلية (فيديو)

ما أجملها وهى تطوع بكفوفها قطع العجين، تسابق الزمن وحدها لتعد أشهى وألذ الفطائر، بوجهها البشوش الذى يحيا بابتسامة براقة، وعزيمتها التى تهيم لها الروح وتحيا.. هكذا اعتادت جميلة سوق بهية للخضار بمدينة بلقاس، هانم عبدالحميد أن تبدأ يومها منذ الساعة السادسة صباحا لتحضر أشهى المخبوزات الفلاحى من فطير مشلتت، وعيش فلاحى، وكفافى، وكوماج، برائحتهم الذكية ومذاقهم الشهى، لتحيا بعزة وكرامة وراحة بال.

قالت هانم عبدالحميد الشهيرة بأم إسلام لـ"اليوم السابع"، إنها قررت أن تستفيد من تعليم والدتها لها لطريقة إعداد العيش الفلاحى والفطير المشلتت فى الفرن القش منذ الطفولة، وتفتتح مشروعها الخاص فى سوق بهية للخضار، بعد كفاحها لسنوات طويلة بالعمل فى مجالات عديدة أتعبتها وأرهقت روحها، مشيرة إلى أنها وجدت ذاتها فى إعداد المخبوزات ونجحت فى أن تصنع لنفسها اسم وعلامة مميزة فيه على مستوى المحافظات، رغم مشقة العمل كونها تعمل لساعات متواصلة منذ ساعات الصباح الباكر، لتلبى رغبة محبى وعشاق فطائرها ومخبوزاتها من كافة المحافظات.

وتابعت أنها عاشت طفولتها مع أسرة ريفية فى محافظة الدقهلية، تقدر العادات والتقاليد الريفية الأصيلة، أثقلتها بالقوة والإرادة وروح المبادرة، مشيرة إلى أنهم علموها معنى الكفاح وتحمل المسؤولية، مما جعلها قادرة على العمل فى أكثر من مجال معتمدة على ذاتها وكيانها منذ أكثر من ثلاثين عاما، كان آخرهم مجال تحضير المخبوزات الفلاحى بكل أنواعها فى مدينة بلقاس، والذى اتجهت له كمشروع خاص منذ أربع سنوات، مؤكدة أن تلك الخطوة أحيت فيها العزيمة والإرادة من جديد بعد أن حققت فيه نجاحا باهرا، وأصبح لفطائرها معجبين وزبائن فى جميع المحافظات.

وأوضحت أنها قررت منذ زواجها أن تساعد زوجها وتتحمل معه المسئولية لمساندته فى المعيشة، وتأمين مستقبل أبنائها، مشيرة إلى أنها بحثت عن الرزق الحلال بالعمل فى أكثر من مجال، حيث إنها قبل أن تدخل مجال تحضير وبيع الفطير المشلتت، عملت لفترة طويلة فى المنازل، كما عملت فى إحدى معامل الدجاج بمدينة جمصة، ثم عملت لفترة لم تكلل بالنجاح فى مطعم للبيتزا والفطائر، مؤكدة أنه رغم فشلها فى تلك المجالات، إلا أنها لم تيأس لحظة من مواصلة رحلة الكفاح، لتلبية احتياجات ابنها إسلام البالغ من العمر 29 عاما وابنتها أميرة البالغة من العمر 25 عاما.

وأشارت إلى أن الفطير المشلتت يتم إعداده بتحضير العجين أولا، حيث يتم خلط مكونات الدقيق والسكر والملح والماء الدافئ سويا حتى تصبح العجينة جيدة التشكيل، ومن ثم يتم تقطيع العجين لقطع صغيرة يتم تركها بضع دقائق حتى ترتاح ومن ثم يتم فردها وترقيقها بالنشابة، لتكون ناعمة ومطاطة، ثم تضيف للعجينة السمن البلدى والزيت والقشطة، وبعدها تقوم بتطبيقها لعدة ثنيات، يتخللها قطرات الزيت والسمن البلدى، وبعد ذلك تترك العجينة بضع دقائق لترتاح قبلإدخالها للفرن.

وقالت إنها تقوم بإعداد الفطير بكل أنواعه، السادة منه والشرقى المحشو بالجبنة القريش أو الجبن المشكل، أو اللحم المفروم أو شاورما الدجاج، أو العسل، أو المربى، كما تهتم بطبيعة دسامة الفطير قبل تحضيره، مشيرة إلى أن بعض الزبائن يميلون أكثر للفطير السادة قليل الدسم؛ حفاظا على نظامهم الغذائى الصحى، وبالتالى تقوم بتلبية رغبتهم بتحضير فطير مشلتت خفيف على المعدة بإضافة قليل من السمن البلدى، مما يجعل الفطيرة مقرمشة وخفيفة، ويزداد الإقبال عليها من قبل محبى وعشاق الفطير المشلتت من جميع محافظات مصر.

وعن طريقة تحضير الكفافى، أوضحت "هانم"، إنها تقوم بإعداده بخلط كمية من اللبن الرايب والقشطة والزبدة والجبنة القريش والسمن البلدى والدقيق مع بعضهما البعض، ثم تقوم بتقطيع العجين لقطع صغيرة وتبدأ فى فردها على شكل دوائر صغيرة يتم دهنها بالقشطة والسمن البلدى وزيت الذرة وقليل من الملح، ثم يتم ترتيبها على صوان مدهونة بالزيت، ويتم إدخالها للفرن لبضع دقائق حتى يصبح لونها ورديا وجاهزة للأكل.

"أحلامى بسيطة".. هكذا عبرت "هانم"، بشغف عن آمالها فى الحياة، فقالت إنها تأمل فى الستر والرضا وراحة البال، وأن يرزقها الله الصحة والعافية ويلهمها الصبر والقوة حتى تستطيع العمل والكفاح لآخر نفس؛ لتظل تحيا بعزة وكرامة موفرة لأبنائها حياة كريمة.